هي والله ميمي قدري...
هنالك في تلك الزاويةفي ذاك البيت العتيق
كانت هنالك شمعة
وهبتها كل مكنون قلبي
كنت كل يوم أوقظها
على حدّة آهاتي وأنيني
كم هي رائعة تلك الشموع
حين تحترق لتخرج ما بجوفي
هنالك كنت كل يوم أعانق
حلما من الزمن الجميل
ألتمس من المتنبي نبوءات
الشعراء الأسبقين
كنت أواسي مّي في
عشقها لجبران الخليل
كنت أبحث عن سر العقّاد
في كل كتب المفكرين
ما أجمل العبق سيدي
حين يأتيك بحاضر يتنفس
أنفاس المبدعين
ما أجمل أن ترى
من تبحث عنهم
في صفحات التاريخ
المطرز بالفّل والياسمين
هي كما العطر الذي فاح
كما النسيم العليل
هي الأنشودة الحيرى
من قيثارة الزمن الجميل
هي سيدي كما قلت أنت
شمعة في زوايا الأدب
تقبع بصمت لتنير
لنا دروب الأدب المعتّقة
بالأدباء المبدعين
هي ميمي قدري
ليته أعطاها حقها
وغذاها من صلب الشراين
هي والله ميمي قدري
المناضلة بصمت
لكل أفكار الحاقدين
هي من نبحث عنها وربي
في تلك الزوايا
والبيوت العتيقة
المرصّعة بالحضور الفّواح
الذي يسلب لبّ الحاضرين