Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل يتجاوزالمالكي هذه الازمة..؟؟

بعد ان ظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات ، بدأ الحديث عن الافرازات التي احدثتها على الساحة ، فمن الطبيعي ان تختلف الاراء وتتباين في تقييم تلك النتائج وما الت اليه تلك الانتخابات ...ورغم كل ماقيل بصددها الا انه لايمكن ان ننكر بان هذه الانتخابات كانت لها اهمية معنويه على سلوكية الناخب عندما عبرولاول مرة في تاريخه عن ارادته ورغبته بحرية في اختياره لمرشح يعتقد انه يحقق له اهدافه وطموحه ...
وهذا بطبيعة الحال يعزوا الى سببين اولهما الى وعي المواطن وتقديره للامور وفق قناعاته الذاتية ، وثانيهما هو موقف الحكومة واجهزتها التي امنة له تلك الفسحه من الحرية ليمارس من خلالها حقه الانتخابي بكل حرية وهذا بحد ذاته تطورا في نهج الحكومة ورئيسها السيد المالكي وهذا ما لم نكن معتادون عليه سابقا ، بل كان المعروف ان تتدخل الحكومة واجهزتها القمعية بشكل سافر في الانتخابات ليفوزوا مرشحيها بنسبة 99 % من الاصوات ، اما حكومة المالكي اليوم كانت عكس ذلك .لا بل ان المالكي وقف مع الجميع على مسافة واحدة حتى مع القائمة التي كان يدعمها ويساندها ، قد يشكل هذا النهج مرحلة اساسية لبناء الديمقراطية في العراق وهذا ما نامل الوصول وننشده ..

والا ماذا نفسر تراجع الاحزاب الاسلامية في هذه الانتخابات رغم انها المسيطرة على مقاعد مجالس المحافظات لا بل انها تسيطرعلى الحكومة المركزية ومجلس النواب بالاضافة الى سيطرت ملشياتها وعصاباتها باسمائها المختلفة على الشارع ، اذا وعي المواطن واجراءات الحكومة كان لها دور في الحد من سيطرت هولاء ونفوذهم في الشارع ....

صحيح ان القوى الديمقراطية والتقدمية والعلمانية لم تفوز بالشكل الذي يريدونه البعض الا ان الحد من سطوت وسيطرت الاحزاب الاسلامية على تلك المجالس بحد ذاته يعتبر تقدما ملحوظا في التوجه المستقبلي لبناء عراق بعيدا عن التاثير الديني في ادراة دفة الحكم في العراق بعد ان اثبتوا الاحزاب الاسلامية فشلهم في سياسة الحكم والادارة ان كانت في مجالس المحافظات اومجلس النواب او في الحكومة المركزية وما نجده من التراكمات السلبية في عمل الاجهزة عموما ليس الا انعكاسا حقيقا عن فشل هولاء في تلك الادارة ...

