Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل نحن للماضي فعلا ..؟

خلال تصفحي للمواقع الالكترونية ، وبالحقيقة انا مغرم بتصفح مواقع ابناء شعبنا ( وهذا ليس من باب التعنصر لأننا لسنا قوم عنصريين) وخاصة موقع عنكاوة كوم وموقع عشتار tv وموقع تللسقف وبغديدا ونركال كيت وزوعا وموقع باطنايا وبرطلة والقوش .. الى اخره من المواقع التي تنقل لنا كل تراث وامجاد امتنا من خلال الاقلام الثقافية التي ينبري حامليها للتضحية باوقاتهم لغرض ان ينوروا لنا الطريق ، ولكون تلك الاقلام هي الوحيدة التي تقول لنا الصدق كله .. وخلال تصفحي لموقع عشتار tv احد الايام قرات مقالا جميلا جدا بقلم الاب الفاضل يوسف جزراوي وهو تحت عنوان الحنين الى الماضي.. فشكرا لك ابي الفاضل لأنك وضعت يدك على الجرح وعالجته بحنكة كاتب ومفكر عظيم وانت اهل لذلك انشاء الله ، وهنا اود ان ادلي بدلوي انا ايضا لسرد قصة حقيقية رواها لي احد الاصدقاء ، وفي الحقيقة ، حين رواها لي اول الامر اعتبرتها نوعا من تخيلات صاحبي الذي يتميز بخياله الخصب والثر بكل الوان الادب القصصي فقلت في نفسي اما هذا سيناريو فلم هندي او احد تخيلاتنا الشبابية حيث تخيلنا انفسنا سابقا باننا سنصبح يوما ما وزراء او ربما رؤساء جمهوريات ..ومن يدري . والقصة باختصار هي .. ان صاحبي هذا كان قبل (28) سنة قد احب فتاة بجنون معتبرا اياها حبه الاول والاخير ( ليس كحب هذه الايام .. بل حب ايام زمان ) ، وكانت هي ايضا تبادله الشعور نفسه .. ومن ثم دنت ساعة بدء طريق اللاعودة حين صارحها بانه سوف يتقدم الى اهلها ويطلب يدها للزواج.. ولكن شاء الرب ان يبعد بينهم بطريقة وباخرى.. ولم تبق لصاحبي المسكين الا الذكريات الجميلة التي تحصد مخيلته كل يوم.. وانقطعت اخبار الاثنين عن بعضهما كانقطاع التيار الكهربائي وقت الظهيرة وفي هذا الحر التموزي الجميل ، وكل منهما يظن واحيانا يجزم بان الاخر اما سافر خارج الوطن واما المت به مصيبة او فاجعة ،وما اكثرها في العراق .. ولكن وهنا تدخل مشيئة الرب بفعلها ايضا .. اذ اراد الله جل جلاله ان يلتقي الاثنان ،ولكن اين وكيف .. يقول صاحبي الشايب ( للعلم ان عمر صاحبي الان قد بلغ 54 سنة).. بعد مرور 28 عاما على ذلك الموقف الفراقي الاليم ، كنت يوما جالسا اتصفح احد المواقع الالكترونية مع ابن شقيقتي الذي لا يتوانى عن الدردشة مع الاصدقاء وفي جميع بقاع العالم وكانه احد اعضاء مجلس النواب العراقي من الذين تعجبهم فكرة الدردشة والكلام عبر المحطات الفضائية دائما ، وهنا وفي ذلك اليوم ( والكلام لصاحبي العاشق) ودون مقدمات دخلت بالدردشة معه فتاة غريبة ، واخذا بالسؤال عن مكان كل منهما .. فقال لها من أي بلد انت .. قالت انا عراقية ومن مدينة ( ب ) .. وانت من أي بلد..