واشنطن تؤكد صحة صور أبو غريب.. والأمم المتحدة تعتبرها مثيرة للقلق
16/02/2006العربية
وصفت الامم المتحدة الاربعاء الصور التي تظهر عمليات سوء المعاملة التي قام بها جنود اميركيون في سجن ابو غريب بأنها "مثيرة للقلق العميق" ودعت الى الاسراع في فتح تحقيق. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم انان ان "كافة هذه الصور مثيرة للقلق العميق ونأمل في ان يجرى في شأنها تحقيق في اسرع وقت ممكن". واكدت وزارة الدفاع الاميركية اليوم صحة الصور, كما اعلن مسؤول في الوزارة. وعرض التلفزيون الاسترالي العام "اس بي اس" سلسلة من الصور التي قال انها تبث للمرة الاولى. وأضافت انها صور لم تنشر من قبل للايذاء الجسدي لسجناء عراقيين داخل سجن أبو غريب الذي تديره الولايات المتحدة بالقرب من بغداد مما أثار غضبا بين العراقيين الذين قالوا ان على الامريكيين ان يرحلوا. وقال برنامج تذيعه خدمة الاذاعة الخاصة ان الصور التقطت في الوقت نفسه الذي التقطت فيه صور نشرت من قبل لجنود أمريكيين اساءوا لمحتجزين عراقيين في سجن ابو غريب وأثارت غضبا دوليا في عام 2004. وقال البرنامج ان بعض الصور الجديدة تشير الى مزيد من الانتهاكات منها حالات قتل وتعذيب واهانات جنسية. وتظهر الصور الثابتة غير الواضحة وتسجيلات الفيديو سجناء بعضهم غارق في الدماء أو مغطى الرأس أو مربوط في أسرة وأبواب وفي بعض الاحيان يقف جندي مبتسم بجوارهم. وتتضمن صور لرجلين عاريين مكبلين معا وخمسة معتقلين عرايا مصورين من الخلف وكلب مقيد قرب وجه رجل يزحف على الارض يرتدي سترة برتقالية زاهية. وسارعت محطات فضائية عربية بعرض الصور كما نشرتها مؤسسات الصحفية منها شبكة تلفزيون ايه.بي.سي الامريكية على مواقعها على الانترنت. وأثارت الصور مزيدا من غضب العرب المحتدم بالفعل بسبب نشر صور يوم الاحد الماضي لجنود بريطانيين يضربون فيما يبدو مراهقين عراقيين وبسبب رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد نشرتها عدة صحف أوروبية. وقالت المدرسة العراقية حنان أديب (34 عاما) "الصور الجديدة نكأت الجرح القديم الذي ظهر باحتلال العراق. لقد اغضبتني كثيرا وطعنتني في الصميم رؤية هؤلاء الناس يدفعون الثمن بدون اي سبب معقول". واضافت ان "ما يؤلمني بصورة اكبر هو ان يرانا العالم نتعرض للتعذيب بهذه الطريق دون ان تطرف له عين. حينما ارى هذا افهم لماذا يعتقد الناس ان السبيل الوحيد لاخراج العراق من هذه المحنة هو اخراج الامريكيين باي وسيلة". والقوات الامريكية موجودة في العراق منذ الاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين عام 2003. وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الانتهاكات في سجن أبو غريب جرى التحقيق فيها بالكامل بالفعل ونشر هذه الصور قد يثير عنفا لا داعي له. واضاف "تعتقد الوزارة ان نشر كل هذه الصور سيثير مزيدا من الغضب في العالم ويسبب عنفا لا ضرورة له". وأضاف "في ابو غريب بالتحديد كان هناك أكثر من 25 فردا.. جرت محاسبتهم على أعمال اجرامية ومخالفات أخرى". وقالت نرمين عثمان وزيرة حقوق الانسان العراقية ان الحالة في سجن ابو غريب تحسنت منذ التقاط هذه الصور. وقالت "للعربية" انه لم تكن هناك اي حالة تعذيب باستثناء حالة واحدة سجلت الشهر الماضي. واضافت ان هناك تغييرا في السياسة الامريكية في التعامل مع المحتجزين العراقيين. ودعا الفرع الامريكي لمنظمة العفو الدولية الى اجراء تحقيق مستقل كامل. وقالت المنظمة في بيان ان "الصور البغيضة التي نشرت اليوم تعطي صورة اوضح لحجم الانتهاكات التي ارتكبت في ابو غريب وتثير تساؤلا عن الانتهاكات الاخرى التي وقعت هناك وفي اماكن اخرى ولم تصورها الكاميرا". وقال المتنج التنفيذي بالمحطة الاسترالية مايك كاري ان البرنامج حصل على ملف يضم مئات الصور بعضها شوهد من قبل وبعضها يعرض انتهاكات ترى لاول مرة. ورفض الافصاح عن مصدر الصور لكنه قال انه يفترض ان صحفيين اخرين أو وسائل اعلام أخرى قد حصلت عليها كذلك. وأظهرت العديد من الصور فيما يبدو الجندي الامريكي تشارلز جرانر الذي سجن في يناير كانون الثاني لمدة عشر سنوات لدوره الرئيسي في الانتهاكات التي ارتكبت في سجن أبو غريب عندما نشرت الدفعة السابقة من الصور. وفي العراق تنامى الغضب مع عرض محطات التلفزيون للصور. وقال مهدي جمباس وهو فني في بغداد "أشعر بالمهانة كعراقي". وقال صافي ناجي الذي يعمل ميكانيكيا في مدينة الفلوجة التي كانت معقلا للمسلحين "الحل هو ان يغادر الامريكيون وان تستقيل الحكومة التي لا يمكنها ان تتخذ قرارا من دون موافقة الامريكيين". وقال كاري ان بعض تسجيلات الفيديو تظهر فيما يبدو سجينا يضرب راسه في الحائط في حين بدا أن صورا فوتوغرافية أخرى تظهر جثثا. وقال برنامج التلفزيون الاسترالي ان بعض السجناء في سجن أبو غريب قتلوا عندما نفد الرصاص المطاطي الذي لدى الجنود الامريكيين فحاولوا قمع تمرد في السجن باستخدام الذخيرة الحية. واظهرت صورة ما بدا انه اثار حروق نتجت عن اطفاء سجائر في عجز رجل. وقال كاري ان بعض الصور تظهر سجناء في أوضاع جنسية مهينة قدرت المحطة انها غير مناسبة للعرض. وقال البرنامج أن اتحاد الحريات المدنية الامريكي حصل على حق الاطلاع على الصور بمقتضى بنود حرية تبادل المعلومات في الولايات المتحدة لكن الحكومة الامريكية تستأنف القرار. وقال ستيفن شابيرو مدير اتحاد الحريات المدنية الامريكي ان الاتحاد لم يكن مصدر هذه الصور وان الاتحاد لم يطلع على هذه الصور قبل ان تنشر. وحث خمسة خبراء من الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان واشنطن هذاالاسبوع على اغلاق سجن في قاعدتها البحرية في جوانتانامو بكوبا بعد أن خلصوا الى ان اطعام السجناء بالاكراه وبعض اساليب الاستجواب هناك يمكن أن ترقى الى حد التعذيب.