هل يوجد أسس تاريخية في بحث جميل روفائيل السياسي؟
لقد نشر السيد جميل روفائيل بحثا بعنوان " الأسـس التاريخية والإجتماعية لوحدتنا القومية " منشور في موقع عنكاوا على هذاالرابط http://www.ankawa.com/forum /index.php/topic,68790.0.htmlوهو كناية عن محاضرة أو ندوة سياسية ، يكشف لنا الأستاذ روفائيل عن مفهومه عن وحدتنا القومية ،سوف أتطرق الى الأسس التاريخية التي يذكرها . لا شك أن القارئ قد لاحظ أن السيد روفائيل يؤيد التسمية المركبة كحل لوحدتنا القومية ، لقد كتب : " وفي الإتـفاق على الإسـم الموحد ومنطقـة حكمـه الذاتـي ، يبـرز الوفـاء لشـعبنا ووحدته ... بجمع الأسـماء المتداولة الثلاثـة كلداني آشـوري سـرياني في إطار واحد ، بأي ترتيب كان ...الخ لأن الترتيب ليس مهما وإنـما المهم أن تكون الأسـماء بين قوسـين وخاليـة من الواوات الفاصلـة بيـنها. السؤال الذي يطرح هو هل هذه التسمية المصطنعة مؤقتة ؟ أم هي تسمية تاريخية ( علمية ) ؟ أي مسنودة على أسس تاريخية كما هو مذكور في عنوان الندوة .
أولا - بعض الملاحظات على مفهوم السيد روفائيل لتاريخنا .
أ - كتب السيد روفائيل " لـقد عاش الأكديون والبابليون والآشوريون والآراميون في منطقة جغرافية واحدة ، وعلى رغم ماحدث بينهم من صرعات غالبيتها كانت محدودة وتنافسـية على السـلطة بين المدن والمناطق والعائلات المتـنفذة سـرعان مايعـقبها الصـفاء والوئـام ، وهي حال لايخلو منها شـعب ، فإن الإندماج القومي بينهم كان سـريعا متواصلا وخيارا ذاتيـا مقبولا ومرغوبـا من الكل". هذه الجملة مليئة بالأخطاء التاريخية و الجغرافية .
- من المؤسف أن السيد روفائيل لا يحترم المثقفين " السورايى "العراق القديم كان مقسما الى مناطق جغرافية لها أسماء محددة صمدت مئات السنين ، منها بلاد أشور ، بلاد سومر و أكاد ، وفي بداية الالف الأول إنتشرت تسمية بلاد كلدو و بلاد آرام وهنالك تسميات جغرافية أخرى . الفكر الأشوري الذي يؤمن به السيد روفائيل يدفعه الى الإدعاء أن العراق القديم كان " منطقة جغرافية واحدة".
- يظهر أن السيد روفائيل أمين على مبادئه السياسية ، لأنه لم يتعلم من ردود بعض القراء خاصة السيد حبيب تومي حول " نوعية" الصراع و القتال بين القبائل الكلدانية و الآرامية و الجيش الأشوري . الإدعاء أن الصراعات " غالبيتها كانت محدودة " هو تزوير للحقائق التاريخية . لقد قاوم أجدادنا الكلدان و الآراميون حتى الموت . حضرة السيد روفائيل ، نحن نؤيد كل عمل من أجل وحدتنا ولكن لا نقبل بتزوير تاريخنا بهذا الشكل. كان الأشوريون يأخذون أبناء الملوك و المشايخ الكلدان و الآراميين كرهائن في بلاد أشور ، و ذلك لمنع القبائل الكلدانية و الآرامية من الثورة . و لكن هؤلاء المشايخ سرعان ما يثورون ضد الحكم الأشوري الظالم ( إذا سمحت ) و كانوا يعلمون أن الأشوريين سينتقمون من أبنائهم . فأرجو أن تطلع على التاريخ الكلداني الحقيقي أي من الكتابات الأكادية التي تركها الملوك الأشوريون .
