وأخيراً الزوعا تهنئ الكلــداني وعشتار بالفوز في الأنتخابات
habeebtomi@yahoo.noفي رسالة تهنئة من الحركة الديمقراطية الآشورية الى كل من قائمتي حزب اتحاد الديمقراطي الكلــداني الفائزة في البصرة ، وقائمة عشتار الوطنية الفائزة في بغداد ونينوى ، وهي على لسان رابي يونادم كنا جاء فيها :
الأخوة الأعزاء ، يسعدني ان اقدم لكما خالص التبريكات والتهاني بمناسبة فوز القائمتين في مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا في المحافظات الثلاث ، لقد شكلت الأنتخابات ركناً هاماً من اللعبة السياسية الديمقراطية اليافعة في عراقنا ، وبسبب عدم تعمق ثقافة الممارسات الديمقراطية في بلادنا ، ورغم محاولات حفظ الأمن والأحتياطات الكبيرة لجعل عملية الأنتخابات تسير بشكل نزيه وسلس ، لكن من المؤسف حصول بعض الخروقات في بعض مراكز الأقتراع ، ومن جملتها التي حدثت في بعض مراكز الأقتراع التي تخص شعبنا ، وأتمنى مستقبلاً ان تختفي هذه الظاهرة السلبية ليمارس شعبنا حقه في الأنتخابات بشكل عفوي ومستقل ويختار من يشاء دون اية ضغوطات لنكون مثال يقتدى ويحتذى به على الساحة السياسية العراقية .
ونأمل بالمستقبل ان نبذل جميعاً جهود مشتركة للتفاهم والتقارب لنخرج بقائمة واحدة تمثل الجميع .
وتقبلوا خالص التقدير والأحترام
يونادم كنا الأمين العام للحركة الديمقراطية الآشورية
القارئ الكريم سيدرك ان هذه الرسالة فبركها حبيب تومي وهي من عندياته ، إذ لا يوجد على ارض الواقع احتمال بحصول مثل هذه الرسالة ، أنا اتفق مع القارئ ان هذه الرسالة مفبركة . ويجدر ان تكون غير حقيقية ، حيث جابهني أحدهم بسؤال :
ماذا لو كانت الآية معكوسة ، إن كانت الرافدين فائزة في بغداد ونينوى ، هل ان عشتار تهنئ زوعا بفوزها ؟ هنالك احتمال ضعيف إن لم يكن معدوم بإرسال تلك التهئنة .
إذا انطلقنا من الواقع الحالي فلا يمكن ان يحدث قبول اي طرف من الأطراف الخاسرة النتيجة دون تذمر ، لسبب بسيط جداً لاننا لا نؤمن بالرأي الآخر ولا نقبل بحرية التعبير ونأخذ من الديمقراطية قشورها فحسب ، فنحن دائماً على حق والآخر دائماً على باطل .
صحيح في كل ادبياتنا نقبل بمفهوم الحوار والديمقراطية لكن الممارسة تختلف كلياً عما نتفوه به .
لنأخذ موضوع التسمية فقد قرر الأخوان ان يكون من يتسمى بالكلداني بوصمه بالخيانة وتفرقة الصفوف وتمزيق الأمة ، ومن يتسمى بالكلدوىشوري ،فإنه يحمل معظم الحقيقة وهو موحد الأمة ، واصبحت تسمية الكلدان السريان الآشوريين هي الحقيقة المطلقة ، وكل من خرج عن نطاقها فهو خارج السرب ، وسوف تخمد انفاسه في اقرب فرصة ممكنة ، أما الآشوري فهو سيد الجميع والباقين هم في احسن الأحوال من طبقة المشكينو او المسكينو الذين يملكون شيئاً من الحقوق مقارنة بطبقة العبيد في بلاد ما بين النهرين عبر الحقب التاريخية القديمة .
أوَ لم يكتب رابي عمانوئيل يوخنا في مقاله الأخير بأنه كان يراقب أخبار الأنتخابات كما كان يراقبها الألوف من الآشوريين والملايين من العراقيين ، هذا الرجل الذي يدعي الديمقراطية واحترام الرأي الآخر ، إن كانت هذه الصيغة الأقصائية تصدر من احد مثقفي شعبنا المتميزين ، فماذا نقول عن الأنسان البسيط الذي لم يقرأ شيئاً عن التاريخ وعن مسألة حقوق الأقليات وحقوق الأنسان في حرية الأنتماء السياسي والقومي والديني ؟
إنها مسرحية سمجة مملة بين رابي يونادم كنا ورابي عمانوئيل يوخنا بوجود خلافات بينهما ، وقد مللنا هذه التمثيلية الرخيصة ، هذا هو المعلن لنا نحن البسطاء لكن بين الرجلين وحزبيهما اتفاق ودي استراتيجي لألغاء القومية الكلدانية ، وهذا هو هدفهما الأول وكل ماعداه هي تكتيكات من أجل الوصول الى الهدف الرئيسي .
