Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وأخيرا ساعدنا رجال ديننا من الكلدان والأشوريين على التميز بين الكنيسة كرسالة سماء والكنيسة كمؤسسة

جامعة يونشوبنك - السويد
كنت ألحظ أن البعض من ابناء شعبنا لايتفق مع لا بل يستهجن طرحي بخصوص الكنيسة وواجب التميز بين مهمتين تقوم بهما.
المهمة الأولى، وهي الأساسية، تخص رسالة المسيح التي وردت إلينا في إنجيله وكذلك الرسائل التي تركها لنا رسله.
المهمة الثانية مهمة دنيوية بإمتياز لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد برسالة الإنجيل التي بلإمكان تلخيصها بكلمات أربع: المحبة والتسامح والإحسان والغفران.
مثال من كنيسة (أ)
في يوم من الأيام كنت في كنيسة (أ) وحضرها أسقف ومعه كاهن. قرأ الأسقف الإنجيل وكم كانت رائعة كلمات المسيح حيث أنها سقطت على القلب مباشرة. وكم كانت رائعة الكرازة التي أكدت على المبادىء او الكلمات الأربع التي ذكرتها أعلاه وأنشرح صدري وصدر الكثير من الحاضرين للموعظة.
ولكن ما أن ذهبنا إلى قاعة الكنيسة للإحتفاء بالأسقف حتى تغير الوضع والخطاب وأستدار الأسقف والقس 180 درجة. صعدا الإثنان على المنصة وأطلقا خطابا إقصائيا جعل من كنيسة وأتباع (أ) هم الأصل والفصل وأغدقا المديح على (أ) وإسمها ولغتها وأحجارها في المتاحف وأن (أ) عرفت الله قبل أن يقدمه لنا المسيح في رسالته. وأنهال الحاضرون بالتصفيق رغم ان ما أتيا به من طروحات وأخطاء قد لا يقترفها شخص متوسط الثقافة.
مثال من كنيسة (ب)
دخل أسقف وقس قاعة غاصة بالحاضرين ودخلا في نقاش يخص الكنيسة (ب) ولغتها وإسمها وقوميتها. لم يرسم أي منهما حتى إشارة الصليب ولم يستهلا الإجتماع بالصلاة الربانية بل دخل الإثنان في خطاب إقصائي جله مهاترات ومغالطات في التاريخ واللغة والتراث والطقس وبعضه مسيء مع ذلك كان الجميع يصفق لهما. وفي حديثهما الذي إستمر حوالي ساعتين لم يقتبسا حتى كلمة واحدة من الإنجيل وهذا لا يفعله حتى إمام حسينية في قرية نائية عند تعلق الأمر بالبسملة او الإقتباس مما لديه من نصوص.
ونعود للكنيسة (أ)
وكأن الذي فعله أسقفها لم يكن كافيا حتى دخل رئسه على الخط. هذه المرة أقحم الإقصائية وتفضيل كل ما يعود ل (أ) على الأخرين وهو يخاطبنا بمناسبة عيد الميلاد الذي علمنا نحن المسيحيين المشرقيين ان لا نبتدىء صلاتنا إلا بعبارة "تشبوحتا لالاها بمرومى وعال أرعا شلاما وسورا طاوا لونيناشا" (المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر). أين هذا من هذا؟
ونعود للكنيسة (ب)
وكأن ما أتى به أسقف كنيسة (ب) وقسه لم يكن كافيا حتى دخل رئسهما على الخط وأين؟ في مؤتمر صحفي وفي خطاب جاء ردا، كما يبدو، على ما أتى به أتباع الكنيسة (ب). لا أود الدخول في مناقشة التصريح لكن علينا ان لا ننسى أن هذا البيان وكل الأمثلة التي تحدثت عنها حتى الأن لا علاقة لها برسالة السماء التي أتانا بها المسيح.