- الإندماج القومي بنظرك كان لصالح الأشوريين و هذا مخالف للدراسات حول إنصهار الأشوريين أنفسهم و في بلادهم بالذات ضمن الكلدان الآراميين و ذلك بسبب سياسة السبي التي مارسها ملوك أشور ضد الشعوب الثائرة . هل تعلم أن الكلدان و الآراميين كانوا أكثر عدد من الأشوريين في بلاد أشور ؟
- أخيرا أنت تتكلم عن شعب بابلي ، ربما لأنه قد درجت هذه التسمية البابلية في الأبحاث العلمية . أحب أن أذكرك أنه لم يوجد شعب إسمه الشعب البابلي و لكن كان يوجد مدينة بابل عاصمة الأكاديين و سكانها من الشعب الأكادي في الالف الثاني ق.م. أما في الالف الأول فإن سكان مدينة بابل كانوا من الكلدان و الآراميين الذين صهروا بقايا الشعب الأكادي والشعب الكوشي الذي حكم بلاد أكاد حوالي 400 سنة . بعد سقوط الدولة الكلدانية بيد الفرس ، أنشئوا ولاية مستقلة ( مرزبانة ) بإسم " بابل " وكانت تشمل جنوب و وسط العراق و كان أجدادنا يفضلون تسميتها ببيت آراماي أي بلاد الآراميين . لقد عمم المؤرخون اليونان تسمية " بلاد بابل " ، و رغم أن الكتابات الأكدية تثبت لنا أن الإسم التاريخي هو بلاد سومر ثم بلاد سومر وأكاد، فإن بعض العلماء لا يزالون يتكلمون عن شعب بابلي.
ب - كتب السيد روفائيل " فمثـلا ، لغـويا . . لـم يتجاوز الإختلاف الظروف اللهجوية العامية الموجودة في كل اللغـات الواسـعة الإنتشـار . وسـلطات . . كان تغيـيرا للأسـر والأشـخاص بالشـكل الذي يتـم داخل أي قـوم والذي طالما حدثنا التاريخ عنـه والذي لانـزال نراه يحصل في مختلف الأقـوام"
- عفوا سيد روفائيل عن أية لهجة تتكلم ؟ الأشوريون تكلموا اللغة الأكادية و كانوا يسمونها " الأكادية ". اللغة الأكادية هي أقدم لغة شرقية أو سامية و قد تكون أقدم من الآرامية بأكثر من1000 سنة ، فكيف تكتب بهذه السهولة " لـم يتجاوز الإختلاف الظروف اللهجوية العامية " هذا رأي غير صحيح ، غير أكاديمي لأنه غير مسنود بأي مرجع علمي و بصراحة لم أجد أي مؤرخ مختص في تاريخ الشرق القديم قد ذكر رأيا مماثلا ؟
- الجملة الثانية التي تتكلم تغيير السلطة بين الأسر ؟ هي غامضة كثيرا ، نحن نعتقد أنك تؤمن أن الشعوب القديمة تنتمي الى قوم واحد ، لقد كتبت في المقطع السابق " هـي لقـوم واحد ( بابلـي آشـوري ) " علما أنه لا يوجد شعب بابلي في التاريخ . ولذلك عندما تكتب " وسـلطات . . كان تغيـيرا للأسـر والأشـخاص بالشـكل الذي يتـم داخل أي قـوم " . نحن نخالفك الكلدان هم شعب و ليسوا " أسرة " إستلمت الحكم . وهنالك إختلاف كبير جدا بين الشعب الكلداني و الشعب الأشوري القديم ، الشعب الأشوري موجود قبل القبائل الكلدانية ، يعيش في بلاده في المدن و القرى و يتكلم اللغة الأكادية بينما القبائل الكلدانية قد قدمت من البادية السورية في حوالي 1000 سنة ق.م. و كانت تتكلم لغتها الأم الآرامية و تتالف من عدة قبائل سرعان ما تمدنت و سيطرت على بلاد أكاد و قاومت الأشوريين مئات السنين قبل القضاء على حكمهم .
ج - لقد كتبت أيضا " فالأكديون والبابليون والآشـوريون يشـتركون في لغة واحدة ( اللغتـان البابلية والآشورية هما لهجتان من اللغة الأكدية ) والآراميون نظرا لقربهم الجغرافي من البابليين والآشوريين فقـد اختلطوا معهم عرقا ولغـة وحياة إجتـماعية الى حـد بات معهـا من الصعب التـفريق بينهم "
- لا يوجد في التاريخ شعب بإسم الشعب البابلي كما شرحنا و طبعا لا يوجد لغة بابلية ؟ و لا لغة أشورية لأن الأشوريين أنفسهم كانوا يسمون لغتهم أكادية ، راجع مقدمة قاموس شيكاغو الأشوري .
