Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل يمكن لأحد إلغاء سورة مريم.. وحذف اسم ابنها عيسى من الذكر الحكيم!!!

جميع العراقيين.. بمختلف أديانهم وقومياتهم.. من مسلمين وصائبة وإيزيديين، عرب وكورد وتركمان، يعرفون المسيحيين في العراق جيدا، وقد عاشروهم عبر قرون وقرون بل واختبروهم عبر آلاف السنين لأنهم من أبناء الوطن الأقدمين، ما جعلهم يحبونهم ويعلمون أنهم أناس طيبون مسالمون مبدعون.. للسلام والخير محبون، لا يصدر عنهم شر ولا سوء فردي أو جمعي على صعيد مجتمع أو شعب أو أمة.. لا سيما في الشرق. إنما العكس.. ذلك لأن لهم في تاريخ وحضارة العراق بصمات ثابتة خطتها أسفار التدوين بأحرف من ذهب ونور.. وإذا اختلف على ذلك معي أحد فليقلها ويكتبها ويأتي بالدليل على رؤوس الأشهاد.

فما الذي حصل مساء الأحد المأساوي: الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2010، الذي يكمل مسيرة سميل وصوريا.. في كنيسة سيدة النجاة في بغداد؟؟.

من هؤلاء الذين، ونحن في القرن الحادي والعشرين، لا يزالوا لا يفهمون معنى الإنسانية أولا.. ومن ثم تعاليم الدين!!.

من هؤلاء الذين استباحوا حياة وكرامة أبرياء في دار عبادة تعلو الأصوات فيها لتمجيد الله؟؟.



من هؤلاء الذين قتلوا أناسا اهتدوا للإيمان بالله الواحد الأحد قبل ألفين ونيف من السنين.. من خلال من عيسى بن مريم (رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه/ قرآن كريم، النساء 171).



من هؤلاء الذين (قتلوا أنفسا بغير نفس وكأنما قتلوا الناس جميعا)!!!: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا/ المائدة 32).



من هؤلاء الذين اعتبروا المسيحيين كفارا فقتلوا النساء والأطفال والشيوخ وحتى القسيسين والرهبان، بينما يقول التنزيل الكريم للإسلام السمح: (ولتجدنَّ أَقربهُم مودةً للذين آمنوا الذينَ قالوا إنَّا نصارى ذلكَ بأنَّ منْهم قسيسين ورهبانا وأَنَهم لا يستكبرون/ المائدة 82).



من هؤلاء الذين استهدفوا مؤمنين بالله.. دعاهم إلى عبادته نبيه عيسى بن مريم الذي يذكره التزيل الجليل فيقول: (قولوا آمنّا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرقُ بين أحد منهم ونحن له مسلمون/ البقرة : 135 و 136).



من هؤلاء، وما أصل وأساس فكرهم.. بل كفرهم هذا.. وما مصدره؟؟، وقد استباحوا بدم بارد وعقل ممسوخ.. وإرادة مسلوبة دون شك.. حياة بشر مؤمنين في دار عبادة يحمل اسم مريم الطاهرة البتول التي اصطفاها الله وطهرها.. واصطفاها على نساء العالمين كما يقول الذكر الحكيم: (وإِذ قالت الملائكةُ يا مريم إنّ اللَّه اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمينَ/ آل عمران 42).



من هؤلاء الذين دنسوا دار عبادة يحمل اسم المرأة الوحيدة الوراد اسمها في القرآن الكريم.. وتحمله سورة كاملة فيه، سورة مريم: (واذكر في الكتاب مريم إِذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، فاتخذت مِن دونهم حجابا فأرسلنا إِليها روحنا فتمثَّل لها بشرا سويا، قالت إِني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًّا، قال إِنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا، قالت أَنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أَكُ بغِيًّا، قال كذلك قال ربك هو علي هيِّن ولنجعله آيةً للناس ورحمةً منَّا وكان أَمرا مقضيًّا/ مريم 16 ـ 21).



من هؤلاء الذين قتلوا أناسا آمنوت بالله من خلال من جعله آيةً للناس ورحمة منه كما يقول في كتابه العزيز!!!.



من هؤلاء الذين اعتدوا بالنار والحديد على مؤمنين ينحدرون في الإيمان من نصراني من أهل نينوى.. داوى الرسول العربي الكريم، ووضع البلسم على جراحه عندما اضطهده أهل المدينة وانهالوا عليه ضربا بالحجارة في اللجوء الأول؟.

من هؤلاء الذين قتلوا أناسا يحملون نفس إيمان ورحمة ومحبة النجاشي ملك الحبشة الذي أعطى الأمان للرعيل الأول من الصحابة في صدر الإسلام فمنحهم الأمان، وكانوا نفرا قليلا كادوا يُقتلون وتنتهي الدعوة.. لولا إيمان ومحبة هذا الملك؟؟.



* هل كان من قام بهذا العمل مسلمون؟؟.. حاشا. فالإسلام الحنيف منهم براء.

* هل كانوا مؤمنون؟؟ أبدا.. إلا ربما بالشيطان الرجيم.

* فقد كانوا وحوشا بشرية.. ذهب عقلهم إلى الشيطان.. وذهب الشيطان بعقلهم.. فقادهم إلى جهنم خالدين.

(ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيما/ النساء 93).

وكذلك سيكون مصير من يفكر، مجرد التفكير.. أن يسلك طريق القتلة هذا، فيكون بائسا وملعونا في هذه الدنيا، ومكتويا بنار جهنم في الآخرة. لأنه لن يستطيع أن يحرف من تعاليم الإسلام السمحاء شيئا.. ولن يستطيع إلغاء سورة مريم وحذف اسم ابنها: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون/ الحجر 9).



Opinions