وزير عراقي: بعض المخطوفين عذبوا وقتلوا
16/11/2006رويترز/
قال وزير التعليم العالي العراقي يوم الخميس إن الخاطفين الذين احتجزوا عشرات الرجال من مبنى تابع لوزارته في وسط العاصمة بغداد يوم الثلاثاء عذبوا وقتلوا بعض الرهائن مستندا لاقوال مخطوفين اطلق سراحهم لاحقا.
وقال عبد ذياب العجيلي لرويترز ان نحو 70 رهينة أطلق سراحهم من بين 150 من الموظفين وزوار المبنى خطفهم مسلحون يرتدون زي الشرطة وان نحو 70 مازالوا مفقودين. وأبرزت تصريحاته الانقسامات داخل الحكومة العراقية التي يرأسها الشيعي نوري المالكي الذي أصر على ان كل الرهائن عدا 40 فقط قد أطلق سراحهم.
وذكر العجيلي ان هناك عددا من الناس هم موظفون وحراس قتلوا لكنه لم يحدد عددهم.
وكرر الوزير وهو سني مشارك في الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة عزمه على مقاطعة الحكومة وحتى الافراج عن كل الرهائن.
وزادت الغارة التي شنها مسلحون يرتدون زي الشرطة على مبنى التعليم العالي في وسط العاصمة العراقية بغداد في وضح النهار واختطفوا خلالها عشرات مخاوف من ان الميليشيات الطائفية قد خرجت عن نطاق السيطرة رغم مطالبة واشنطن المالكي بحل الميليشيات التابعة لحلفائه الشيعة.
ورفض الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية الامريكية التي يشمل اختصاصها منطقة الشرق الاوسط يوم الاربعاء النداءات التي تطالب بسحب القوات الامريكية في العراق او زيادتها قائلا انه يجب ان يبقى الامريكيون ليدربوا القوات المحلية للقضاء على العنف الطائفي المتفاقم.
وفي أول ظهور له في الكونجرس منذ الانتخابات التي اقصت الجمهوريين عن السيطرة على مجلسي الكونجرس لاسباب منها الغضب من حرب العراق قال ابي زيد انه يفضل التعجيل بتدريب القوات العراقية.
وصرح بان القوات العراقية تعاملت بشكل جيد مع حادث الخطف الجماعي الذي حدث في بغداد يوم الثلاثاء وان عددا من قادة الشرطة فصلوا وأعرب عن تفائله بشأن اعادة الاستقرار الى العراق في الوقت الذي تواصل فيه القوات الامريكية تدريب وتسليح القوات العراقية.
وقال ابي زيد انه لا يريد مزيدا من القوات على الارض لكنه حذر من أي جدول زمني للانسحاب. وقال انه ينبغي ان تركز القوات الامريكية العاملة بالفعل في العراق ويبلغ عددها الان 141 الفا على تدريب الوحدات العراقية وتجهيزها وتقديم المشورة اليها.
وقال للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "في ظل الظروف الحالية لا أوصي بسحب القوات."
وصرح وزير التعليم العالي العراقي بان الرهائن الذين اطلق سراحهم قالوا ان هناك عددا عذبوا حتى الموت وان عددا من المفرج عنهم في حالة صدمة بعد ان تعرضوا هم انفسهم للتعذيب.
وقال سني أفرج عنه مساء الاربعاء انه كان من بين ما لا يقل عن 100 رجل احتجزهم مسلحون يرتدون زي كوماندوس الشرطة وانه نقل الى حي مدينة الصدر معقل ميليشيا شيعية في بغداد. وصرح بانه لم يسأل عن الطائفة الدينية التي ينتمي اليها.
وقال الرهينة لرويترز عن غارة الثلاثاء "كانوا منظمين للغاية ويتلقون الاوامر." وذكر انه احتجز في غرفة مظلمة دون طعام او ماء مع عدد آخر من الرهائن وان الرجال ضربوه بالعصي في المساء ومرة أخرى في الصباح.
وأضاف "كانت ليلة شديدة البرودة وكل ما كنت أفكر فيه هو ما اذا كنت سأرى أولادي مرة أخرى."
ومع تنامي قوة الدفع في واشنطن لتغيير الاتجاه لاجبار العراقيين على فرض الامن حتى تتمكن القوات الامريكية من الانسحاب هون المالكي من حادث الخطف الجماعي ليوم الثلاثاء. وسافر يوم الخميس من بغداد ومعه عدد من الوزراء الى تركيا في زيارة تستمر يومين.
وقال الاب الذي كان قد أبلغ رويترز يوم الاربعاء بمخاوفه على حياة ابنه السني المخطوف انه اطلق سراحه.
وكان وزير التعليم العالي العراقي قد صرح بان الرهائن اقتيدوا الى معقل ميليشيا شيعية في بغداد.
وصرح متحدث باسم الوزارة بان المسؤولين يعدون قائمة كاملة عن العدد الذي احتجز.
وقال المتحدث ان القائمة تشمل على الاقل مئة من موظفي ادارتين في المبنى بالاضافة الى نحو 50 زائرا. وصرح بانه بعد الافراج عن 70 من بينهم 30 افرج عنهم امس الاربعاء ظل عشرات مفقودين لا يعرف مصيرهم.
لكن المتحدث الرئيسي باسم الحكومة العراقية قال امس ان 37 شخصا أطلق سراحهم وان عددا قليلا مازال مفقودا.
وفي أحدث عملية لاراقة الدماء يوم الخميس قالت الشرطة إن مسلحين فتحوا النار على مخبز في شرق بغداد فقتلوا تسعة اشخاص واصابوا اثنين اخرين بجراح.
وقالت الشرطة ان بعض عمال المخبز كانوا بين القتلى في الهجوم الذي وقع في منطقة الزيونة بالعاصمة والتي يعيش فيها السنة والشيعة وطوائف اخرى.
وأمس الاربعاء قال مصدر لوزارة الداخلية ان الشرطة عثرت على 55 جثة مجهولة الهوية بها اثار تعذيب وطلقات رصاص في العاصمة بغداد كما وردت تقارير عن مقتل أكثر من اربعين في انحاء شتى من العراق.
وأعلن الجيش الامريكي يوم الخميس مقتل اربعة من جنوده ليرتفع بذلك عدد لجنود الامريكيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه عام 2003 الى 2863 جنديا.
وقال وزير التعليم العالي إن الرهائن الذين اطلق سراحهم حتى الان هم من الشيعة والسنة وانضم بذلك الى مسؤولين اخرين هونوا من الحديث عن دوافع طائفية وراء عملية الثلاثاء.
وتستجوب وزارة الداخلية عددا من كبار ضباط الشرطة بعد الغارة التي زادت الشكوك حول مدى تواطؤ قوات الشرطة التي تدربها القوات الامريكية مع الميليشيات الشيعية.
وقال الجنرال ابي زيد الذي اجتمع مع المالكي يوم الاثنين ان العنف في العراق تراجع عن شهر اغسطس اب الذي كان قد حذر فيه من خطر انزلاق العراق الى حرب اهلية. لكنه أوضح أنه من السابق لاوانه القول بان العراق تجاوز هذه المرحلة لان العنف وعمليات اراقة الدماء مازالت عند "مستويات عالية غير مقبولة