Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

واشنطن تلوح بالعصا والجزرة بديلاً لخطة أمن بغداد - نجاة وزير الداخلية العراقي من محاولة اغتيال وانخفاض المفخخات الي 10 شهرياً في بغداد

24/08/2006

زمان/
تتبلور في بغداد خطة ثنائية تقوم علي الرغيب والترهيب سبق ان طبقت بعد معركة الفلوجة الثانية وتقوم الخطة التي ستشترك فيها القوات الامريكية بشكل أساسي علي استراتيجية وصفها زلماي خليلزاد السفير الامريكي في بغداد أمس بانها حاسمة وتستخدم القوي العسكرية والحوافز الاقتصادية لمواجهة العنف الطائفي في بغداد.
وأضاف السفير الامريكي في مقال نشرته صحيفة ويل ستريت جورنال أن معركة بغداد هي التي ستحدد مستقبل العراق. وكشف زاد أن قوات التحالف والحكومة العراقية نشرت أكثر من 21 الف عنصر من قوات الامن في شوارع العاصمة لملاحقة زعماء الجماعات المتطرفة في البلاد وللتفتيش عن المصانع التي يتم فيها تجهيز السيارات المفخخة والبيوت التي يحتمي فيها المسلحون. وكان قائد عسكري امريكي قد قال أمس الاول ان هناك عشرين من المليشيات الفاعلة في العراق وان الجيش الامريكي لا علاقة له بها وان امرها متروك بشكل كامل للحكومة بالرغم من مداهمات امريكية في الكاظمية ومدينة الصدر كشفت عن مخازن أسلحة تستخدمها المليشيات في هجمات ذات بعد طائفي. وقال مسؤول امريكي فضل عدم ذكر اسمه في بغداد لمراسل (الزمان) انه بالامكان وصف الخطة الجديدة بالعصا والجزرة بعد ان فشلت كثير من الحلول. ولكنه لفت الي ان الجيش الامريكي طبق في اوقات سابقة هذه الخطة علي نحو متقطع وأتت بنتائج ايجابية في خفض عدد العمليات المسلحة في بغداد والانبار. الي ذلك قالت الشرطة العراقية أمس ان وزير الداخلية العراقية جواد البولاني نجا من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة اصيب بها مدنيون في بغداد. الي ذلك انضم أعلي قائد عسكري بريطاني في العراق الجنرال روبرت فراي أمس الي الجدل المتنامي حول ما اذا كان العراق يتجه الي الحرب الاهلية اذ اعتبر ان ما يجري في هذا البلد هو "علي احسن تقدير حرب اهلية مصغرة". وقال الجنرال فراي ان اعمال العنف الطائفية تقتصر علي منطقة بغداد والحكومة وقوات الامن العراقية تواصل العمل. ورأي ان نشر تعزيزات اميركية قوامها حوالي 3700 عسكري في المدينة يحد من عمليات القتل والتفجير الطائفية. لكنه اعترف في الوقت نفسه بان الوضع ما زال مضطربا وان نشر هذه القوات الاضافية لم يأت حتي الان بنتائج واضحة. وقال الجنرال البريطاني الذي يشغل منصب مساعد قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق اثناء مؤتمر عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة من بغداد "اعتقد اننا ازاء وضع هو علي احسن تقدير حرب اهلية مصغرة". لكنه اضاف "لا اعتقد ان الوضع يطابق في الواقع تعريف" الحرب الاهلية مضيفا "اعتقد اننا امام امر محدد جغرافيا ونواجه صعوبة نسبية في معالجته". وتابع "بدأنا الآن نتخذ اجراءات تؤدي فعليا الي خفض اعمال العنف الطائفية الجارية حتي الان". واوضح ان عدد الضحايا الذين يسقطون في اعمال العنف الطائفية هذه "انخفض بشكل ملموس" منذ ان عززت القوات الاميركية وجودها في بغداد بدون ان يكون في وسعه تحديد ارقام. واورد فقط ان عدد العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة في بغداد انخفض من معدل 39 عملية في الشهر علي مدي ستة اشهر الي عشرة خلال الشهر الماضي. وكان فراي اخر المنضمين الي الجدل الجاري بحدة متزايدة حول ما اذا كان العراق يشهد حربا اهلية وحول الجدوي من نشر 133 الف جندي اميركي في هذا البلد. وعبر الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين عن قلقه ازاء مخاطر اندلاع حرب اهلية في العراق، لكنه رفض في الوقت نفسه الدعوات المتزايدة الي سحب القوات الاميركية من هذا البلد محذرا من ان ذلك سيشكل "كارثة". وكان قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جون ابي زيد حذر في مطلع الشهر من مخاطر تطور اعمال العنف الطائفي في العراق الي حرب اهلية اذا لم يتم وقفها، واصفا الوضع في العراق بانه "سيء".
واعتبر بعد ذلك عدد متزايد من المعلقين النافذين والمحللين العسكريين الاميركيين ان ما يشهده العراق هو في الحقيقة حرب اهلية.
وكتب دانيال بايمان وكينيث بولوك في صحيفة واشنطن بوست الاحد الماضي "لقد حسم النقاش: ايا يكن التحديد، فان العراق يشهد حربا اهلية".
وجاء في مقالهما الصادر تحت عنوان "ماذا بعد" ان "الامر الوحيد الذي ما زال يمنع العراق من الانزلاق الي كارثة شبيهة بالوضع في البوسنة هو في الحقيقة وجود 135 الف جندي اميركي، وكل ما يمكن لهؤلاء القيام به في الواقع يقتصر علي ابطاء التدهور".
وبدأت الجولة الاخيرة من هذا الجدل المحتدم الشهر الماضي عند تسريب مذكرة حذر فيها السفير البريطاني المنتهية ولايته في العراق وليام باتي من ان "نشوب حرب اهلية منخفضة الحدة وتقسيما بفعل الامر الواقع في العراق" يبدوان مرجحين اكثر من الانتقال الي ديموقرطية مستقرة.
وقال فراي في تلميح الي مذكرة باتي "لسنا علي حد اعتقادي في حال حرب اهلية".
واوضح ان حربا اهلية كانت ستتضمن تفكك الحكومة المركزية وقوات الامن ما سيؤدي الي تعميم حال الفوضي، في حين ان المؤسسات الحكومية العراقية تتركز في بغداد بالرغم من اعمال العنف الطائفية.
وقال "اعتقد ان ما يجري في العراق اذا ما نظرنا الي البلد برمته في الوقت الحاضر هو نزاع طائفي يمكن وصفه تحديدا بانه محصور جغرافيا". واعتبر ان استخدام تعبير الحرب الاهلية "تهويلي".
وقال "انه يفترض ان الوضع اسوأ مما هو عليه ويشجع بالتالي بين ما يشجع عليه ورود تقارير اعلامية متهورة".


Opinions