Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وجواب أخير هادئ للسيد فاروق يوسف خيا

وأنـا أيضا أشـارك الأخ فاروق ، كما جاء في مقـدمة رسالته الهادئة جدا لي ، بأن جوابي سيبقى محصورا في إطار الثوابت المشتركة في الآراء المختلفة لتعـزيز وحدة كل الأسماء المتداولة من كلداني أو سـرياني أو آشوري أو سورايا أو آرامي . . ألخ لشعبنا الواحد في كل جذوره وخصائصه المندمجة عبر ثلاثة آلاف سـنة . . وعلى رغم أن الأخ فاروق لم يتبع السياق الزمني الضروري لمواضيعي فإنني سأجاريه في تسلسل رسالته من أجل الإنسجام بين فحوى الرسالة وجوابـها .

نعـم ، أنا مقتنع بأن مصلحة شـعبنا تكمن في تجمعه في رقعة جغرافية واحدة وفي وضع خاص من الحكم الذاتي الجغرافي والإداري . . وهذا لن يتحقق إلاّ ضمن أراضي اقليم كردستان ، بسبب وضع العراق الإداري هـذه الأيام . . ولو كتبت الموضوع قبل فصل دهوك عن لواء الموصل في سبعينيات القرن الماضي وتشكيل محافظة دهوك الذي أدى إلى تشتيت شعبنا بين محافظة نينوى واقليم كردستان ، لطالبت بتجميع شعبنا ضمن لواء الموصل ، ولكن هذا هو واقع الحال الراهن ، فإما بقاء شعبنا مشتـتا ، أو تجميعه في منطقة جغرافية واحدة ولا مجال لذلك غير اقليم كردستان . . شريطة ـ كما أكدت ـ أن يكون في وضع خاص من الحكم الذاتي الجغرافي والإداري ، أي من دون هيمنة أحـد عليه . . الفقـرة ضمن موضوع ( لست ضد التزام الكلدانية قومية ولكن . . ) المنشور 13 / 5 / 2009

بالنسبة ، لما أوردته أنت عن المنطقة الخاصة ، أولا ، أن مفهوم المنطقة الخاصة لايختلف جوهريا عن المنطقة والرقعة الجغرافية ، لأن المهم هـو ضمان حقوق شـعبنا ، وثانيا ، أن الفقرة التي تناولتها ـ أنت أخ فاروق ـ وردت في موضوع ( الأخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني ) المنشور في الشهر العاشر عام 2004 بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي للمنبر في أميركا ، وثالثا ، ذكرت أنا المنطقة الخاصة لأنه هي كانت المتداولة أثناء كتابة الموضوع ولم يكن مفهوم الحكم الذاتي المتداول حاليا قـد ظهر بعـد ، والكاتب عادة يتحدث عن الواقع المتوافر له لأنه محال عليه أن يعرف ما سيطرأ في المستقبل .

وحول الفقرة التي أوردتها ـ أنت أخ فاروق ـ في شأن الفرض ( وتعني باللغة : أوجب ، ألزم ، ما يؤدي إلى أمر كنيجة ضرورية ) البعثي ليكتب المسيحي في الحقل القومي ( عربي ) والفرض الكردي الضمني ( وتعني باللغة : ما هو غير مذكور ومعبر عنه صراحة ، لكنه ثابت افتراضا ، يؤيد الشئ ضمنيا ) ليكتب المسيحي ( كردي ) ، الفقرة مأخوذة من موضوع منشور في 3 / 2 / 2005 بعنوان ( الإنتخابات العراقية . . لاديمقراطية ولا نزيهة . . والعون فرعون ) أي مضى على نشره أكثر من أربع سنوات ، وثـم ألا يوجد فرق بين الفرض البعثي الواجب والفرض الكردي الضمني ؟ وأيضا أنت أخ فاروق ألا تريد ضمنيا أن يكتب كل أهل تللسقف في الحقل القومي ( كلداني ) وأنا أريد أن يكتب كل أهلها اسما موحدا لشعبنا ، على رغم أنه من من المحال لك ولي أن يتحقق ما نريده ضمنيا .