الخطاب الأعلامي في قناة عشتار الآشورية يعتقدون ان من يقول كلـــدان آشور سريان هم أهل البيت لهم مطلق الحرية في العبير ، ومن يقول انه آشوري ، فهو سيد الجميع كل ما يتفوه به هو الحقيقة المطلقة ، أما من يقول سرياني فلا بأس فالسريانية يمكن تفسيرها الى آشورية وبعد قليل من التحريف . ثم ألا تقوم فضائية عشتار بالأشارة الى الأخبار باللغة السريانية على انها الأخبار باللغة الاشورية فتكتب : (ASSYRIAN NEWS ) بدلاً من( SYRIAC NEWS ) ؟
ويبقى من يقول انه كلداني فإنه مفرق الصفوف ويجب إرشاده لجادة الصواب لكي يعترف بقبول أسياده لكي لا يجلب غضبهم عليه وفقدان رزقه كما كان مصير احد الألاقشة الكلدانيين الذي كان يقدم انجح برامج فضائية عشتار فدبرت له مكيدة للإقاع به ثم الخلاص منه .
هذا هو اساس تفكيرنا وما دام الأقصاء هو سيد الموقف في تفكير النخبة المثقفة الآشورية ، فستبقى ممارسة الديمقراطية بشكل صحيح وجذري معلقة على الرفوف العالية ، وسيكون منظرها من اللوحات الفنية المعلقة على الجدار ، دون ان يكون لها تأثير على ما يجري في البيت من أحداث . اي ان الديمقراطية عندنا هي جزء من الديكور ليس إلا .
أقول :
عموماً إن قبلنا بقواعد اللعبة الديمقراطية ينبغي ان نتحلى بثقافة قبول الآخر على ما هو عليه وليس كما نريده .
نعم إننا نتكلم كثيراً عن الديمقراطية لكننا على ارض الواقع بعيدين عنها نحن نمارس إسكات من لا يقر برأينا ، ويكون قد شق عصا الطاعة فيجب لوي ذراعه ورقبته لكي يسلك الصراط المستقيم .
حينما يهنئ الخاسر في الأنتخابات زميله الفائز سنقول نحن نؤمن بالديمقراطية ونقبل بالرأي الآخر إن كان يطابق خطابنا او يخالفنا .
وأقول :
برأيي المتواضع إن تصويت شعبنا كان يحركه تفضيل حاجته اليومية على الوعود بالأنجازات القومية والشعارت الثورية ، ورغم ان الأنتخابات لم تكن سياسية بالمعنى الصحيح كونها متعلقة بالخدمات المدنية والبناء والحياة اليومية للمواطن ، لكنها اعتبرت بمثابة استطلاع اولي لميول الناخبين وهذه حالة تقضي من القوى السياسية معرفة وزنها على الساحة لتحدد لهل خارطة الطريق لخوض الأنتخابات البرلمانية التي ستجري بعد أشهر .
من البديهي الا يستسلم الخاسر ، وهو معني بالسعي الى تلافي وتجاوز الأخطاء التي صادفته في مسيرة هذه الأنتخابات ، كما يحدد خارطة تحالفاته مع القوى التي يعول عليها في تعويضه عن تلك الخسارة ، كما ان الفائز سيتشبث بفوزه ويعمل ويبذل جهده للاحتفاظ بهذا الفوز الثمين . أرى في الأفق معركة حامية الوطيس بين مكوناة شعبنا في الأنتخابات البرلمانية القادمة وهي الأهم لكل القوى السياسية لشعبنا من الفائزين او الخاسرين .
ونأمل من ذوي الفكر الشمولي الأقصائي من مثقفي شعبنا وسياسيه ان يتحلوا بالديمقراطية وقبول الآخر كما هو وخصوصاً اشقائهم من القومية الكلدانية العراقية الأصيلة .
حبيب تومي / اوسلو في 23 / 02 / 2009