قال انا عراقي ايضا ومن نفس المحافظة ولكن من مدينة ( ت) .. وهنا كانت المفاجأة الكبرى ،اذ قالت له.. هل تعرف فلان.. قال نعم اعرفه وهو خالي وهو الان جالس معي .. قالت افتح الكاميرا لأرى وجهه ، ففتح ابن شقيقتي الكاميرا ( والكلام لا زال لصاحبي المسكين) ،واذ بها تصرخ كما صرخ ارخميدس حين كان يستحم ( وجدتها ) .. انا فلانة.. فقفز صاحبي من مكانه كالليث وكانه وزير التربية يدافع عن حق المعلمين والمدرسين وعن استحقاقاتهم المفقود منذ سنين ولم يسمعوا من الدولة والحكومة الموقرة سوى الوعود بذلك ، وترك حاسبته وتقدم الى ابن شقيقته وقال لها .. ان كنت فلانة .. فهذا رقم هاتفي واتصلي بي .. وفعلا بعد ثوان اتصلت به .. وبعد حوار طويل على الهاتف واستفسار احدهما عن احوال الاخر وكيف قضى كل منهما تلك السنين ، عادت ذكريات الماضي اليهما بعد تلك السنوات الطويلة ،ورغم طولها فانها كانت اقصر من طول فترة تشكيل الحكومة العراقية المنتخبة الجديدة ، وظلت هذه الحالة بينهما الى لحظة كتابة هذا المقال وستبقى الى الابد ، ولكن دون ان يتجاوز احدهما على خصوصيات الاخر ، لأن محبة المسيح قد زرعت في قلبيهما الصدق والاطمئنان ، وخاصة بعد ان اصبح لكل منهما اولاد واحفاد، واصبحا صديقين مخلصين جدا لبعضهما ويتعاونان على كل شيء.. .. هذه قصة من الماضي ..وهي قصة حقيقية وليست فلم هندي كما ذكرت اعلاه .. صدقوني ، وهكذا نرى بان الماضي قد يعود اليك دون ان تدري ومن باب لا تعرفه ولكن ليس بصيغته التي مرت عليك ايام زمان ، بل بشكل اخر وبلباس اخر وموضوع اخر غير الموضوع التي تخيلته انت .. فهل بوسعنا ان ننسى كل الذكريات الجميلة ونلتهي بمغريات الحاضر وارهاصاته ومخترعاته ، ام نعود شئنا ام ابينا الى ماضينا ونحن الى يوم او ساعة من تلك الازمنة الغابرة .. فهل نستطيع ان ننسى مثلا اكلاتنا الشعبية في قرانا الجميلة مثل ( شوباتي وهريسة وتخراثا دكركر وجلي دسسقي ومضيرة وكشكي ) وهل نستطيع نسيان أزياءنا الشعبية مثل ( شبوكثا وبشما وقبايا وخاصا ودمير وشرول ومقطنيثا وكركثا وميزر وبرمالا وزبون وكالكي وزركولي وصولي ) ، ثم هل نستطيع نسيان تراثنا الشعبي الثر وتارخ امتنا المجيد .. هلى نستطيع نسيان تاريخ اشور وبابل ( رغم انه قد نسي تماما في دستور الدولة العراقية الجديد ولم يتم ذكر تلك الامجاد حتى في ديباجته ) وكذلك لا يمكننا ان ننسى اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش والبرت رول وبيبا ومريم خانم ومحمد عارف جزراوي وعيسى برواري وكريم كابان وناظم الغزالي وفاضل عواد وياس خضر وحسين نعمة وغيرهم .. هل نستطيع نسيان كل هذا..؟ الحقيقة نقول لا نسطيع ، لكن رغم كل هذا فنحن لا نستطيع ايضا ان نعيد عجلة الزمن الى الوراء، لذا يبقى الحنين الى ماضينا ذا نكهة درامية جميلة ، وخصوصا الحنين الى صبانا وشبابنا حين كان راسنا مليئا باللون الاسود ،اما الان فقد صبغ تماما باللون الابيض ، وتلك الحال حالنا جميعا ، وهنا لا بد من الاشارة الى البيت الشعري المعروف والذي غناه في ما مضى مطربنا الكبير الراحل داخل حسن حين يقول ( الا ليت الشباب يعود يوما .. لأخبرته بما فعل المشيب ) .. تحياتي
Opinions