أمـا عن فقرة المنطقة الجغرافية وتحديدها . . التي تناولتها ـ أنت أخ فاروق ـ فإن هذه الفقرة من موضوع ( الأخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني ) المشار اليه اعلاه والمنشور عام 2004 . . وثـم ما هو التناقض في الفقرة ، هل الدعوة الى المنطقة الجغرافية وتحديدها يتناقض مع أفكاري الأخرى ؟ أم أن قولي بأن مستقبل العراق يسوده الغموض ويدعو إلى التشاؤم أكثر من التفاؤل ، والثقة تتضاءل سواء بالعرب أو الأكراد المحيطين بشعبنا . . ، هل في هذا الكلام ما يتناقض مع أفكاري على رغم أنه يعود الى عام 2004 ؟ أؤكد لك أن ثـقتي الكاملة هي في شعبنا وحده دائما وأبدا ، واذا وجدت ـ أخ فاروق ـ في مكان ما من كتاباتي أسحب ثـقتي من شعبنا حينئذ أنا سأقول لك قبل أن تقول أنت أنه حصل تناقض عندي ، ولكن اطمئن أن هذا لن يحصل أبـدا . . أما عن ( . . اعتبار المسيحيين في المنطقة الكردية كردا . . ) التي نقلتها أنت بخط كبير ووضعت تحتها خطا لتنبيه القارئ إليها . . فجوابها موجود أعلاه في قضية الفرض الضمني ، علما أنها من موضوع تم نشره عام 2004 بعنوان ( المنطقة الآمنة وسعيد شامايا وانطلاق موقع تللسقف ) .

وبالنسبة لفقـرة (( كـما أن ما لايقل عـن خمسين قرية مسيحية ( كلدانية آشورية سريانية ) في المنطقة الكردية لا تزال ( تـحتلها ) جماعـات كردية تسكن فيها وتستغـل أراضيها ، والجهات الحكومية الكردية تغـض الطرف أو عـلى الأرجح تماطل ، وهو أمر ترسخ تفسيره بأنه موقف غـير ودّي تجاه شعـبنا يدخل ( ضمن هدف أستيطان قرانا من قبل الكرد الى ما لا نهاية ، وجعـل أبناء شعـبنا لاحول لهم ولا قوة غـير الهجرة والتشتت في أنحاء الدنيا ، ومن ثـم الذوبان في شعـوب أخرى والفناء العـرقي المتوارث والقومي الأصيل ) وترفض الجهات الكردية الحاكمة تحديد المنطقة الكلدانية الآشورية السريانية في أقليمها ، بهدف أبقائها قرى متناثرة ( لا سبيل لها غير الأذعـان للقوي ) كما ترفض الجهات نفسها منح هذه القرى نوعـا من الصلاحيات الذاتية الخاصة من النواحي الأدارية والأجتماعـية والثقافيـة )) التي أوردتها أنت أخ فاروق ، فهي في موضوع ( المنطقة الآمنة وسعيد شامايا . . ) المنشور في عام 2004 .