- لقد كتبت " فالأكديون والبابليون والآشـوريون يشـتركون في لغة واحدة " من هم البابليون هنا؟ لقد نشر الأكاديون لغتهم و حضارتهم في كل الشرق القديم ، لقد إستخدم الفرس الكتابة و اللغة الأكادية ، كذلك شعب الأورارتو ( الشعب الأرمني ) كما إنتشرت اللغة الأكادية في بلاد عمورو ( سوريا ) . و كان جميع هؤلاء الشعوب يسمون تلك اللغة بالأكادية .
- لقد ذكرت " والآراميون نظرا لقربهم الجغرافي من البابليين والآشوريين فقـد اختلطوا معهم عرقا ولغـة وحياة إجتـماعية !" سيد روفائيل ، لقد إستولى الأشوريون على الممالك الآرامية في آرام نهرين أي الجزيرة و في بلاد آرام أي سوريا فعن أي قرب جغرافي تتكلم ؟ لقد سلخ الملوك الأشوريون جلد الملوك الآراميين المقاومين و هم أحياء، أرجو أن تطالع الحوليات التي تركها الملوك الأشوريون .
- هل سبي الشعوب المقهورة لمراقبتها و منعها من الثورة ، أنت تسميها - بكل بساطة - " فقـد اختلطوا معهم عرقا ولغـة وحياة إجتـماعية ؟ ". لقد حافظ الآراميون على إنتمائهم الآرامي و صهروا الأشوريين قبل القضاء على حكمهم الظالم . نحن نتمنى منك أن تذكر لنا نصوصا تتكلم عن إنتماء " السورايى" الى الشعب الأشوري القديم .
د - يتكلم السيد روفائيل عن الإندماج القومي مجددا و يكتب " ولازم هذا الإندماج القومي التوحيـد اللغـوي ، فأنضمت اللهجتان البابلية والآشـورية من اللغـة الأكديـة الى اللغة الآرامية بسـهولة نظرا لأن اللغـات الثلاث شـقيقات بالإنتماء الى الأصل السـامي "
- يعتقد السيد روفائيل أن مصاهرة الملوك الأشوريين لبعض العائلات الكلدانية و الآرامية كانت تهدف الى " الإندماج القومي "بينما الحقيقة التاريخية أن الملوك الأشوريين قد صاهروا الآراميين لأهميتهم العددية ولوجودهم في كل كوادر الدولة . هنالك فرق كبير بين " المصاهرة " و " الإنصهار " .
- لقد أشرت سابقا على السيد روفائيل أنه لم يكن يوجد مفهوم الإنتماء القومي في التاريخ القديم . يردد السيد روفائيل تعبير " الإندماج القومي " ، و هو في الحقيقة شعار و هدف سياسي من القرن العشرين لم يكن موجودا عند الملوك الأشوريين .
- لقد محت اللغة الآرامية كل اللغات السامية القديمة ، و ذلك بسبب كثافة الوجود الكلداني - الآرامي وطبعا لسهولة اللغة و الأبجدية الآرامية . يكتب السيد روفائيل تارة لهجة أشورية وتارة أخرى لغة أشورية وهو يقصد اللغة الأكادية ثم يكتب " ووقع تفضيل الأختيـار على الأبجدية الآرامية لسـهولتها في لفظها ورسم حروفها قياسـا بالكتابة للكتابة المسمارية المسـتعملة في البابلية والآشـورية " . يخال للقارئ أن الأشوريين و الكلدان و الآراميين إجتمعوا و تشاوروا و فضلوا الأبجدية الآرامية .
- ثم ينهي المقطع بالجملة التالية " وهي اللغة والكتابة التي نسـتخدمها حاليـا والتي أطلق عليها ( السـريانية ) منـذ إنتشـار المسـيحية " . التسمية الآرامية في التوراة ترجمت الى " سريانية " في الترجمة السبعينية التي قام بها اليهود في حوالي سنة 280 ق.م . من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية .و هكذا ترجمت اللغة الآرامية الى اللغة السريانية قبل المسيح بأكثر من 250 سنة .
ثانيا - هل نجح السيد روفائيل في تحقيق أهدافه ؟
أ - لم نلاحظ أي تطور في مفهوم السيد روفائيل لتاريخنا ، فهو يتكلم فقط عن فترة الحكم الأشوري .
لا يوجد أي ذكر عن الأشوريين بعد الميلاد ، ربما لأنه سياسي و صحفي لا يوجد عنده الوقت للبحث عن الأشوريين في المصادر اليونانية و السريانية .