هذه المعطيات افرزت اسماء جديده ظهروا على الساحة السياسية ليكونوا بدائل عن الاسلاميين المتربعين على كراسي الحكم .. ففوز قائمة الحدباء في الموصل و قائمة السيد الحبوبي المستقله في كربلاء هو خيردليل على رغبة المواطن وسعيه لانهاء دور الاحزاب والتيارات الاسلامية ، وما خسارت هذه الاحزاب في كربلاء التي تعتبر معقل تواجدهم الاساسي الا دليل على اصرار المواطن على انهاء دورهم في تاريخ العراق الجديد وفوز السيد الحبوبي عليهم في عقر دارهم يؤكد هذا التوجه والاصرار.... فكانت النتائج كالاتي ...
فاز بالمركز الاول في كربلاء السيد االحبوبي بنسبة 13.3%.....
وقائمة أهل الرافدين بالمركز الثاني بنسبة 8.8%.....
وقائمة ائتلاف دولة القانون التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي التي حلت بالمركز الثالث محققة 8.5%. .....
المركز الرابع بنسبة 6.8% قائمة تيار الأحرار التي يدعمها التيار الصدري ....
وقائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة التي يرأسها عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالمركز الخامس بنسبة 6.4%.....
هذا الفوزيجب ان يقرأ بواقعية وموضوعية لان سياسة المتغيرات على الساحة بدأة بفوز شخص مستقل على الاحزاب المهيمن على الساحة ، ففوز الحبوبي ليس الا .
(( اول الغيث قطر...... )) ..
الجماهير اختارت واعطت ثقتها لهولاء لتحدث تغيرا دراماتيكيا على الساحة على المدى القريب ، فلمصلحة من تضع العراقيل في طريق الفائزين لكي لا يتمتعوا بما ارادوه لهم الناخبين من وراء انتخابهم ....؟؟ اليس هذا احجافا بحقوق الفائزين اولا واستهانه بالارادة الجماهير التي انتخبتهم ثانيا ....
فهل خلق فجوة بين الجماهير والسيد المالكي وحكومته في هذه المرحلة يخدم المصلحة العامة ..؟؟ ام هو انتكاسه لكل ما يمكن ان يكون المالكي قد حققه لشعبه في الفترة الماضية ، فاعطاء كل ذي حق حقه هو الذي يخدم المصلحة العامة ويحقق طموح الناخبين باحترام ارادتهم ..هذا يعزز الثقة بين المالكي وشعبه ، ويساهم في بناء عراق جديد موحد ديمقراطي ....
السيد الحبوبي تم قبول ترشيحه قانونا.... وهو يمثل قائمة منفردة وفق القانون .. وليس هناك ما يخالف القانون في فوزه بالاكثرية التي تمنحه حق استلام المحافظة كمحافظ او رئيس مجلس ادارة المنحافظة .... فهذا الحق قانوني ويعبر عن ارادة الذين انتخبوه فيجب ان تحترم تلك الارادة ..
اما تفسيرالفقرة الرابعة من المادة ( 14 ) من قانون الانتخاب بغيرمحلها تسقط الحجة بيد دعاتها اذ تنص الفقرة على :
( رابعاً: يجب أن يحصل مرشحوا القوائم المنفردة على ما يعادل القاسم الانتخابي في الأقل للحصول على المقعد وتهمل أصوات مرشحي القوائم المنفردة الزائدة على القاسم الانتخابي .)
الفقرة اعلاه تشترط ان يحصل مرشحوا القائمة المنفردة على ما يعادل القاسم الانتخابي في الاقل .... وهذا فعلا حصل عليه السيد الحبوبي .. فاصبح مؤهلا ليكون عضوا في مجلس المحافظة .. اما الشطر الاخير من الفقرة رابعا – وتهمل اصوات مرشحي القوائم المنفردة الزائده على القاسم الانتخابي ... اهمال الاصوات الزائدة لا يعني بالطلق عدم احقية صاحبها ان يتمتع بمركز المحافظ او رئيس مجلس المحافظة بل ان صراحة النص تؤكد بما ان صحاب القائمة المنفردة بعد ان حصل على الاستحقاق الانتخابي حصل على المقعد ، فهذا المقعد بالاصوات التي حصل عليها تاهله ليتحمل المسؤولية وفق تلك النسبة من الاصوات التي فاز بها.. والا تعتبر تلك الاصوات نقمه لصاحبها وليست امتيازا جماهيريا يتمتع به على غيره ..

وبما ان السيد المالكي يسعى الى بناء عراق جديد فعليه ان لا يقف ضد ارادة الجماهير والالتفاف على الاستحقاقات الانتخابية التي حصل عليها السيد الحبوبي ..
فعلى السيد المالكي يقرأ ارادة الجماهير ورغبتها ويستفاد من المتغيرات على الساحة لان بسواعد المستقلين والتكنوقراط والبعدين عن التحزب والمحاصة هم من يبنون العراق الجديد وليسوا الساعين الى مصالحهم الخاصة والمهرولين الى المحاصة الطائفية..
فمصلحة العراق والعراقين ومصلحة المالكي تقضي بعدم خلق الازمات في هذه المرحلة بالذات لاننا بامس الحاجة الى وحدة الصف والكلمة لان بغيرها لايمكن ان يبنى العراق ... فعلى قائمة المالكي ان تتجاوز ( الانا ) وتتحالف مع الحبوبي لتعبر بحق بانها القائمة التي تسعى لعراق جديد بعيدا عن المحاصة والطائفية ، وتحترم ارادة الجماهيرالتي انتخب الحبوبي وتتضامن معها في ترسيخ النهج الديمقراطي الذي يسعى المالكي الى تحقيقه كما يقال في عراق الغد ....
يعكوب ابونا .................................... 24 / اذار/ 2009

Opinions