سأوضح لك قضية هذه الفقرة ، إن ماهـو موجود فيها كنت قد سمعته من بعض الأطراف ، أي قائم على السـماع ، ولهذا عندما ذهبت للمرة الأولى إلى العراق في 2006 ، أردت التأكد من صحتها ، فقمت بجولة في عدد من قرى شعبنا في محافظة دهوك برفقة الأخ الفاضل روئيل داود جميل، القيادي في الاتحاد الديمقراطي الكلداني وأخي باسم ، فوجدت في ديره بون جماعة من الإيزيدية وعندما سألت عنهم أوضح أهل ديره بون أنهم من أبناء الإيزيدية الذين كانوا فيها قبل هدمها من قبل نظام البعث المقيت ، وفي جانب من فيشخابور وجدت جماعة كردية أعتقـد أنها كانت من عشيرة الميراني في محافظة نينوى التي طاردها نظام البعث وقال لي أهل فيشخابور أنه بعد أن شـردهم البعث نقل مجموعات عربية لتستوطن في فيشخابور وفي 1990 عندما انتهت سيطرة صدام على مناطق كردستان هرب العرب ولم يعـد أهل فيشخابور وبقيت القرية فارغة فجاء هؤلاء الأكراد وسكنوا وتوجد حاليا محاولات تفاهم لمغادرتهم ، ووجدت قرب قرية قره وله أيضا مجموعة من الأكراد وسألت أهل قره وله فقالوا أنهم حلوا مكان العرب الذين كان البعثيون قد اسكنوهم هنا لحراسة انابيب النفط الممتدة الى تركيا وبعد هروب العرب في 1990 جاء هؤلاء الأكراد وسكنوا مكانهم إذ لم يكن أهل قره وله قد عادوا بعد إلى قريتهم ، وفي بيرسفي وجدت مجموعات كردية ساكنة قرب القرية وعندما سألت أهل القرية قالوا إنه عندما هدم البعثيون بيرسفي وقرى الأكراد حولها أنشأ البعثيون مجمعا سكنيا كبيرا أسكنوا فيه الذين تم تهديم قراهم فسكن الأكراد في المجمع بينما أهل بيرسفي لم يرغبوا وغادروا المنطقة ولم يبدأوا بالعودة إلاّ في 2005 . . هذه حقيقة الأمر . . وعندما ذهبت الى العراق في 2008 قمت بجولة أخرى في المنطقة برفقة عدد من الأخوة في المجلس الشعبي وتبين لي أن قضية وجود هذه المجموعات الكردية وغيرها إما تـم حلها بتعويضهم من قبل حكومة اقليم كردستان واعادتهم الى أماكنهم أو اسكانهم في أماكن أخرى أو في طريقها إلى الحل ، علما أن البعثيين كانوا قد دمروا 183 قرية لشعبنا .

وتقـول أخ فاروق ( ان هذه التناقضات في الاراء لا تخدم مصلحة ابناء شعبنا الكلداني والسرياني والاشوري الذين يؤمنون بالعيش المشترك والعلاقات المبنية على احترام الاخر مع اخوانهم العرب والكرد في ظل عراق ديمقراطي اتحادي موحد ... ) بالنسبة لي لا أجد تناقضات وقد أوضحت ذلـك أعلاه ، أما بالنسبة لـك سـيد فاروق فأرى أنك وضعت أمامك قبل البدء في الموضوع ( تناقضات ومحاولات اثباتها ) ولهذا استخدمت الإنتـقائية وبما يناسب بحثـك عن التناقضات في اختيار المواضيع واقتباس الفقرات منها . . ولكي لا أدخل في سجال التناقضات معك ، أترك الأمر لحكم القـراء الكرام .

بالنسبة لما ذكرته أنت عن الدكتور حكمت حكيم ، فهذا رأيك بـه وهي قضيتـك ولست في حاجة لإدخال الدكتور حكيم ( وهو لم يرد على ما كتبته عنه ) في قضية تخص رأيك القائم على التناقضات في مواضيعي ، مع قناعتي أنك لست ناطقا باسمه وهو شخص قانوني متمكن وليس بحاجة لتوكيل الآخرين للدفاع عنه ، فقد تطرقت أنا إلى الدكتور حكيم بعشرة أسطر فقط نصفها مقتبس من موضوع منشور له أخيرا ، أما أنت فقد كتبت 28 سطرا عـنه ، علما بأنني أعرف الدكتور حكمت حكيم ويعرفني بشكل أفضل من المعرفة بينكما ، ويعرف جيدا أنني أختـلف معه في أمور منذ سنوات واتفق معه في أخرى وفي كل الأحوال فإن الإحترام متبادل بيننا ، فالإختلاف في الرأي ظاهرة صحية مقبولة مادام الإحترام متواصلا دائما . .

