هل من ضروره لعقد مؤتمر قومي /وطني كلدواشوري سرياني ؟
معروف عنّا بأننا(الكلدواشوريون السريان) شعب نال من القهر والظلم والتغييب والتقسيم والتشتت ما يفوق الأقوام والشعوب الأخرى قرونا طويله,وهو اليوم بدأ للتو خائضاً مشوارمعاودة ألوقوف على قدميه رغم ضعف ألياته وإمكاناته وتباين وجهات نظر ناشطيه والخلافات التي إعترت أوساطهم , لابّد لنهضته الناشئه هذه أن تتخللّها العديد من المشاكل المتفاوته في درجة حديّتها و المتنوعه في هيأتها ومصادرها سواء تمثلّت في حلقاته السياسيه الداخليه ونخبه المثقفه أو في بعض مؤسساته الدينيه , جميعها هذه ألتي لم تستطع مجتمعة أن تتفاعل فيما بينها بالإستفادة من القواسم المشتركه ألتي تجمعها في رسالتها و هدفها المعلن هنا وهناك,كما أنّ تلكّؤها في إعتماد حكمة وجوب إستغلال الفسحة التي تهيّات بعد سقوط النظام البائد و تغافلها لأهمية التعاطي المرن مع إرهاصات العامل النفسي المتفجر و تأثيره السلبي على الكثير من الممارسات الإرتجاليه المتسارعه في ردود أفعالها المتشنجه يوميا حيث ثبت فيها تراجع سيف العقل أمام سلطان العاطفه .كما لا يفوتنا أن نضيف أيضا تأثير عامل ضخامة قدرات اللاعبين القدماء/الجدد وكتلهم ألتي برزت على الساحة وكأنها وحوشا كاسره تروم الإنقضاض على الفريسة بمفردها ,حيث المؤسف هو أنّ التيارات السياسية الدينيه والقوميه ألتي أدرجت نفسها كضحية للديكتاتوريه تصرّفت بعد سقوط نظام صدام ولا تزال وكأنها الكوابس التي تمّزق كلّ صمام أراد أهلنا ألإحتماء به في إستمرار نشاطاتهم داخل العراق , هذه الكتل السياسيه شكلّت ولا تزال تشكّل عوائق و معاول حالت دون تقدّمنا خطوتين للأمام و إستمرت تحفر عميقا في كياننا مضيفةً من الجروح ألتي تحتّم علينا جميعا تحمّل مسؤولية تجاوزها وتضميدها, ولازالت مساعي هؤلاء المحيطين بنا ومحاولاتهم السياسيه الغير الإنسانيه في إستغلالها لأوضاعنا الداخليه المفككّه تنخر في جسدنا المنهك بقساوه ومن دون رحمه بحيث أضافت إلى همومنا وأثقالنا أعباء أخرى لن يخفف من وطأتها ومرارتها إلا الذين يتذوقون طعمها ويعيشون ماساتها عن كثب.
لقد شهدنا في الخمس سنوات المنصرمه العديد من المؤتمرات القوميه وبمسميّات متغيّره تعكس مدى الإظطراب ألذي أصبح يلازم فعاليات ونشاطات غالبية مثقفينا وتشكيلات شعبنا القوميه, و ما أخرها الذي إنعقد في عينكاوه برعايةالسيد أغا جان أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني إلا خير دليل على ضياع بوصلة بحّارينا من القوميين ومنظرّينا من المثقفين والسياسيين ومعهم قياداتنا الدينيه وهي دون شك تدلّنا بوضوح على حالة التخبّط في إختيار وإقرار الميكانيكيه السليمه لخدمة قضيتنا الشائكه, حيث ذهب إخوة وأصدقاء لحضور المؤتمر كلّ يحمل في مخيلّته ما رقّ وطاب ,فمنهم من عقد الأمل على تحقيق منجز أفضل لشعبنا وأخرون لغرض في نفس يعقوب لكن تجاهل البعض من الإخوه الذين حضروا المؤتمر لماهيّة الغاية الحقيقيه وراء عقد مثل هذا المؤتمر هي إشاره أخرى إلى سطحية التعاطي مع قضية شعب قوميه تعيش وسط صراعات تديرها أصابع لا يمكن مطالبتها بما هي فاقدته.
لو أ ُريدَ من أيّ شعب كما هو حالنا , أن يتعامل بشكل إيجابي مع المتغيرات ألتي نشهدها ليخرج منها معافى على الأقل ولا نقول منتصرا , لابّد له في باديئ الأمر أن يهتم في تحقيق أبسط وأدنى عوامل البقاء على الأرض محافظا على إستقلاليته كي يستطيع التفكير في إيجاد وتحقيق ما سيؤهله لمواجهة ألذي يحصل بعكس ألإتجاه, من هنا نقول بأنّ أوضاعنا ألتي نلحظ تزايد إظطرابها المخيف بشكل مستديم , تحتم علينا (أحزابنا القوميه ومثقفينا ومؤسساتنا الدينيه) إستمرارية ومواصلة البحث عن المطلوب الأساسي والحيوي لإثبات الحضور والتواجد لحماية ومعاضدة بعضنا البعض قبل القفز بعيدا حيث الكبوة بإنتظار ابطالها.
