Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل مبررات تركيا لاجتياح شمال العراق منطقية؟

منذ احتلال العراق عام 2003 لم تخفي تركياهواجسه من مجمل القضايا في العراق، واكد مرارا على عدة قضايا جوهرية تتعلق بالعراق والمنطقة واهمها، بان ليس لتركيا اي مطامع في اي شبر من اراضي العراق او ثرواثه، واصرت دائما على المحافظة على وحدة العراق ارضا وشعبا ،وعلى اهمية تحقيق الامن والاستقرار في العراق و دعم كافة الجهود للمصالحة الوطنية بين الطوائف العراقية ونبذت الفتنة، ووقفت سياسته الحكيمة على مسافة واحدة من جميع الاطراف العراقية
ولا يستطيع احد انكار الجهود التي بذلته تركيا من اجل استقرارالعراق والخروج من هذا النفق المظلم ليعود العراق سالما موحدا ليمارس دوره المهم في محيطه العربي والاسلامي والدولي وحرصت كل الحرص على استقرار العراق واستقرار المنطقة برمتها، كما ان تركيا الجارة اهتم وحرص على ضبط الحدود مع العراق، ولا يسجل اي مؤشر تدل على دخول عناصرارهابية من اراضيها بالرغم ان حدودها ليست تحت السلطة المركزية في العراق
ولم تخفي تركيا خشيته من ان يكون العراق ووحدته وشعبه الضحية للاعمال الغير المسؤولة من قبل ساسة الاكراد،وركزت على ان عدم اذعان ساسة الاكراد العراقيين لتلك الهواجس فسوف لن يقتصر خطره على العراق وحده وانما سينال امن المجتمع الدولي باسره وفي مقدمته دول الجوار،مما حتم عليهم ان يعملوا ما في وسعهم عمله ليساعدوا العراق والعراقيين على البقاء كشعب واحد في عراق موحد
وشدد تركيا على انها صديقة وجارة للعراق ولا يمكن ان تقبل لجارتها الاساءة وابدى استعدادها لمساعدة وتدريب جهازي الشرطة والجيش في العراق وتقديم كل المساعدة للدولةالعراقية
ان الحكومة التركية حذرمرارا من ان تواجد منظمات ارهابية في شمال العراق ومعسكرات تدريب لهم يستطيعون الدخول الى الاراضي التركية من الجبال الوعرة لشن هجمات ضد قواتها سيعكس سلبيا على العلاقات بين البلدين وطلب من الحكومة العراقية بضبط حدودها معها لمنع اي تسلل لهؤلاء الى تركيا، واستمرت المفاوضات بينها وبين العراق وامريكا لكون الاخيرة دولة محتلة وتقع على عاتقها مسؤولية ضبط الحدود زهاء14 شهرا، ولكن لم تلمس تركيا اي مؤشر ايجابي يوحي الى ضبط الحدود، بل بالعكس ازدادت الهجمات الارهابية على قواتها المتسللة من شمال العراق رغم تحلي قيادة انقرة بالصبر والتاني لعدم جر المنطقة الى حروب ومشاكل اضافية وتقديرا منها للظروف الصعبة والتي تمر بها العراق
وان كافة المفاوضات التي جرت سابقا وتجري حاليا بين انقرة وواشنطن عليها عكست رغبة انقرة وتصميمها على الا تترك اي ثغرة قد تستطيع منها الاكراد العراقيون بمساعدة حزب العمال المحظور للنفاذ من الاراضي العراقية
وما يثير الخوف فعليا في اوصال اميركا ان البعض في ادارة البيت الابيض يرى انه من الافضل ان تساعد تركيا حاليا في القضاء على تواجد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ولكن البعض يخشى من ان تتطور الامور بشكل غير متوقع وتخرج عن نطاق السيطرة مستندين على نظرية سياسية وعسكرية اذا حدث توغل العسكر التركي وسيطروا على شمال العراق فانهم لن يخسروا العراق فقط بل وسيخسرون تركيا ايضا
وايقنت البيت الابيض بان صبر تركيا قد نفذ من جراء الهجمات وتسلل عناصر حزب العمال الكردستاني من شمال العراق وبمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني وتصريحاته الاستفزازية
ان احد الاسباب القوية التي دفعت تركيا الى ضبط النفس وعدم القيام بشن هجوم عسكري ضخم ضد قوات حزب العمال الكردستاني الارهابي و لحد يومنا هذا ،هو التزامها بكافة تعهداته التي قطعها تجاه العراق و مصلحة العراقيين، وانصياعه للنصائح المقدمة من الادارة الامريكية ووعود امريكا بانها ستتعامل مع حزب العمال الكردستاني الارهابي ،وأخذها بنظر الاعتبار التوصيات الاوروبية المتكررة التي كانت تصدر بين حين واخر عن الاتحاد الاوروبي لتركيا بالتاني والصبر لتلك الخروقات من قبل ساسة الاكراد
ان اتخاذ الحكومة التركية قرارها العسكري باجتياح جزء من العراق لم تاتي اعتباطيا بل لها مشروعيتها ومبرراتها ومنها :
1- الوعود الكاذبة من قبل الولايات المتحدة الامريكية تجاه التزاماتها بالقضاء على حزب العمال ولكن ثبث اثباثا قاطعا وليومنا هذه ان امريكا فشلت في ايقاف تلك العمليات الارهابية من شمال العراق ضد تركيا ولم تقم باي فعل لايقاف تسلل تلك الجماعات الارهابية من التسلل الى الاراضي التركية ، بل بالعكس ازدادت الهجمات مما ادى الى تفشى المشاعر المعادية لامريكا في صفوف الشعب التركي
