Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل ينفع التخدير؟

أعتدنا في العراق أن نعيش احياناً بطريقة التخدير لتجاوز حالات كثيرة بحيث نسمع عن اشاعات واخبار واشباه اخبار وقد لا تكون حقيقية بل هي مجرد اقاويل للتخدير ولغش المستمع ولفت انضاره الى الحالات التي يريد بها مروجيها ويشغلونه بها عن لب الموضوع وهكذا تمضي الايام وتبقى على ماهي ان لم تكن تنحدر نحو الاسوأ.
وأمثلة ذلك كثيرة في واقعنا العراقي مع الاسف الشديد لأننا يبدو نختلف عن دول العالم الأُخرى وهنا اتناول موضوعة الانتخابات وما افرزته من ردود أفعال وممارسات احياناً لا تمت للديمقراطية بصلة!! فقد امتلأت شوارع وساحات مدن العراق كافة بصور وشعارات الناخبين واستبشرنا خيراً بل تعجبنا او اعجبنا ببعضها خاصة عندما كان المرشح يظهر على شاشات التلفاز وبيده كتيب ويوهمنا بأن فيه أكسير النجاح الذي سيحطم كل الماضي الاسود وسيجد فيه الناخبون الحل الناجح لمشاكلهم !! كما لفت نظري صورة أُخرى لمرشح مع رئيس قائمته وكليهما يرفعان قبضتيهما وكأنهما في حالة عراك مع أحد او تحدي!! فلم افهم ما المقصود من تلك الصورة او مثيلاتها، كما وجدنا لافتات لمرشحات بأسم ام فلان .... او زوجة فلان،!!؟ أليس ذلك مدعاة للسخرية وكل ذلك بكفة وما آلت اليه الاحوال بعد النتائج التي اغضبت البعض ولم يبدي البعض رضاه لأننا لم نجد من يتكلم كونه قانعاً بها وبما كان حصاده منها ووجدناه من طعن وقدم طعونه وشكواه للجهات المعنية بذلك.
كل ذلك لكي لا يظهر بمظهر المهزوم بالنتائج وهو على يقين ان اعتراضاته ماهي الا عملية تخدير حتى لا يظهر بمظهر الذي خسر الانتخابات!! إننا نشاهد كل هذا ونتحسر على الحالة التي نراها في امريكا او بريطانيا وكيف يتصافح الجميع بعد أعلان النتائج ويقر المهزوم بهزيمته ويبدأ الفائز بالعمل نحو تشكيل الحكومة لأن ذلك امر بديهي في الديمقراطية ولم نجد في احدى الديمقراطيات المهمة في العالم من يختلف بتسمية الفائز هل هو من يكون فور اعلان النتائج أم من يتحالف مع غيره لتجاوز حليفة تحت قبة البرلمان!!
ولو فكر ساستنا قليلاً لوجدوا بأن الامر طبيعي ولا يحتاج لهذا الكم الهائل من الجهود والتي غطت الاف الصفحات من الجرائد وشغلت ساعات طوال من البث القضائي الى الحد الذي اصبحنا نعيش حالة مهزلة سياسية قل نضيرها عالمياً.
فالكتلة الفائزة ولو بمقعد واحد عن غيرها يجب ان تكلف بمهمة تشكيل الوزارة ولا ينتهي الامر لأن لهذا التكليف مهلة دستورية فلو لم يستطيع رئيس تلك الكتلة من جمع الاصوات الكافية لنيل الثقة بحكومته سيؤول التكليف للذي يليه بالاصوات وهكذا نسير وفق خطط وقواعد ديمقراطية ولا نلهي انفسنا ولا شعبنا بل نلتفت الى البناء ونعمل لتقدم البلد، فكم سنهدر بعد من الوقت لنرى الحكومة مشكلة وتقوم بإدارة البلاد فها هي بريطانيا انتخبت بعدنا بأشهر ولم يستغرق تشكيل حكومتها سوى أيام قليلة يمكن عدها بالساعات فلماذا لا نستفيد من تجارب غيرنا ونعني تجربتنا ولا نلجأ الى اسلوب المماطلة والتخدير واطالة الوقت لأن ذلك هو ديدن أما من لا يحترم الديمقراطية او الذين لا يعرفون ماذا يفعلون.
نأمل أن نفهم الديمقراطية ونسير على القواعد والاسس الصحيحة ونعلم شعبنا ذلك لكي لا نغشه او نخدره ونسلب له من عمره اشهراً وربما ستصبح المدة بالسنوات!!

عبد الله النوفلي

29/6/2010

Opinions