من هذا المنطلق لابد للصراحة أن تأخذ القليل من حيز المدى العقلاني في تشخيص مكامن الأخطاء وإنعكاساتها في توارد الخطابات المتشنجه وسبل البحث عن تصويباتها , من خلال التصارح مهما تواطأت درجاته سوف نصل حتما إلى خلاصة القول بأنه ليس بإستطاعة أي منّا تبرئة أي جهة سواء كانت سياسية أم ثقافية ام دينيه من الذي حلّ بنا عبر السنوات التي تلت سقوط نظام صدام, حيث سيتحمّل كلّ طرف مارس العمل قدرا من الوزر يتناسب و حجم مسؤولياته ودوره ألذي مارسه وموقعه بين الجماهير ,و لوإفترضنا بأن الغالبية سيؤيدونني في خلاصتي , ولا أعتقد بأن الكثير سيخالفني في رأيي هذا, يكون قرار الإجماع أو الأغلبيه سهلا حول ضرورة عقد مؤتمر يطالب به أولا مثقفونا قبل سياسيوونا الذين يرون في ذلك ضربا من التنازل وهم في ذلك واهمون مائة بالمائه , أمّا المثقف المستقل في رأيه, فهو في إستقلاليته أشد قربا و أكثر حرصا على مستقبل أهله وعلى مكوناتهم السياسيه وحتى الدينيه التي تمثلّه , فهو الأـجدر في مطالبة عقد مؤتمر قومي وطني , وما على سياسييّنا في هذه الحالة إلا ألإستجابة ثمّ البحث عن أليّة أو تكتيك لإنجاح مثل هذا المؤتمر الشامل, حينها لا أعتقد بأن قادة كنائسنا سوف يبخلون علينا إعلان مباركتهم لمبادرة ومطالب أبناء رعياتهم وابرشياتهم في رغبتهم لعقد مثل هذا المؤتمر.
إذن أعزائي القرّاء الكرام, ويا مثقفينا المحترمون, كل الدلائل تشير بأننا أليوم بأمّس الحاجة إلى لقاء موسّع بهيئة مؤتمر قومي وطني سياسي شامل لا يستثني كل من يتكلم لغتنا ولهجاتنا ( الأشورية / السورث/الكلدانيه//السريانيه ) يسمع الإخوة فيه إلى بعضهم البعض من أجل كسب عفونا لبعضنا البعض أولا , ثم من أجل ترميم التصدعات التي حصلت , ولا غفران لمن يتعالى على جراحات شعبنا ألتي تصرخ وتستنجد بمن يخفف قروح جراحنا ونحن على ارضنا ؟ هلّموا إذن يا أهلنا إلى إطلاق أصواتكم في حال موافقتكم لرأيي و إعلان تضامنكم حول ضرورة عقد مؤتمر شامل يديره ويمولّه أهلنا ليعكس مدى صدقنا في طرح شعاراتنا التوحيديه ومدى صحة إيماننا بالديمقراطية كنهج , لنطالب سياسيينا بالشروع في التباحث من أجل تشكيل هيئه تحضيريه يمثلها أعضاء وناشطين في الحلقات السياسيه لمكونات شعبنا للتهيئه لعقد وإدارة المؤتمر , وما دام هدف الدعوة هو مصلحة شعبنا وتوسيع دوره في بناء العراق فلا بأس لو كان دور المثقف بمثابة المعبر ما بين ساستنا وأحزابنا من أجل تسهيل مهمّاتهم وحلحلة خلافاتهم الشخصيه و تقريب وجهات النظر السياسية و الفكريه.
وأول الذين سنطالبهم في كسر حاجز العزله والقطيعة بين تشكيلات شعبنا السياسيه هم أخوتنا و أصدقاءنا في الحركة الديمقراطيه الاشوريه ليس لسبب سوى لأن تنظيماتهم السياسية ومنظماتهم الشعبيه هي الأكثر إنتشارا في بقاع تواجد ابناء شعبنا وهم الأكثر خبره في ترتيب مثل هذه الحوارات والتحضيرات علاوة على تأكيدهم في مؤتمرهم الأخير في دهوك على ضرورة فتح قنوات الحوار مع كافة أحزابنا ومنظماتنا.
مع تمنياتنا بالموفقيه للجميع .