وتقـول ((واذا ما راجعنا المبادئ الاساسية التي قام عليها موقع تللسقف .. (الذي أكن له كل الفخر والاعتزاز ) .....نقرأ في الفقرة الحادية عشر منه : 11 " ـ وحفاظـا على نظافـة الموقع ونقائه ضمن أهدافه القوميـة الوحدويـة ....، فأنـه يرفض كل أشـكال المهاتـرات أو الأنتقـادات ذات الطبيعـة الشـخصية ، ولـن يسـمح بنشـر أي مادة فيـه تؤثـر على كرامـة أي شـخص وأحـترامه الأجتمـاعـي "...........(5) ربما يحيد قليلا صاحب الدار في خضوعه للشرط اعلاه ... فما يكون المثل الشعبي المناسب لهذه الحالة ,,اعزائي القراء وانتم حكيمين بالامثال .... . )) . . أؤكد لـك أن موقع تللسقف يحافظ دائما على نقائه ، وأن التطرق إلى آراء الأشخاص التي يعبرون عنها كتابة وموقفهم من الأمور العامة المتداولة ، ليس مهاترات وانتقادات ذات الطبيعة الشخصية إطلاقا ، وأرجو أن تعيد النظر في معرفتك بمعنى المهاترات والإنتقادات ذات الطبيعة الشخصية التي تؤثر على كرامة الشخص واحترامه الإجتماعي لكي تقف على حقيقتها ، وقد أبديت أنت وجهة نظرك الخاصة بكتاباتي واعتبرتها تناقضات واعتبرها موقع تللسقف ضمن الإطار الخارج عن مجال المهاترات والانتقادات الشخصية ولا ضرر من موضوعك إطلاقا ، علما أن موقع تللسقف يطبق ضوابطه على أصحاب الدار مثـل غيرهم ، إن لم يكن أحيانا أشـد .

بالنسبة للأستاذ سعيد شامايا ، بداية أنا واثق لو كان قد وقع البيان لكان رأي السيد فاروق مغايرا فيه ، ما يعني أن السيد فاروق رأيه قائم على موقف الآخرين من الجهة التي ينتمي إليها وليس له موقف راسخ وثابت من الأمور في كل الأحوال ، ورأيي بالنسبة لخلاف السيد سعيد مع زملائه في المنبر من الخارج هـو صائب إنطلاقا من المبدأ الذي أعتبـره صائبا (( بأن أهلنا الصامدين في الداخل أدرى بشؤونهم ولهذا لايحق لأهلنا في الخارج التدخل في أمور شعبنا في الداخل . )) وهذا الموقف هو نفسه في الفقرات التي اقتبستها أنت من مواضيعي المنشورة عام 2004 وهي بحسب اقتباسك من موضوع ( رأي في المنبر الديمقراطي الكلداني ، المنطقة الآمنة وسعيد شامايا . . ) ولا حاجة لمزيد من التوضيح . . وهو الموقف الذي اتخذته أنا من كافة تنظيمات شعبنا في الخارج ومنها المؤتمر الآشوري والإتحاد الآشوري العالمي ( لاحظ مواضيعي ) وغيرهما . . والموقف نفسه اتخذته أثناء الخلافات داخل المجلس القومي الكلداني حيث وقفت مع أعضائه في الداخل الذين لهم الحق في البت بأمور المجلس وعارضت محاولات أعضاء المجلس في الخارج بالهيمنة عليه .

