هل سيصلح طرزان ما أفسدته الموصل في الاديان
بالرغم من كون طرزان المقصود هنا ليس ذلك الفتى القوي المفتول العضلات ولكن هناك صلة تربط بين الأثنين ألا وهي الصوت الرعدي والذي يتهيأ لكل من يسمعه بأن صاحبه ممتليء بالقوة الخارقة . طرزان اللحظة هي الحكومة العراقية ممثلة برئيسها ووزير دفاعه اللذان أطلقا تصريحات مخيفة عن الطرق التي سيتوجهون بها للموصل قلعة الارهاب الأخيرة كما يدعون متناسين بأن الأرهاب يحتاج إلى معالجات جذرية وجهود جبارة تصب في الأسس الدينية والثقافية التي يقوم عليها أي مجتمع وهذا ما أدركته السعودية ودول أخرى بدأت تضخ الأسمنت أخلاقيا وتربويا في جذور الأجيال القادمة لكي لا تضطر في المستقبل إلى توجيه دباباتها تارة نحو الشرق وأخرى نحو الغرب . ومهما فعل المالكي وغيره لن يسيطر على الارهاب إذا لم يراجع الجذور والقواعد ويؤمن هو بنفسه ومن يليه حتى القرن القادم بأن الدين لا علاقة له بالسياسة , والدولة وخاصة العراق كيان أكبر من أن يسيطر عليه دين واحد أو طائفة بعينها .مستر موكلي هل تعرف الموصل تعال وأسمع من أهلها عنها , أختصارا ولكي لا نزعجك فأنت تعرف التاريخ والتعايش وحتى لو لم تزور كنيسة الطاهرة وتطلع على تمثالها الشامخ في السماء فبالتأكيد أبصرت المأذن المقابلة والمصممة لتكون أعلى من الجوار بكثير . للأسف بدأت هذه المدينة تنحرف عن مسارات التعايش تلك منذ أن وصلتها الفتاوي وخصائل الشعر الطويلة لتكون أول كلمة أستقبل بها محدثك في جامعة المدينة هي (( أنت كافر )) ومن تفسيراتها لا يحق لي بأن أدفن مع المؤمنين وحتى لو كان الأمر كذلك فبعد الموت لا يهم حتى لو رمي الجسد في المزبلة . لا تعمد إلى هدم بؤر الارهاب فقط بل حاول تبني نصوص تليق بالجميع وحارب الفكر قبل أن تحطم الجماجم ليعلم تلاميذ عام 2050 بأن القاعدة في فرز الأخلاق ليست العباءة والحجاب , ليست السفور والضمور . فمخترقي الأزقة يستحقون الأحترام , لا يوجد رجم بالحجارة ولا بالواح الخشب بل يقطع لسان من يبصق او يتفوه بكلمة بذيئة بحق الأخر أو الأخرى . علم الناس قبل أن تلجمهم وأرفع صوتك المدوي إذا كنت فعلا محقا وتملك حلا يرضي الجميع . البصرة قبل تكريت . مولاي أبن يقظان هل تعلم بأن الموصل اليوم تضطهد مؤسسوها وبناة حجر كل أساس فيها . هل تعلم بأن التنوع غادرها وأنزوى بعيدا عن النهر الذي يحكي في كل يوم تاريخ عروسه الأولى في العراق فهو ليس أنانيا مثلنا نحن البشر ولا يحاول تغيير الحقائق والمعطيات .
مدينتنا كانت مقدسة قبل أن تملأ الشعارات وأثار الطلقات جدران ساعتها الشهيرة , أمنا كانت حنونة عندما تغنت بمثلها الشهير .. أكل ويا اليهودي ونام ويا المسيحي ..
قبل ان يحطم الظلاميون تمثال العذراء في أحيائها الجديدة قبل أن تسفك فيها دماء الكهنة والارواح البريئة من كل دين وملة . قبل أن تحطم , أبني القيم وراجع غذاء الشوارع وأمسح الحبر السخيف عن الطرقات , قبل أن تقتل بقبضتك تذكر بأن الحلول الطويلة الأمد هي الأفضل والأنجع تذكر سيدي بأن شعبك سأم من الرصاص ورائحة الدخان .. لا نريد أن نختنق مجددا برائحة الكبريت .. لا حاجة لنا بمشاهد الدمار .. أبعد عنا الرقع الخضراء والزرقاء ورائحة البسطال .. نحن بحاجة إلى قران جديد بين الديانات . نحن بحاجة إلى سبورات بيضاء يكتب عليها بأقلام إنسانية .. نحن بحاجة إلى كلمات تقدس أنسانيتنا وليس إلى دجالين وكذبة يستولون على المنابر ويرفعون أصواتهم لتعلو فوق سماحة أديان مدينتنا القزحية . الموصل لا تحتاج إلى أسلحة بل إلى أقلام . لم تكن في يوما من الايام مرتعا للبربر والهمج ولن يتخلى عنها بانيبال حتى لو سقطت حصونها في يد الأرهابيين . لا تأتيها طاغوتا بل طبيبا يجتث تزمتها السرطاني وقيمها الدخيلة . لا لا تدخلها كمن يسحق أعدائه لأنك ستجدهم أكثر بعد سنوات بل كن لها كما كان المسيح لأورشليم وكما كان يونان لنينوى فصدقني هي مدينة توابة ومصغية لمن يسعى إلى تخليصها من الهلاك ولم تكن في يوم من الأيام عصية على حق أمرء في الحياة فيها بسلام . فقط علمها وأعد صياغة ما راج فيها من مباديء ومهد طرقاتها للحياة لأن الأخيرة غادرتها منذ سنوات الجفاف الطويل فكن لها مطر مطر مطر وليس صفعة وقنبلة وصاروخ .
عصام سليمان – تلكيف .
Assyrian_publisher@yahoo.com
ملاحظة .. استميح القراء الكرام عذرا في عدم الرد على رسائلهم لعدم التفرغ واشكر كل من يقدم لي كلمة مهما كان مضمونها وشكرا .