Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل هذا طحين صخب جعجعاتكم ؟

في غالب الحالات الإعتيادية , يولد الإنسان طفلا حديثا بجسم وعقل صغيرين, يتلقى الرعاية الابوية اللازمة لحين يكبر جسمه وينمو عقله وبعمر يؤهله للإلتحاق مع أقرانه بالرياض والمدرسة ثم الجامعة أو المعهد لينال تحصيله العلمي جزاء ما يبذله من جهد ومثابرة ذاتية تصنع منه عنصرا كفوءا متوازنا يستطيع خدمة بلده وبني جنسه في مجال إختصاصه.

ليس مألوفا أن نسمع يوما بتلميذ قضاها لهوا وسخرية ثم فجأة تألق نجمه ليصبح طبيبا ناجحا او مهندسا ماهرا أو محاميا بارعا بمجرد أن أحد أساتذته لبى طلب إعطائه دفعة في الإمتحان, ولو إفترضنا أفلح هذا الكسول في إقناع أحد مدرسّيه, فذلك لا يكفيه, ما دام هناك إختبارات أخرى في مواد عديدة عند مدرسين آخرين.
الذي نود التأكيد عليه بعد هذه المقدمة , هو الخلاصة المستهجنة ألتي يطلعنا عليها بين فينة وأخرى بعض الإخوة المحسوبين على كتّابنا (الكلدواشوريين), وآخرهم كان ممن عرفنا فيهم جهادهم المتواصل منذ بدأ رحلته القومية بسيل من الجعجعات المتواصلة ألتي ضاهت في صداها شعارات القائلين يومها صدام أسمك هز أمريكا ,والحق يقال بأن السيد المحترم أبدع لكن في إثارة الآخرين ضد أهله و بث نزعة الفرقة بين أهله دون أن يترك طرفا نشطا ومثابرا إلا وقذفه, وها نحن اليوم نرسو معه لنقرأ خلاصة رحلته المضطربة وهو يطرح حالتنا وكأننا موشكون على منازعة الحياة , لقد إختزل داعيتنا كل ما شهدناه له من جعجعات لتفضي به في النهاية إلى الإستجداء بالآخر كي ينصره على (أهله) الذين ظلموه قوميا كما يزعم وغصبوا منه إسمه.
في السياق نفسه, لابد من الإشارة إلى أنه ما دامت السياسة هي فن الممكن, وفنونها هذه تتغير وتتحرك بحسب حدة الصراع ,فنحن لا نعتقد بأن فن الإستجداء من الطرف المنافس كي ينصره قوميا على ابناء جلدته هو خيار سياسي لإنسان واعي ومنتمي حقيقي وأمين على قضية شعبه, وإن كان الأخ يعتقد العكس كان الأجدر به أن يعلنها منذ البداية مشروعا إستجدائيا ,فحين يصل بهم حسّهم السياسي وقوته إلى إستجداء وإستعطاف الغرباء لنصرتهم على من يدعون أنهم أخوانهم وأهلهم في القومية والدين واللغة , فإن إختيار هذا الفن يعني أنهم ليسوا أهلا للتكلم بأسم أي أنسان آخر إن لم اقل أنهم في ذلك يخذلون شخوصهم بأنفسهم, لأنهم بصراحة أضاعوا على الجميع هوية الضحية الحقيقية في جعجعاتهم و بين عريضة المشتكي ( الكاتب) و ردة فعل الحاكم التي لا نعرف شكلها !!