ما هي إذن؟
إنها سلطة ومؤسساتية ولأنها دنيوية بعيدة عن رسالة المسيح يحق لنا التعامل معها كما نتعامل مع أي خطاب سياسي مؤسساتي. ولأن الكنيسة (أ) والكنيسة (ب) إنطلقتا من طروحات أرضية بحتة وغير سماوية فعليهما تحمل تبعة ما قامتا به.
أصحاب المؤتمر الصحفي
ولأنني تابع إلى الكنيسة (ب) فإنني أقول لإصحاب المؤتمر الصحفي شكرا لكم لأنكم وضحتم لنا كيف تكون الكنيسة مؤسسة شأنها ِِشأن أي بلدية او دائرة جباية ضرائب او حزب سياسي أو أي إدارة مدنية أخرى.
نعم لقد نهضتم (ثرثرتم) ولكن أنتم ورجال الدين من الطرف الأخر سقطتم سقوطا مريعا لأنكم الأن في أعين الكثير من ابناء شعبنا لستم إلا أناس عاديين تستخدمون سلطتكم الكنسية لتحقيق مأرب دنيوية ذات أبعاد سياسية قومية إيديولوجية بحتة لا علاقة لها برسالة الإنجيل.
هذا جيد ولكن فيه الكثير من الرياء والنفاق وإلا لكان أصبح بإمكانكم إستخدام نفس الأطر "النهضوية" في مناح أخرى وليس في طريقة جعلت منا– ونحن شعب مسكين ومضطهد وعلى شفا الإنقراض – أضحكوة أمام أنظار شعوب العالم وليس العراق وأقلياته فقط. وإن لم تصدقوني أعيدوا قراءة تصريح النائب من الطائفة اليزيدية:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,555155.0.html
شبعنا رياءا ونفاقا
إن كنتم هكذا أقويا مؤسساتيا لماذا لا تنهضون وتهبون هبة رجل واحد لإنقاذ مؤسستكم الكنسية من الإنهيار حيث لا سلطة لكم فيها حتى على كاهن واحد. واليوم لنا كراريس صلوات بأشكال ولغات وطقوس مختلفة ربما بعدد الكهنة الموجودين لدينا في المؤسسة وبعضها مليء بالأغلاط اللغوية والطقسية والعلمية والتاريخية وحتى اللاهوتية؟
إن كنتم هكذا أقوياء لماذا لم تضعوا تقريرا مفصلا وعلى الإنترنت عن أوقاف الكنيسة ووارداتها في بغداد التي أثارت ولا زالت علامات إستفهام كبيرة كي ندخل عصر الشفافية وينتهي القيل والقال؟
وإن كنتم هكذا أقوياء لماذا ليس بإستطاعتكم إنقاذ المؤسسة من غزو الألتنة والتعريب كي نعود كلنا سوية إلى طقس وتراث كنيستنا المشرقية العظيمة؟
إن كنتم لا تستطيعون فرض طقس قداس موحد في مدينة واحدة يتواجد فيها أكثر من كاهن فكيف تطلقون العنان لأنفسكم في خطاب فيه تهديد وإنذارات وفي كل الإتجاهات؟
أتحداكم أن تفرضوا على كاهن واحد فقط أن يغير ملازمه الطقسية والغير القانونية والمليئة بالأخطاء ليس اللغوية فقط بل حتى العلمية والتاريخية والطقسية وغيرها؟
وهناك الكثير الكثير مما يمكن أن يقال منها التأمر المكشوف من قبل من هم حتى بدرجة الأسقفية على بعضكم البعض وحتى على رهبنتنا الكلدانية وكتابة التقارير للسفير والفاتيكان ووصل الأمر بالبعض العمل كمخبرين حيث أفشلوا من خلال علاقاتهم إنتخابين حرين نزيهين لإختيار الرئس العام للرهبنة ؟ وهذه الأمور كلها موثقة.
