Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وإذا الكلدوأشوريّة سُئِلت بأي ذنب ذبحت

ليس أجمل من أن يمتلك الإنسان في مكتبته كتابا قديما, ولشدة إعتزازه به كتحفة ثمينة تزيّن مكتبته , تسمعه يردد دائما ويقول كل المكتبة بطرف وذلك الكتاب بطرف, لذلك قلّما يسمح لأي زائر بلمس ذلك الكتاب, فكيف بتصفحّه ,هذا الحرص ليست بسبب الحكر او الأنانية, لكنه يرى في ذلك إلتزاما إنسانيا منه تجاه سنين عمر وقيمة الكتاب مهما كان فحواه وأي كان كاتبه, إنه إحترام الأنتيكة وعمرها الزمني الذي بقت فيه تتصارع مع الأيادي تقاوم حرارة الجو ورطوبته.

في العراق اليوم, بات كل شيئ مستباح , نهب المتاحف, تدمير نصب وتماثيل المشاهير, تدمير المكتبات وحرق كتب شارع المتنبي, قتل العلماء والأكادميين من أطباء و مهندسين ورجال قانون ووجهاء من رجال دين وعقلاء عشائر بأعداد فاقت كل تصورات العقل, مقابل هجرة مستمرة بشكل عارم لهذه العقول هربا من الموت الذي يلاحقها, كوادر يفترض بأنها درست وتربّت وتخصصت من أجل خدمة وطنها وشعبه ,ألغريب كل الغرابة في الأمر, بأنّ الجرائم هذه لا زالت مسجلّه ضد مجهولين!!! إلى متى يبقى هذا المجهول يسرح ويمرح؟؟؟

بالامس , عاد التنين المتعجرف مرّة أخرى مهددا المسيحيين الكلدواشوريين وبنفس رداء الإسلامويين الذي اشك في إنتمائه ,عاد بعد غيبة قصيره ليتجوّل في أروقة وأحياء مدينة بغداد(الدوره) مثالا,و التي كان يسكنها الغالبية من أبناء شعبنا من المسيحيين الكلدواشوريين شاهرا مخالبه الوسخه , بينما حملة فرض الأمن والقانون المالكيّه على قدم وساق كما نسمع كل يوم , رغم الحملة التي داخت جماجمنا من تهويلات حجمها, يعاودنا التنين متحديا الحكومة ولمن تواليه وحملتها الأمنيه ليبرز أنيابه المسوَدة تجاه الناس التي عادت إلى بيوتها لتبدأ حياتها من جديد, حي الدوره الذي يعرفه الكثيرون في بغداد, كان المسيحيون الكلدواشوريون يشكلّون فيه الغالبية العظمى ما بين 85% ألى 95% منذ الستينات والسبعينات ولحد الثمانينات قبل ان يظطرون للهجرة , واليوم لم يتبقى منهم إلا العدد القليل, كانت هجرة هؤلاء العراقيين المساكين هي إحدى مكاسب الثورات الوطنيه البيضاء كما كان يسميها الجلاوزة الإنقلابيين منذ أن ظهروا فوق دباباتهم في بدايات الستينات, والى هذا اليوم الذي تأملنا فيه الخير بعد سقوط نظام الديكتاتوريه الطاغي , لكن الذي حلّ جديدا في العراق على أيادي الدمويين الديمقراطيين الجدد ونظامهم الذي لا أعرف كيف أصفه , أصبحنا مثل الدجاجة التي تصاب بمرض النيوكاسل, يفرّون في رقابنا بسرعة تجعلنا نخلط ما بين السماء والأرض .

وإذا الكلدواشورية سُئِلت بأي ذنب ذبحت !سؤالنا نوجهه إلى ابطال كتل البرلمان و أفذاذ الوزارت لنستطلع عن أي تحقيق أمني تم إنجازه وعربات الذبّاحين الأمعات تجوب شوارع الدوره وبأياديها اليمنى القامات والساطورات والقرأن الكريم في اليد الأخرى! حاشا أبناء شعبنا العراقي الطيبين من أن يدنسوا قدسية القران في قيادة حملة غصب الأخر وممتلكاته, وحاشاهم ان تكون هذه الرذائل خاتمة العشرة الطويله التي قضوها جيرانا وأصدقاء مع إخوتهم المسيحيين , أمّا أمر تشخيص هذه الزمر الشبحيه ألتي تهدد بذبح كل من يرفض الدخول في الإسلام, فسأتركه للأخرين كي لا يتهمني البعض بأنني من دعاة نظرية المؤامره , لكننّي أركز على بيت الداء الحقيقي, و أبقى أشكك في جديّة برلماننا وكتله الغارقة في تحديد هويات المدن وعرقياتها أو في إقرار رواتبهم لإعمار جيوبهم دون اي مستحى , والحال نفسه ينطبق على حكومتنا التي لم يعد وزيرا فيها يثق بزميله الأخر, في الحقيقه ,لم تعد لنا أية حاجة الى هكذا حكومة, ولا إلى البرلمان الذي عينّها رغم تورط الشعب في إنتخابه , ليعلم المعنيون بأن الذي حدث في أوكرانيا حين هاجمت الجماهير وإقتحمت البرلمان سوف يحصل في العراق ما لم يحدث تغيير حقيقي في بنيتهم النفسيه والعقليه , وإنزوائهم في المنطقة الخضراء سوف لن يجعلهم بعيدي المنال.

أين هي تشكيلات أمن الدولة وجيوشها التي نسمع عنها صبحا ومساء؟ وكم تبعد مدينة الدوره عن مقرات الحكومة في بغداد؟ أم أن حماية هؤلاء الناس لايعنيكم شيئ؟ مجرد أنهم أناس مساكين ومسالمين ليس بإمكانهم ان يثيروا أعمال الرده والشغب كما يفعلها الأخرون؟ ديمقراطيتكم في نظرنا ستبقى ليست سوى أكاذيب في أكاذيب ما لم نلمس منكم حرص و عمل جاد في حماية هؤلاء الناس والحفاظ على ممتلكاتهم. Opinions