وطوبى لمنْ .......
...... كيفما تتلمسُ العراق تغوصُ أصابعك في جرح وتتلونُّ راحة يدك بنزيفِ دم ....... ليس هذا ما يستحقهوطناً جللّتهُ العراقة مُذْ كان !! ...... فالمعاناةُ تبدأ ولاتنتهي
ولا يبدو لها من نهاية .... وتحضرُني بإِثرِ هذهِ الكلمات ذكرى عبارةً تعلمنّاها ونحنُ صغاراً في كتاب القراءة العربية
( أنا عراقي .....اذنْ أنا عريق ) هذا ما كانت تحكيهِ العبارة وكُنّا كُلنّا نرددها بفخرٍ وفرح ....... هذا العراقي العريق تآلبت عليهِ المِحن والمآسي .......ومآسي العراق كثيرة لاتُعدُّ ولا تُحصى وتعصرُ القلوب عصراً ........ يتامى ...... أُمهات ثُكِلوا في أبنائِهن ..... أرامل ..... مُطلقات ..... مُهجّرون داخل الوطن وخارجهِ ...... بيع الأطفال وأخذِهِم بعيداً عن أحضان أمهاتِهم ...... أختطاف ...... قتلٌ للأبرياء ..... و ........ و ...... و ......... وكثير ...... حتى الوصول لأطفال الشوارع ...... حبلٌ طويلٌ من المُعاناة ....... أطول مما ينبغي ...... يبدأ فلاينتهي ..... وطوبى لمنْ كافح لفتحِ كُوة جديدة ولو جدُّ صغيرة من الأمل في جدارِ هذا الألم الشاهق الذي طوق الوطن بشعبهِ المظلوم الصابر داخلاً وخارجاً ..... ولرُبّما في ظروفٍ عصيبة كهذهِ تكون الطوبى لمن يُشعِلُ في هذا الظلام شمعة ..... فالشمعةُ صغيرة وصغيرة جداً والظلام واسع ومديد ومُخيف وحالك ........ لكن الشمعة هذهِ ستكون نقطة مضيئة في كل ذلك الظلام تُبصِرُها كل عين وتهتدي بها واليها ....... و في خبرٍ أوردتهُ الأخت سندريلا الشكرجي نرى شمعة أُوقِدت في هذا المسار ....... الخبر يحكي عن أفتتاح دار النخلة البيضاء لرعاية وتأهيل أطفال الشوارع تفاصيل الخبر كما ورد في مجلة عشتار الألكترونية العدد 16 كانون الثاني 2008 في زاوية صورة وخبر كالآتي : ـــ
سندريلا الشكرجي : النشاط الأخير الذي حققهُ القاص محمد رشيد سفير ثقافة وحقوق الطفولة في العراق لهذا العام اليوم الأثنين 31 ــ 12 ــ 2007 أفتتاح دار النخلة البيضاء لرعاية وتأهيل أطفال الشوارع وهو الأفتتاح الثاني بعد ( كالبري النخلة البيضاء الصيفي للأطفال الأيتام ) الذي أفتتح يوم 7 ــ 11 ــ 2007 حضر الأفتتاح الفنان التشكيلي لطيف ماضي رئيس جمعية التشكيليين في ميسان والفنان المسرحي جميل جبار نقيب الفنانين وعدد من الأطفال والأعلاميين . يقول القاص محمد رشيد : لقد حققنا نواة هذا المشروع بسبب عدم وجود الدعم الكافي ولكي لايبقى هذا المشروع النبيل مجرد حُلم أفتتحنا هذا الدار في مقر دار القصة العراقية مُؤقتاً لذّا وفرّنا لهُ مستلزمات لـ ( ستة ) أطفال فقط الى أن نحصل على دعم من الأصدقاء والأهل لكي نُخصص لهُ مكاناً مُستقِلاً يستقبِلُ أطفال أكثرُ عدداً ونطمح هذا العام أن نُحقِق المشروع الثالث هو ( دار النخلة البيضاء لرعاية المُسنين ) لأن لا يوجد في مدينة العمارة مثل هكذا مشاريع أنسانية لذا أدعو بمحبة أصدقائي مُدراء الفضائيات الدكتور فيصل الياسري ( الديار ) والدكتور عبد الحسين شعبان ( البغدادية ) والفنان غانم حميد ( السومرية ) أن يُساندون هذا المشروع النبيل .
ـــ أنتهى الخبر ـــ
الخبر مُرفق بصورتين لغُرفة مؤثثة بما هو ضروري وبسيط وبشكل مُرتب وجميل ومعبرّ في الوقت ذاتهِ عن أمكانيات بسيطة ومتواضعة ومحدودة بأنتظار توفر الدعم الكافي
والذي يسمح بتطوير الخدمات أكثر وأكثر.....
حين قرأتُ الخبر ضجت دواخلي بخواطر كثيرة : صورة الأطفال الأبرياء ولا ذنب لهم فيما آل اليهِ مصيرهم للعيش في الأزقة والشوارع ..... صورة البرد القاسي ونحنُ في فصل الشتاء ...... معاناة الجوع ومكابدة الألم ..... و ..... و ...... وصور أخرى كثيرة ..... ليت البرد يتحول الى دفء
وليت الشوارع تنقلبُ الى منازل فقط من أجل هؤلاء الأطفال وليت الأخرين من المقتدرين يشعلون شموعاً أخرى الى جانب الشمعة التي أشعلها سفير ثقافة وحقوق الطفولة في العراق فلايبخلون بمساندتهم لهكذا مشاريع نبيلة مادياً ومعنوياً ...... هي دعوة لكل من يستطيع المساهمة في مشاريع حيوية وهامة كهذهِ كُلٌّ على قدر أستطاعتهِ لتزداد نقاط الضوء فوق مساحة الوطن فتُزيحُ عنهُ الظُلم والظلام
وتقلبُ الليل الى نهار ....... وطوبى لمنْ .....
بقلم شذى توما مرقوس
2 ــ 2 ــ 2008