وداعا يا عراق .....
أخيرا , نقولها بكل ألم وحزن , بعد كل ما عانيناه ونعانيه يوميا من قتل وخطف وتهجير وتفجير وتهديد وغيرها من الأساليب الإرهابية لدعاة نشر الإسلام في القرن الواحد والعشرين , طبعا ( لا إكراه في الدين ) . صبرنا على الآلام كثيرا وطويلا من أجلك أيها العزيز العراق ولكن ( أن للصبر حدود ) , كنا نفتخر بإسمك أمام القاصي والداني , أما الآن فنخجل أمام الجميع بسبب ما يجري في ربوعك من أعمال مشينة لا يصدقها أي عاقل في عصرنا المتمدن هذا .وداعا أيها العراق , فالفراق صعب , قالها مجبرون الملايين من أبنائك الذين فقدوا الأمل في العيش في أحضانك والذين أحبوك وسيحبونك طوال حياتهم , ولا يطيب لهم العيش في الغربة مهما طالت وطابت , بل ستبقى عيوننا مشخصة للعودة اليك إن شاء الله , لأن لك طعم وخصوصية لايعرف لذتها إلا نحن أبناؤك , أما الغرباء فجاؤوا لنهب ثرواتك وسلب هويتك وقتل أبنائك وإغتيال حضارتك وتراثك وإيمانك وحتى إلهك , أي إجرام وحشي تتعرض له يا بلدي الجريح العراق .
هذا هو قدرنا وقدرك أيها العزيز العراق , قدرنا أن نهجر قسرا و نعيش في العزلة والغربة , نتحمل كل الصعاب والمشقات حتى المهانات . وقدرك أنت أن تحتل بهمجية , وتغزوك من ثم قوى الشر والإرهاب والظلام والجهل الوافدة من دول الجوار وغيرها , لتفرز سمومها العفنة محاولة قتل كل ما هو حضاري , علمي , إنساني , سماوي , وإطفاء شعلة نورك التي أضاءت العالم منذ آلاف السنين , منذ إبراهيم وحمورابي وآشور وسركون وسنحاريب وغيرهم الملايين من العظام والعباقرة الذين أنجبتهم بلاد ما بين النهرين المعطاء . وداعا والى اللقاء في يوم ما إن شاء الله لنعيد تلك الذكريات الجميلة المحفوظة في الذاكرة مدى الحياة ........
أبلحد كوكيس يوانان
باريس / 07 / 06 / 2007