نعـم ، أنا لا أرتاح لاستخدام الأسماء المذهبية والقومية لشعبنا في المسميات السياسية ، من كل الأنواع والأشـكال لأنها مبعث تفرقة وتشتت ، ومنها الاسم الكلداني الذي أشرت أنت إليه ، فـأنا مؤمن دائما بوحدة شـعبنا وأفضل أي اسم موحد له ، مثـل ( كلداني سرياني آشوري . . أو غيره ) انطلاقا من حرصي على وحدة شـعبنا وقناعتي بقضية اندماجه القومي ، ولكن في حال عدم وجود الاسم الموحد فقد قلتها على رؤوس الأشهاد وأقولها دائما وفي كل المجالات ، فإن خياري هو ( آشوري ) لسبب واضح أنه بعد سقوط نينوى على أيدي التحالف الكلداني ـ الميـدي ، فإنه مباشرة انسحبت الجيوش الكلدانية إلى مواضعها الأصلية في وسط العراق وجنوبه استنادا على تقسيم أملاك الدولة الآشورية بين الطرفين المتحالفين ، فكانت حصة الدولة الكلدانية من منطقة بغداد الحالية وجنوبها وغربا حتى فلسطين ، أما حصة الطرف الميدي فكانت من منطقة جنوب بغداد الحالية وشمالا ، أي أن مناطق شعبنا الحالية حول الموصل واقليم كردستان بقيت آشورية على وضعها تحت الحكم الميدي ، وأن الدولة الكلدانية واسمها وكل ما ينسب إليها لاعلاقة تاريخية له بمناطق شعبنا الحالية . . وهو موضح في كتاب ( كنوز المتحف العراقي ، للدكتور فرج بصمه جي ) ص 57 وص 58 . . ولكن مع هذا لاخلاف لي مع القومية الكلدانية والثابتين على القناعة بها ، أسوة بعدم وجود لي خلاف بين المقـتنعين بالقوميات : السريانية وسورايا والآرامية والكردية والعربية والتركمانية . . ألـخ . .

والافت أن السيد فاروق ينقـلنا على كتاب صدر لي عام 1973 أي قبل 36 سنة بعنـوان ( أضواء على قرار منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين بالسريانية ) ويقتبس منه الفقرة التالية ((" وكون الاثوريين بقايا الدولة الاشورية او الارامية مسألة غير مستقرة بعد لعدم وجود وسائل علمية تجزم بذلك . والسبب هو تعدد الأقوام التي سكنت المنطقة وكثرة تداخلهم في ما بينهم وعدم تغطية التاريخ للأحقاب الزمنية القديمة تغطية كلية ودقيقة لذا ارى ان تسجيل التاريخ وفق مستمسكات قليلة وفي ضوء خافت عملية يتخللها الكثير من الحدس والتخمين " )) ونقل عبارة ( وكون الاثوريين بقايا الدولة الاشورية او الارامية مسألة غير مستقرة ) بالأحرف الكبيرة ووضع تحتها خطا لكي يلفت إليها نظر القارئ . . والغريب أنـه لم يكمل النص الموجود في الصفحتين 61 و 62 من الكتاب ، حيث لم يدون العبارات التالية التي تأتي بعد ( الحدس والتخمين ) مباشرة والتي تقول (( أما أنا فلا أنفي كون الآثوريين من بقايا الآشوريين لعدم وجود ما ينفي ذلك نفيا قاطعا ولا أجزم بأنهم هم لأنني أفتقر إلى الدلائل الثابتة والعلمية ـ أدور يوحنا : مجلة التراث الشعبي ، العددان الثاني والثالث ، تشرين الأول وتشرين الثاني 1970 ص 202 ، وكلمة الآثورية ليست دخيلة ـ على ما أعتقد ـ حيث استعملت في كثير من الكتب التاريخية بدلا من كلمة الآشورية ـ جميل )) ويبدو لي أن السيد فاروق لايميز بين كلمتي الآثورية ( وهي على الأرجح راهنا ذات مدلول مذهبي ديني مثل الكنيسة الكلدانية ) والآشورية ذات المدلول القومي ، وأيضا أنا لـم أؤيد أو أنف أنهم بقايـا الدولة الآشورية حيث أوضحت ذلـك في العبارات التي حذفها الأخ فاروق من اقتباسه ( المقصود حتى عام 1973 ) ، وهذا يدل على حرصي على الجزم بالأمور التأريخية بعد التأكد من توافر وثائق ومدونات قديمة أصلية . . لأن البحث التاريخي ليس لعبة ورغبات .

