واقعية وصية المرحوم بطرس سورو
في البداية نشكر الأخ العزيز مايكل سيبي لأيصاله وصية خالنا المرحوم بطرس سورو، الى كل أقربائه وأصدقائه في العالم من خلال مقاله الاخير المنشور في موقع عينكاوة والمواقع الاخرى العاملة على ساحة الغفران، هذه الكلمة العظيمة التي اعتمدها الرب كأساس لتعامل البشر وعلاقاتهم بعضهم ببعض، وهذا ما حدا بالمرحوم أبو واثق ليطلق صرخته هذه بوجه ما رآه ولمسه وعايشه خلال مسيرة حياته، من تعصب أعمى في الرأي، من غرور، من اتهامات مع سبق الاصرار في الكذب المنمق، من القول الهي الهي عشرات المرات في اليوم وقلبي بعيد عن "الحب" قريب من النميمة، وأقرب من حب السيطرة وإعطاء الاوامر وفبركة التهم الجاهزة، الى حد تحطيم الذات والمستقبل، بعدها كان يرى هناك إبتسامة صفراء التي تعلن فوز حب الذات على حب القريب، وانتصار الانانية على المحبة، هذا ما عايشه الفقيد أبو واثق خلال أكثر من نصف قرن من خبرته كرجل دخل معترك الحياة مبكراً، بحلوها ومرها، وجاءت وصية الغفران تتويجاً لقرائته للواقع كما هو، وليس كما يراد به أن يكونمن هذا الواقع المرير انطلقت وصية الطيب بطرس سورو الذي مارس الغفران فعلياً وعملياً، وخير مثال على ذلك هو زيارته للعراق الذي أجاب على سؤال حول ضرورة المصالحة، إن كانت داخل الاسرة الواحدة، أو عند الاقرباء والاصدقاء والمجتمع، بقوله : أنا هنا من أجل ذلك"، أي زرت العراق من أجل المصالحة وعودة المياه الى مجاريها بين الأخوة والأخوات والاقرباء والاخرين، أنا هنا من أجل نكران الذات، أنا هنا من أجل المحبة، أنا هنا من أجل الغفران، نعم أيها الخال المثقف والطيب والحبيب كانت زيارتك للعراق ناجحة بما أتيت من أجله، نم قرير العين لأنك قمت بواجبك وأكثر والباقي يبقى عند القلوب الحجرية، نعم انك بمبادرتك الأخيرة في العراق وقد قطعت آلاف الأميال من أجل تطبيق ما آمنت به من قيم إنسانية نبيلة، أردت أن تزرع الخير والتواضع في قلوب الآخرين، ايماناً منك بضرورة الحوار والمصالحة وعليه كانت واقعية وصيتك حول "الغفران" . نعم سيدي انها كلمة واحدة ولكنها موسوعة في معانيها، كلنا بحاجة اليها، بحاجة الى : نكران الذات، التضحية من اجل، نبذ الانانية والكبرياء والحسد، وهذه الاخيرة هي كانت هاجز تفكيرك وسفرتك للعراق، والعمل الذي قمت به والكلمات التي نطقت بها لا يقوم بها ولا ينطقها إلا الإنسان الطيب، الشريف، المؤمن بالآخر، المؤمن بالرب ومطبق وصاياه، شماس فعلاً قلباً وقالباً وإيماناً صادقاً بدون رياء، نقول للعالم أجمع: كم واحد في هذا العالم "عالمنا" يقطع القارات من أجل زرع المحبة في القلوب الحجرية، وهم كثر، ليوصل رسالة جديدة أسمها الغفران من داخل عشرات السنين، بحلوها ومرها، باخفاقاتها وانتصاراتها، بموتها وحياتها، بسلبياتها وايجابياتها، باخطائها الكثيرة جداً، "لنا زلاتنا وأخطائنا، وفينا الخير والشر، ولكن الانسان هو ما يقدمه للآخر أمام زلته وخطأه، بمعنى آخر إنتصاره على ذاته بحيث يصبح الشر بداخله غير واضح، أو نائم، وهذا هو المهم، ليس المهم أن أذهب الى الكنيسة وأصلي عشرات المرات يومياً، وأساعد الفقراء،،،،الخ، المهم أن يكون في قلبي المحبة، وهذا يعني مبادرة طلب الغفران كما طلبها المرحوم "بطرس" لنفسه أولاً (وهذه هي قمة الشجاعة والرجولة)، ولحواليه وأهله وأقرباءه والاخرين ثانياً عسى أن يتعظوا، ويراجعوا ذاتهم مع فحص الضمير وتذكيرهم ببقاء عمل الخير والكلمة الحلوة والتسامح والسماح ليس الا
أنظروا الى الانسان الشريف والمثقف حتى في آخر أيام حياته لم يطلب شيئ لنفسه بل طلب تطبيق الوصية الوحيدة للرب "أحبوا بعضكم بعضاً،،،،،،" والرسالة تقول : الذي يغفر ويطلب الغفران يعني انه يحب بصدق، والذي يحب يضحي من أجل، وهذا ما فعله المرحوم حيث غفرللذين أساءوا له، واستولوا على حقوقه، وأحب بكل قلبه عندما قبل الاخر، لا بل الاخرين بسلبياتهم وايجابياتهم وهذا هو الحب الحقيقي، ومن ثم ضحى بالكثير من أجل عائلته وأقربائه وكفى سفره ومصالحته وغفرانه لهم، فيا أبو واثق نم قرير العين لأنك تركت وراءك الحب في ما قدمته للمجتمع والعالم في هؤلاء الورود والأزهاركل من (واثق، وائل، وسام، وسن، وئام، / مارتن.