هل نسيتم؟
هل نسيتم كيف تواطأت هذه المؤسسة (مؤسسة المؤتمر الصحفي) مع مؤسسة أخرى ورضخت لشروطها بقطع علاقتها مع ملايين الكلدان في الهند (ومناطق أخرى مثل الخليج مؤخرا) وكيف سمحت للمؤسسة الأخيرة والتي هي من نفس المذهب إستخدام العنف المفرط لتغير ثقافة وطقس ولغة الكلدان هناك في ما يرقى إلى جريمة بحق الثقافة الإنسانية. أين كنتم عندئذ؟ ألستم شركاء؟
وأعتقدَ الكثير من الكلدان – لا بل إستبشر بعضهم خيرا – أن الخبر المصور الذي بثه موقع عنكاوة.كوم بعنوان "الكلية الكلدانية السريانية في الهند تحتفل بذكراها ...":
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,555148.0.html
جزء من النهضة الكلدانية او ربما ردة فعل لبطولة وبهلوانية المؤتمر الصحفي ونسيوا أن هذه المؤسسة ذاتها ساهمت في إلغاء إسم الكلدان من الوجود هناك وسلمت كل المعتزين به برجالهم ونسائهم وكهنتهم وأساقفتهم ورهبانهم وراهباتهم وكتبهم وتراثهم وثقافتهم وكنائسهم وأديرتهم ومدارسهم وجامعاتهم لقمة سائغة كي تفتك بهم أنياب الألتنة وتنهي لغتهم ووجودهم إلى غير رجعة.
وها أنا أضع الرابط أدناه لنفس المدرسة كي يطلع عليه القراء من الكلدان وأمل أن لا يستغربوا، وأن يكفوا عن الإتكاء على هذه المؤسسة لأنها صارت مثل القصبة المرضوضة التي تجرح في النهاية كل من إستخدمها للتقدم إلى الأمام او النهوض:
http://www.cshss.com/aboutus.php
تصور البعض من الكلدان بعد قراءة الخبر أن الثقافة الكلدانية والطقس الكلداني واللغة السريانية (سمها كلدانية) التابعة للبطريركية صاحبة المؤتمر الصحفي لا زالت قائمة في الهند وتصور البعض أن النهضة الكلدانية وصلت إلى هناك. كم نحن مخدوعين.
نعم كان هناك عدد هائل من الكلدان في الهند (كان عددهم قبل عقود أكثر من أربعة ملايين) ولكن قضت عليهم هذه المؤسسة بعد أن داست عليهم بأرجلها ورمتهم طعما سهلا للذئاب الكاسرة وغزاة الألتنة.
وما تبقى منا تقدمه اليوم هذه المؤسسة ذاتها ضحية وطعم لغزو التعريب والألتنة ايضا وأنظر كيف أنها تخلت عن الكلدان في دول الخليج العربي وبإنبطاح مكشوف لاينم عن أي غيرة او حرص على إسمنا وثقافتنا ولغتنا ومدارسنا ووجودنا هناك وهذا حدث مؤخرا وقارن بين عنجهية البيان الذي تلاه السيد نامق جرجيس في المؤتمر الصحفي.
وأنظر كيف هب الكثير من الكتاب من الزملاء الكلدان للدفاع عن المؤتمر المضحك المبكي وكيف أنهم يغضون النظر عن كل الكوارث والمأسي التي جلبتها هذه المؤسسة علينا لا سيما فيما يخص إسمنا وتراثنا وثقافتنا ولغتنا وطقسنا وتاريخنا لا بل وجودنا كأمة.
خلاصة
أظن أنني وضحت بما فيه الكفاية أن رجال ديننا من الكنيسة (أ) والكنيسة (ب) ساعدونا كثيرا في ما قاموا به من أعمال في الأشهر الأخيرة للبرهنة وبالدليل الدامغ على الإزدواجية التي كان الكثير منا يخشى حتى التطرق إليها في أحلامه.
Opinions