وأيضا ـ لعلم القارئ الكريم ـ أن القسم الذي اقتبس منه السيد فاروق مكتوب في بدايتـه ( نصوص من المحاضرة التي ألقيتها في النادي الثقافي الآثوري بتاريخ 16 / 5 / 1971 مع بعض الإضافات والحذف ، اقتضتها التطورات التي طرأت على الموضوع بعد القرار التاريخي الخالد الذي منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين باللغة السريانية وإضافات أخرى نتجت عن مطالعاتي بعد القاء المحاضرة ، فوجدت من المفيد اضافتها ليكون الموضوع أكثر دقة وكمالا مع محاولة المحافظة على أصل المحاضرة بقدر الإمكان ، آملا أن يكون فيها ما يوضح للقارئ الكريم الدور الذي لعبته اللغة السريانية بالتعاون مع شقيقتها العربية في خدمة الحضارة الإنسانية وتقدمها ـ جميل روفائيل ـ اسم هذا القسم ـ الذي اقتبس منه السيد فاروق ـ دور اللغة الآرامية ـ السريانية ـ في الحضارة الإنسانية ) وهو يدور حول لغتنا السريانية وتأثيرها في الحضارات المختلفة ، وللعلم أنه في وقت صدور هذا الكتاب كان حديث شعبنا عن الأمور القومية ممنوعا ، فأنا أعرف ثلاثة أشخاص تـمّ إعدامهم لأنهم كانوا يروجون لقضايا شعبنا القومية وأعرف فتاة استدعاها الأمن وحقق معها وهددها بأقسى العواقب لأنها وقعت في زلة لسان خلال إلقائها كلمة في نادي أور ببغداد فبدلا من أن تقول آثورية قالت آشورية ، وكنّـا في حينه نعتبر القرارات التي صدرت عن مجلس قيادة الثورة بتدريس اللغة السريانية وتأسيس قسم في كلية الآداب للغة السريانية وتأسيس مجمع اللغة السريانية والإعتراف بالعطلات الرسمية للمسيحيين وإعادة تخطيط الحدود الإدارية والعفـو عن القائمين بحركة 1933 ، قرارات جيدة جدا أما تراجع السلطة البعثية عن هذه القرارات فهو عار على السلطة نفسها وقد كتبت موضوعا عن هذا التراجع وصدام لايزال في السلطة ونشرته في صحيفة الحياة التي أعمل فيها وقد أقوم بإعادة نشره في المواقع قريبا للفائدة .

وأخيرا ، تقول أخ فاروق : ((( وفي الختام أتمنى ومن كل قلبي لكاتبنا القدير أن يسير على النهج الذي اتخذه لنفسه في قوله : " هـذا هـو الأسـلوب الصائب ، وخصوصا انا شـخصيا أسـعى إلى مواصلة نهجـي الذي أرغبـه وهـو ( مسك العصا من المنتصف بما يحقق توازنها ). . واطلب من كاتبنا القدير أن يستمحيني عذرا لإبداء رأيي ولا أقول نصيحتي ( وللعمر وقارا ) والذي هو: إذا ما اختل توازن العصا ..فلم يبقى بالعمر من السنين الكافيات , لإعادة الموازنات. ))) وجوابي : شكرا لتمنياتك لي ، أما المقصود بمسك العصا من منتصفها فهو بخصوص علاقات الإحترام التي أكنها لكل تنظيمات شعبنا وعدم انتمائي الكامل لأي منها ، وهو واضح من إدراجها في الموضوع الذي أخذها منه السيد فاروق ، أما قضية العمر ( والأعمار بيـد اللـه ) فيصبح وقارا عندما يُـحسن صاحب هذا العمر التصرف ولا فرق في ذلك بين كبير العمر وصغيره فالمهم هو حسن التصرف ، واختلال التوازن في العصا لم يحدث من جانبي وإن حاول البعض لغايات في أنفسهم إظهارها مختلة ، والتوازنات قائمة عندي ويلاحظها كل من ينظر إليها بعينينه الاثنتـين . . ومع أسمى تقديري واحترامي للأخ فاروق على رسالته بكل ما فيها مادامت تمثـل الرأي الذي تراءى لـه .
Opinions