كيف تريدون من أهلكم تصديق ما كنتم توعدونهم في أطنان طحين ظهر أنه حفنات تراب وغبار ضجيج ؟ وكيف تريدوننا ان نلهث وراء فيض الخطابات الرنانة التي أوهمت البعض بأنها ستلد أسطوات متمرسين مع طواقم كفيلة بإعادة تشييد جنائن معلقة تناطح السحاب, يفترض بكم أن تتذكروا دائما يا سادتي الكرام بأن الذي بينكم وبين شعبكم بات شرخا كبيرا صاغته أقلامكم العابثة وصنعته مواقفكم المتذبذبة ألتي أنتهى بها المطاف إلى الإستجداء , وأنتم في ذات الوقت يا سادة تعرفون جيدا بأن دوركم الموغل في الهدم قد إنكشفت حقيقته , ولست بمتجنيّا على أحد لو قلت أن دوركم كان فعلا هدّاما , لأن منطق العقل يقول أن شاكلة الدعاة الذين أتخمونا في جعجعاتهم أثبتوا لنا اليوم العكس بسبب غياب إرادة المثابرة الذاتية في مساعيهم وإدعاءاتهم النضالية المزعومة التي أباحت لهم القفز السهل فوق كل الأعراف والقوانين ليعودوا بالنهاية إلى حيث مواقعهم التي إعتادوها ومرتبة الإستجداءللإستقواء بالأخر ومنحهم ما عجزوا عن تحقيقه بجهودهم وعرق جبينهم. يا إخوان إن الذي يلد وينمو على دم أهله وعذاباتهم و ليلغف فتات موائد الآخرين هو أشبه بتلك الطفيليات التي تقتات على نخر خلايا جسم الإنسان السليم والمعرّفة علميا بالباراسايتولوجي.

لمزيد من التوضيح نضيف , عندما يقول المحللون بأن الطغيان ما أفلح في سيطه و سلطانه لولا إنتهازية بعض النخب وإستجداءاتهم الخنوعة, ولولا مداهنة البعض للحكام حتى الثوريين منهم على حساب المصلحة العامة لما إستأسد ذلك الحاكم, لأن القبول بالقهر وإستجداء الحسنات الخصوصية من أزلامه هو الذي يصنع الجلاد ويفرعنه أكثر, من هنا نقول كان حريٌ بمن يجعجع أكثر مما يقدم أن يصمد ويبقى مع أهله متمسكا بحريته ألتي وهبتها له الطبيعة وكافة الشرائع أو كان أفضل له أن يسكت , لأن الذي يكثر من التزمير والوعيد وبنفس الوقت يتهيّب صعود الجبال سيعيش أبد الدهر حتما بين الحفر, وما أدراك أي حفر.

نحن العراقيون, نفهم جيدا بأن بلدنا يمر في مرحلة مخاض عسير أدى بذوي الشأن فقدانهم للبوصلة التي ترسم لهم إتجاهات التحرك السليم في إعادة بناء العراق,منهم من أبدى تواضعا حين وجد ضالته في إكتفائه بتقاسم غنائم التغيير مع أصحابه, وآخرون غرقوا في يمّ وعود الأجنبي في تحقيق حلمهم بالإستحواذ على كل شيئ وهو لا شيئ مادام في طول البلاد وعرضها جسم غريب إسمه المحتل وحدود البلاد مفتوحة لكل من رام المقامرة والإنتقام , وبين أولئك وهؤلاء ضاعت فرحة المساكين وتبخرت نشوة خلاصهم من النظام البائد بعد ان تشرذمت معه الدولة وتفككت مفاصلها.