ب - البحث هو سياسي و له أهداف قد تبدو واضحة، كان من الأفضل تغيير العنوان الى " الأسس السياسية والإجتماعية لوحدتنا القومية ". لأن السيد روفائيل يتكلم عن تاريخنا القديم بتعابير حديثة من الفكر القومي الأشوري الذي يؤمن به . فهو يتكلم عن إختلاف الأكدية و الآرامية كأنه إختلاف بسيط جدا، وعندما يكتب " ولازم هذا الإندماج القومي التوحيـد اللغـوي "، فهو يتكلم عن مفاهيم من القرن العشرين موجودة في الفكر القومي عند المؤمنين بالتسمية الأشورية الحديثة و لم تكن موجودة عند الشعب الأشوري.
ج - يكتب السيد روفائيل " واليـوم ، نحن في مرحلة حاسـمة لا سـبيل وسـطا فيهـا ، فإمـا المحافظة على وحدة شـعبنا المتوارثة قومـا واسـما وصمودا وبقـاء ، وإمـّا التـشـتت والتـفرق والضياع والفنـاء ، وشـتان بيـن الأمـرين ." إن الإسم الوحيد العلمي و التاريخي الذي لا يزال يوحدنا هو تسمية " سورايا " أي " السريان " فلما لا تذكره ؟هل تنتظرون من السورايى أن يقبلوا بتسميات مركبة مدعومة من إعلام سياسي هادف ؟
د - رغم إعتراف السيد روفائيل بدور الآراميين في إدارة الدولة الأشورية قبل زوالها ، فهو يتكلم عن اللغة الآرامية و عن الوزير أحيقار الآرامي و لكنه لا يزال يكتب عن الآراميين بدون الإطلاع عن وجودهم التاريخي و مقاومتهم المشهورة . كما أنه يخجل من ذكر دور الكلدان التاريخي فيكتب البابليون ثم بين قوسين الكلدان . مع أنه لا يوجد شعب بابلي كما شرحنا ، بينما الكلدان صمدوا حتى اليوم .
ثالثا - السيد روفائيل و التسمية " القومية " المركبة .
أ - التسمية الكلدانية .
ولد السيد روفائيل كلدانيا و لكنه يؤمن أن هذه التسمية هي تسمية كنسية ، و بدون أية براهين علمية ينكر أن يكون الكلدان المعاصرون أحفاد هؤلاء الذين صمدوا و أسقطوا الدولة الأشورية .المثير للعجب أن السيد روفائيل في بداية ندوته السياسية يشرح للقراء مفهومه للقومية " عليـنا أن نكون حذرين من الخلط بين القوميـة والإنقسـامات المذهبية الدينـية والمنافسـات السـياسية "، إذا كنت تؤمن بقوميتك الأشورية الا تستطيع أن تقدم للقراء نصا وردت فيه التسمية الأشورية بمعنى الشعب أو الأمة ؟ إذا كنت لا تستطيع لا يحق لك بتجاهل التاريخ الكلداني و لا يحق لك توجيه نصائح مثل " ومن الخطـأ أن يدعي أي حزب يحمل تسـمية مذهبية أنـه يمثـل كل المنتـمين الى ذلك المذهب ويورد أعـدادا ونسـبا مئـوية لحجم المذهب" بكل بساطة لأن التسمية الأشورية حديثة جدا. تكرار و تكرار لكلمة مذهب كأنك تريد أن تقنع نفسك قبل الأخرين و تكتب " ولهـذا لايمكـن أن يكون اسـما مـا دالا في الوقت نفسـه على المذهب الدينـي والمدلول القومـي . " أنت مخطئ التسمية الأرمنية تعني الشعب و الكنيسة و اللغة . أن ترديدك لكلمة مذهب وأنت تقصد التسمية الكلدانية ، سوف تكون العامل الأول لحث الكلدان و السريان لرفض التسمية المركبة المصطنعة . و نحن لا نعتقد أن نصائحك مثل " كمـا يقـع في الخطأ الجسـيم نفسـه أي زعيـم لمذهب يخرج عن مجالـه الديني ويتـدخل في الأمور القوميـة والسـياسية ، ويكون الخطـأ منافيا لضوابـط ديـننا المسـيحي إذا اسـتغل مركزه الدينـي في تدخلاتـه القوميـة والسـياسية " سوف تلاقي أذانا صاغية .
ب - التسمية الآرامية .
