Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل سيقضي مار باوي سورو شهيدا ؟

في خضم الاحداث الساخنة على ساحة كنيستنا المشرقية ، وتحديدا الفرع الذي يترأسه البطريرك مار دنخا الرابع ، وربما لن يستسيغ البعض من القراء اطلاق هذه التسمية على فرع من فروع كنيسة المشرق ، وبدورنا يحق لنا ان نسأل المعترضين على مثل هذه التسمية : هل يجب علينا نحن الاشوريون بجميع طوائفنا والتي تضمنا كنيسة المشرق ، وكنائس اخرى ايضا ، ان نتبنى التسميات التي يطلقها رؤساءنا الروحانيين على فروع كنيستنا المشرقية ؟ اليس واضحا بان اطلاقهم لهذه الاضافات على كنيسة المشرق هو بقصد التفريق بيننا والامعان في تقسيم امتنا ؟ وإلا ، ما هو الغرض من اطلاق تسمية الكلدانية والاشورية والسريانية على فروع كنيسة المشرق؟ ان الغاية من وراء هذه التسميات لا يمكن ان تكون بعيدة عن الاعيب السياسة ومناوراتها ، والمحافظة على المناصب والكراسي وتثبيتها على حساب وحدة امتنا ، ولا يمكن في اي حال من الاحوال ان يكون لها علاقة باماننا المسيحي ، هذا الايمان الذي يَعلَم الجميع بانه لا يرتبط بجماعة معينة او شعب او امة على وجه التحديد ، وانما تعاليم يسوع المسيح جلية لا لبس ، والايمان المسيحي هو ايمان اممي ، شئنا ام ابينا ، فليس فيه خير امة ، ولا خير لغة ، يسوع ارسل تلاميذه الى جميع الامم بدون استثناء وامرهم بان يذهبو ويتلمذوا جميع الامم . اذا فان لعبة تسمية كنائسنا باسماء تدعوا الى الفرقة لا يخرج من دائرة الاعيب الشيطان ، ولهذا اقترح ان تسمى كل كنيسة باسم كنيسة المشرق زائدا اسم البطريرك الذي يترأسها ، وهذا خير من زرع بذور التفرقة بين ابناء امتنا ، وهكذا يكون اسم الكنيسة الكلدانية هو " كنيسة المشرق فرع البطريرك مار عمانوئيل دلي ... وهكذا .
وعودة الى عنوان مقالنا ، والاحداث الساخنة على ساحة كنيستنا المشرقية ، بين المطبلين والمزمرين بالانتصارات على " اعداء الكنيسة والامة " وبين المؤازرين والمساندين للطرف الاخر ، يرى القوميون المخلصون لهذه الامة بان ما يجري ليس فيه غالب ولا مغلوب ، وان امتهم هي الخسران الاكبر في هذه اللعبة وابناءها هم الضحية في المحصلة ، واصحاب الكراسي والمناصب لن يصيبهم من هذه الخسارة شيئا ، طالما انهم يشبعون رغباتهم بالانتقام ، ويصبون حقدهم وكراهيتهم على بعضهم البعض ويمرروها على البسطاء من ابناء هذه الامة لكي هم بدورهم يدخلون دائرة صراعهم ، وهكذا تنقلب مهمة رجل الدين ، وبدل نشر تعاليم الرحمة والمحبة التي يفترض انه تعلمها من المبادئ المسيحية التي شب عليها ، نراه يعلم الحقد والكراهية .