أهلنا الكلدواشورييون السريان ايضا حالهم كحال البقية لم يسلموا من تبعات الفوضى التي عمّت البلاد ونالوا من الظلم والقهر حبة زيادة , لكن ذلك لا يبرر جنوح البعض في تهافتهم القومي الزائف إلى إمتهان فريضة الإستنجاد بالسياسي الاخر لنصرته على ابناء جلدته المتعبين بحجة انه يطالب بضمان حقوقه القومية المفترضة ضمن خطابات تارة مختومة وأخرى مفتوحة, مثل هذا السلوك الشخصي سواء في الأعراف السياسية او العشائرية ينظر إليه كونه إفلاس سياسي وخيبة متقعه إن لم نعتبره مجهودا مبنيا على نهج مفبرك يراد منه تسقيط الذات الجمعية وعن سبق إصرار,أما الذي يصر على توهيمنا بأن مصب هكذا جهد شخصي غير مخوّل هو في خانة تحقيق قفزة ميدانية في النهضة القومية والوطنية او يراد منه تعزيز للتآلف و توطيد للعلاقات, نقول نعم كبيرة لذلك , لكن الحقيقة هي ليت كذلك , لأن السياسة أمر أخر, إنها وسيلة ربما يرحب بها السياسي الذي ينافسنا ليس من أجل سواد عيوننا ,و في نفس الوقت هي وسيلة سهلة لمن يريد التهرب من المسؤوليات بسبب العجز عن مواجهة مستلزمات العمل النضالي على الارض جراء كثرة المطبات التي وقعوا أو أوقعوا(كسر القاف) فيها.
كما أسلفنا, السياسة في حقيقتها هي كتلة متحرّكة من الصراعات والتحالفات تتخللها تجاذبات وتنافرات وذلك أمر مسلّم به ولا إعتراض لو حصل الفوز او الخسارة , لكن النكد هو في مهزلة أن يخلص مناضلنا او مثقفنا السياسي الكلدواشوري بعد سيل من الجعجعات إلى مطالبة حزب سياسي آخر من مكون أخر سواء كان عربيا او كرديا او تركمانيا يطلب منه أن يرعاه ويحميه او يرأف به سياسيا ضد أخ له وابن عمه وجاره , فتلك هي الطامة الحقيقية .
أما تبعات التعاطي الشخصي الكيفي في مطالبة الأحزاب الأخرى بمنحه الحق المسلوب كما يعتقد وبأسلوب نشر ما يعتقده غسيلا طواعية أما م الآخر, فهو في ذلك يضرب الكثير من الأمور بعرض الحائط, فهو يتناسى ان في البلاد برلمان سياسي, ولنا تمثيل فيه بحجمه المتواضع , وهناك دستور ومجلس رئاسة ومجلس وزراء, أليس في ذلك تعمدا في تسخيف معاني المواطنة والإنتماء للمؤسسات الوطنية المشرعنه؟ نعم أنه دليل على التحرك الغير المدروس واللامتوازن الناتج عن عقد وإرهاصات شخصية مكبوته تكشف عن نفسها بين الفينة والأخرى.

كن مهما تعتقد, اشوريا كلدانيا سريانيا مارونيا عربيا كرديا , لكن إن كان الطحين هو الأستجداء فعلام كل تلك الجعجعات ؟؟؟؟
والسلام


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
شبكة أخبار نركال تنعي الكاتب والصحفي جميل روفائيل تنعي شبكة أخبار نركال نيابة عن كل منتسبيها وكتابها والقائمين على ادارتها ، الكاتب والصحفي المخضرم جميل روفائيل الذي وافته المنية يوم الخميس ، الاول من تشرين الاول 2009 الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي يبحث مع رئيس مجلس النواب مستجدات الشأن السياسي شبكة اخبار نركال/NNN/ اصدر حزب الفضيلة الاسلامي بيانا حول زيارة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي لمقر حزب الفضيلة الاسلامي ولقاؤه بالامين العام للحزب هاشم الهاشمي. وفيما يلي نص البيان: نهاية حكم العائلات، بداية حكم المؤسسات رحيل غير مأسوف عليه وانهيار مفاجئ لكنه متوقع لمنظومة القمع (العائلي) المتسلطة على شعوب المنطقة منذ بدايات القرن العشرين او ما يزيد، حيث اظهرت إنّ المِكْـيالــَين رمـز الرجـل ذي الوجـهَـين بتأريخ 14/11/2005 كـتــَـبْـتُ قـصيدة قـصيرة بلغة السورث المحـكـيّة الألقـوشية حَـولَ الزائغـين الطامعـين بهـذه الـدنيا والذين يكـيلون بمكـيالــَين وسـجّـلـتــُها بصَوتي بلحـن حـزين ، تـصِف سـلوك الإنسان المتربّي في الوديان المتموّجـة ، والذي عـندما يكْـ
Side Adv2 Side Adv1