هواجس منطقة خضراء
حين يكون الطُعم جوف حوت،ينقادون حنيناً للشبكة.
مقبّلين كفّ الصياد،
تلدغهم عضايا الموج.
يزفّون الطوفان إلى البحر،
و يثّبتون سفينتهم بحبال المعلّق!
مترنّحين..
في ممرات محلزنة..
يتقاطرون أرقاماً بلا مسميات،
ليدخلوها آمنين..
عبر عشرين بوابة،
و واحدة أخرى تطل خارج الوطن..
يخرج منها المتخمون!
يظل هنا بقايا رجال مؤطرين بأشرطة ملونة.
وحًّدتهم المحنة، و اصطبغوا بالخوف.
يخالعون الفقر..
فيترحم الجياع على المخلوع..
يقرأون على ما مضى سورة الجمهورية،
و يرتلون دعاء الملَكية
هوساً بجنة التحرير.
من أية بوابة خرج الفاتحون،
و أي شباك أدخل المحتل؟
ما زالا سيفا النصر يدللان على الهزيمة.
لم يعد هناك جندي مجهول،
فقد أصدروا "باجاً" لخوذته
حينها عرفنا لماذا تقطع الرؤوس، و من يطيح بتلك القمم.
***
رجالنا الخضر المؤجلون..
و الصفر القادمون من الزمن السحيق،
سيشرع الليل المدنّس بالخطى..
رغم حظر التجوّل،
بنسج العفن في ظلاميتهم.
و أعين الأصدقاء في حي التشريع..
لا زالت تترقب بزوغ الضوء و متى يشرّع الفجر.
لكنني ما زلت أدّخر للصباح زقزقات سمائية.
و آمر أزهار حديقتي أن تتراقص لإعصار الأباتشي.
أدجّن الفورة السوداء،
و الثورة البيضاء،
و الأخيرة البنفسجية،
و أدلهنَّ على الجُبّ.
متفرجاً على أحلام الفئران،
و أذونات تنقلاتهم الموسومة بشمّة كلب.
ابتسمُ مخبئاً اللؤلو، و آثار الغيم المجروح.
و يبقى ابن سينا شاهداً..
على تلك الهيبة الملقى عليها القبض..
و أيام الاستعداد الصنمي و إيقاع البساطيل، و رصف التحايا.
لم يبق هناك غير فتات للسلطة.
وزّعها المارينز بين "الكُركه" و الجورجيين.
أؤبّن تلك الثمالة،
مواسياً صديقي المعنى.
أعِدهُ بالبحث عن الكلمة..
وسط نزاهة الشهوة و انتخابات الغريزة.
اخصّص العش،
و اطرد هواجس الكونكريت!
*******
Hussein AL Husseini
itjahathurra@yahoo.com
www.itjahathurra.com