لقد أشار لي أحد الإخوة من السريان الموارنة ، أن لك بحثا عن الآراميين ، فهو يكتب عنك " نذكّر أن الإستشهادات بأقوال البحاثة والمؤرخين حول الحضارة الآرامية. مأخوذة من دراسة نشرتها جريدة الحياة بتاريخ 7 نيسان 1996(العدد 12096، ص:13) أعدّها الأستاذ جميل روفائيل تحت عنوان: "الآراميين ، الذين ارتبطوا بأقدام التواريخ، هل يدخلون قائمة الشعوب البائدة؟!" وعلى تساؤل الأستاذ روفائيل نُجيب: كيف للآراميين أن يدخلون قائمة لشعوب المبادة ونحن لهذه الهوية أحياء؟ "
- هل أنت كتبت هذا البحث ؟
- هل ممكن إعادة نشره ، لنستفيد و نتعرف على الآراميين.
- من هم هؤلاء الآراميين؟
- هل كنت - سنة 1996 - تؤمن بإنتمائك الآرامي ؟
- إذا كنت تؤمن بآراميتك في الماضي، هل من الممكن أن نعرف لما فقدت ذلك الإيمان ؟
ج - التسمية لأشورية .
السيد روفائيل يؤمن اليوم بأشوريته و هو عنده مفهوم خاص لإنتمائه الأشوري إذ يكتب " هـذا الإسـم الموحـد يصـون كل التسـميات المتداولة ولايبخـل حق إحداها ، ويحتـرم كل القناعـات ، أنا مقتـنع بأن قوميتي آشـورية ( وأن الكلدانية بالنسـبة لي هي تسـمية مذهبية دينية" . كم كنت أفضل - بما أن عنوان ندوتك السياسية - " الأسس التاريخية " أن تقدم للقراء نصوصا واضحة و ليس قناعتك الفردية غير مبنية على أسس تاريخية .
لقد ذكرت لك في أحد ردودي أن التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي بل كانت مرادفة للتسمية الآرامية ، لقد طلبت مني البراهين ، لقد قدمت العشرات منها في عدة مقالات . هل يحق لنا أن نطلب منك براهين؟ أما علينا أن نرضى بقناعتك ؟ وأنا أعدك بأنني سأتحقق من كل كتاب تذكره .
د - التسمية المركبة .
أنني لا أشك لحظة واحدة بأننا ننتمي الى شعب واحد ، و هو الشعب الآرامي و من ضمنهم الكلدان وبقايا شعوب عديدة لا نعرف الا بعضها . لذلك إسمح لي ، التسمية المركبة ليست حلا بل هي مناورة سياسية مؤقتة و كما ذكرت في مقدمة ندوتك " في حيـن أن الأحزاب السـياسية ، هي قناعـات خاصـة مرحليـة تعتـمد على الأحداث والأوضاع السـائدة والمصالح العامـة والخاصـة والمتطلبات في فتـرات معيـنة ويمكن أن تـتغيرالقناعـات بـها ويتـبدل إطارها مع تبـدلات الظروف والأحوال العامـة . . " نحن لا نشك أبدا بفشل هذه التسمية المصطنعة ، لأنك " تتلاعب " بتواريخنا من أجل تسمية سياسية جديدة ، الهدف " المعلن و النبيل " هو وحدة السورايى و ربما الهدف السياسي هو إقصاء الممثل الشرعي للمسيحيين في العراق . الأكثرية الساحقة ترفض الفكر الأشوري لأنه يبعدنا عن جذورنا الحقيقية ، أما التسمية المركبة فهي لا تعني وحدتنا لأنك سيد روفائيل تدعي أن التسمية الأشورية هي تسمية قومية بينما تدعي أن التسميتين الكلدانية و السريانية هما مذهبيتان .القارئ يستطيع أن يتحقق بنفسه .
أخيرا، لقد فشل السيد روفائيل في إقناعنا حتى في مفهومه للعمل القومي ، ينادي بأعلى صوته من أجل الوحدة التاريخية ، و يسمح لكل إنسان أن يقدم "قناعته الشخصية " من أجل إختيار قوميته . غدا سوف نرى بعض السورايى ينادون بإنتماء كوشي و أخرين بإنتماء سومري ولما لا الإنتماء الميتني؟ عندما يقول إنسان عن نفسه بأنه " سورايى " فلما نعقد الأمور؟ لما الإدعاء عن وجود مشكلة في تسميتنا التاريخية ؟ سيد روفائيل - بعد فشل التسمية المركبة - سوف تعود الى إنتمائك و قناعتك بأشوريتك ، و لكن ماذا سيحل بمئات الشباب الذين إنخدعوا بالتسمية المركبة ؟
23-12-2006