2- عدم وجود حكومة مركزية قوية في بغداد تستطيع السيطرة على حدودها الدولية
3- نفاذ كافة السبل الدبلوماسية والسلمية
4- احساس القادة السياسيين والعسكريين في انقره ان ضبط النفس تجاه العمليات الارهابية التي تقوم بها الاكراد المتمردون من داخل شمال العراق قد تلحق بهم الضعف السياسي
5- ضمان امنهم القومي وردع ساسة الاكراد على تطاول ايديهم والسنتهم تجاه تركيا والتي احتضنتهم في يوم محنتهم
6- ازدياد الضغوطات عليها في الاونة الاخيرة من قبل الشارع التركي والمعارضة بالتدخل لايقاف العمليات العسكرية والتي تشنها حزب العمال الكردستاني الارهابي من داخل الاراضي العراقية ، بحيث اصبح غير قادرا على السيطرة على تلك الضغوطات
7- مطالبة الجنرالات التركية بان لا تبقى تركيا مكتوفة الايدي امام الارهاب القادم من شمال العراق
8- ان لا تبقى تركيا خارج المعادلة السياسية والعسكرية وانه اذا بقي خارج العملية، فلن يكون ممكنا ان تكون في وضع يستطيع مواجهة التطورات في النهاية ويمكن ان يتعرض امنه القومي للخطر وعليهم ان يفكروا في مصالح بلدهم على المدى البعيد
9- عدم ادراك ساسة الاكراد ان تعنتهم في بعض الامور تعنت غير مبني على اسس منطقية ، ولم ياخذوا في الحسبان نتائج تعنتهم بالاصرار على دعم حزب العمال الارهابي ، ولا يحاولون استنباط الدروس من تجارب مماثله انتهت باستباحة اطراف تعنتت من قبل وما الت بهم
10- عدم مبالاة ساسة الاكراد لنداءات تركيا بالكف عن استفزاز انقره بتصريحات غير مسؤولة ،واخرها (مما زاد الطين بلة) التصريح والتهديد اللامسؤول والغير العقلاني من قبل مسعود البرزاني في احد المقابلات التلفزيونية في حيث صرح (انه اذا تدخلت تركيا في شمال العراق لحماية حدودها سوف يقومون بمساعدة حزب العمال وكما سيساعدون اكراد العراقيين للدخول في مدن جنوب شرق تركيا لمساعدة اكراد تركيا بالتمرد ضد انقرة)
12- ان ساسة الاكراد وقعوا ايضا في ارباك سياسي وناقضوا انفسهم حيث كانوا يدعون بان لا وجود لاي عنصر من عناصر الارهابين على الاراضي العراقية ولكن اليوم نراهم لا ينكرون وجودهم ومساعدتهم كما جاء في تصريح جلال الطالباني بان تسليم قادة الارهابيين من منظمة حزب العمال الكردستاني الارهابي الى تركيا حلم مستحيل لن يتحقق ، ومخاطبته لعناصر حزب العمال الكردستاني الارهابي (بالاخوة)
13- عدم تواني ساسة الاكراد في القول والفعل بانهم لن يقتلوا ابناء عمومتهم الاكراد(اي اعضاء منظمة حزب العمال الارهابي) من اجل تركيا
14- سعي ساسة الاكراد على تقوية علاقاتهم مع المتمردين من خلال تقديم كافة المساعدات العسكرية واللوجستية وتهية الاعمال والوظائف في شمال العراق وتقديم المنح الدراسية لعوائلهم في الجامعات المتواجدة في شمال العراق
15- التصرفات والتصريحات اللامسؤولة من قبل ساسة الاكراد جعلت العالم حائرة بتفسيرها،تصرفات تدعو لخلق العداء ودفع المنطقة الى اتوت حرب جديدة وخلق مناخ من الشك والريبة في العلاقات مع دول الجوار وما يترتب عليه من التوجه العدواني لتصعيد التوتروخلق مبررات لجر المنطقة الى الويلات والمشاحنات والتي لا مبرر لها اطلاقا
16- ان امريكا عبرت القارات لاجتياح عموم العراق واحتلالها بحجة القضاء على الارهاب فكيف يستطيع اقناع حليفه تركيا بالتحلي بالصبر وحدوده غير امنة والارهاب يدق بوابته يوميا مهددا امنه القومي؟
ان مبررات اجتياح القوات التركية لجزء من شمال العراق تبقى منطقية ومقنعة وحق مشروع ما دام كل المستجدات على ارض الواقع تؤكد وبشكل واضح عن وجود مسلحين لحزب العمال الكردستاني الارهابي تحاول من خلال تواجدها على الاراضي العراقية لتسويق هدفها العدواني علي القوات التركية وتهديد امنها وسيادته
ان لحظة الخيار التاريخي لساسة الاكراد قد اقتربت للخروج من شرنقة الحلم بالانفصال عن العراق واقامة دولتهم والكف عن اتباع سياسة التهديد لتركيا ،وان قوتهم الضعيفة ستكون لقمة سائغة وسهلة امام الجيش التركي وسيدفعون ثمن اخطائهم السياسية باهظة جدا تجاه دول الجوار وخاصة تركيا، وانهم امام مفترق طريق وعليهم ان يتصالحوا مع انفسهم ويتخطون عقدة التارجح لديهم بين البقاء ضمن عراق موحدا ،وان يتصالحوا مع اخوانهم العراقيين ليعبروا الى برالامان، وطرد عناصر حزب العمال الكردستاني الارهابي من شمال العراق قبل فوات الاوان والاعتراف بانها منظمة ارهابية
واما ان يتحملوا النتائج الوخيمة نتيج تخبطهم السياسي ولغتهم العدوانية تجاه العراقيين والجارة تركيا
والايام المقبلة ستكشف لنا الكثير. Opinions