قبل ايام ارسل لي صديق على بريدي الالكتروني ، بقصد تبادل المعلومات والاطلاع على مايحدث حولنا ، ارسل لي فيديو لاحد مطارنة كنيسة المشرق فرع البطريرك مار دنخا الرابع ، هذا المطران كان يعض مؤمني كنيسته ويحرضهم على مقاطعة قسم من ابناء امتهم ويطلب منهم عدم التعامل معهم ، في حياتي لم ارى حقدا واضحا اكثر من هذا ، إلا الحقد الذي يطلقه الاسلاميون المتشددون عندما يتعلق الامر باسرائيل واليهود ، وكيف يحرضون على مقاطعة اليهود مختصبي ارضهم ، حتى ان الكثير من العرب والمسلمين لا يقرون بهذه المقاطعة ، ولو توفرت ابسط مبادئ الديمقراطية فلن يمنعهم شيئا من التصريح باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل. هذا الحبر الجليل ، ومن على منبر كنيسته يدعو جميع المؤمنين ويطالبهم بعدم مشاركة الطرف الاخر من ابناء امتهم في اية مناسبة وعدم مراجعة اطبائهم او الشراء من محلاتهم ، وحتى المغني الذي يغني في حفلاتهم عليهم مقاطعته ! اي درك وصل هؤلاء البشر واي حقد وكراهية تعشعش في قلوبهم حتى يحرضوا الاخوة على بعضهم البعض ، لست هنا بصدد مناصرة هذا ضد ذاك ، بصراحة ان امر خصومتهم لا تعنيني اذا لم تمس وحدة ابناء امتي ، فهذه الخصومة لم ولن تنتهي ، وليس لها علاقة بايماننا المسيحي ، فقبل قرون زرعوا بين ابناء امتنا بذور الفرقة والتقسيم ، وكل طرف ينعت الاخر بالهرطقة ، وكثيرا ما سمعنا من المؤمنين البسطاء من ابناء هذه الامة الذين ابتلعوا الطُعم " ادين بالاسلام ولا ادين بمذهب الطرف الاخر" واليوم بعد هذه القرون الطويلة ، قالوا بان لا خلاف بيننا في جوهر العقيدة ، وانما كان اختلاف في التفسير . ان ما يؤلمنا ليس خصومتهم ، ولكن ما يؤلمنا هو ان نرى جمهورا من ابناء امتنا يصفقون للحقد والكراهية ، متناسين بان الاخر الذي يدعو سيادة المطران لمقاطعته وتدميره ، هو اخاه وابن عمه وابن خاله وابن خالته .... وابن امته الاشورية التي يلهج بها سيادة المطران ويريد ان يستغل قوة جمهورها في تدمير جزء معتبر من ابنائها ! ولكن يجب ان نعترف ونشكر سيادة المطران لان خطابه لم يصل الى دجة التحريض على القتل ، لذا حوَّل الموضوع الى من يستطيع ان ينجز له المهمة بكل دقة ، فالاستاذ المذيع قام بالواجب احسن قيام واوصل الرسالة بكل وضوح وهدد بالقتل كل من وقف مع الطرف الاخر ، ولكن قراره بالقتل مؤجل الى حين . وهنا يطرح السؤال نفسه : هل سيقضي مار باوي سورو شهيدا بعد هذا التهديد المعلن ، وهل سيتم ملاحقة من ايده بغية تصفيتهم ، انه امر يدعو الى الحذر وعدم الاستهانة به .
ان الضرر الذي يلحقه غالبية رؤساء فروع كنيسة المشرق ومعهم بعض من المطارنة والكهنة، يستحق من مؤمني هذه الكنيسة ان يتوقفوا امامه قليلا . ويتأملوا ما وصلت اليه هذه الامة على يد رؤسائها الروحانين ، فمتى نستفيق من سباتنا ، ومتى نفي بالتزاماتنا تجاه شعبنا وامتنا ، ونضع حدا لتلاعب الرئاسات الكنسية بمقدراتنا ، انها مهمة ملقاة على عاتق مثقفي الامة ومفكريها لتوعية شعبهم ووضعه في الصور ليتبين ما يجري حوله ، ولا ينساق وراء من يحاول القضاء على امالهم في توحيد امتهم .
بصراحة تمنيت عند سماعي خطاب المطران ، ان يكون الفيديو مفبركا ، كمن يكون يحلم بكابوس ويتمنى عندما يستفيق بان ما شاهده لم يكن الحقيقة وانما حلما مزعجا . ولفائدة القارئ الكريم ادرج ادنا الاصرة التي تقوده الى خطاب سيادة المطران .
http://au.youtube.com/watch?v=VrqRSfHn1tA Opinions