Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وفاة المعمرة الاشورية زريفة توما زيا في السويد

31/12/2007

شبكة اخبار نركال/NNN/
وارت الثرى في السويد المعمرة الآشورية زريفة توما زيا يوم الجمعة 21كانون الاول 2007 عن عمر يناهز المئة عام ، بعد رحلة طويلة مع الاحداث المأساوية التي تعرض لها الكلدواشوريون في العراق والتي تراوحت بين المد حينا والجزر في احيان اخرى مع بداية القرن العشرين والى يوم وفاتها ، في 13كانون الاول 2007( الثلث الاخير من العقد الاول / القرن الحادي والعشرون) ، فقد عاصرت وعايشت مذابح سفربلك والحربين الكونيتين الاولى والثانية ومذابح سميل عام 1933 ضد الاشوريين والتي راح ضحيتها أكثر من أربعة آلاف شخصا ، والحرب الايرانية العراقية في الثمانينات ، وعمليات الانفال ، وحروب الخليج الاولى والثانية ، كما شهدت انهيار نظام صدام والتغييرات الدرامتيكية الاخيرة في العراق ، كما عاصرت العهد العثماني في العراق و فترة تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، واختبرت انظمة الحكم المختلفة في العراق الملكية والجمهورية .عاشت في قرية الداودية الىعام 1961 بعدها في محافظة كركوك لى عام1968 ،ثم عادت الى الداودية عام 1970 الى عام 1982، فبغداد ، ونتيجة للظروف الصعبة التي عصفت بمسيحيي العراق في السنوات الاخيرة ، انهت رحلة حياتها في محطات الهجرة حيث عمان ثم السويد ،المحطة الأخيرة لرحلتها مع ولدها جورج حيث وصلتها في عيد ماركوركيس 24نيسان 2002 .والراحلة زريفة تنتمي الى عائلة تدعى بيت اسحق من قرية داوودية والتي تقع في وادي صبنا شمال دهوك بحوالي 45 كم . زوجة المرحوم عبو شابا الذي ينتمي الى عشيرة الباز الاشورية من عائلة تدعى بيت الحداد . وهي والدة لثلاثة أولاد واربعة بنات (شابا ،ايشو، جورج، سرة ،صبرية ،ايلشوة ، الماس) وشقيقة كل من (جبرائيل، زيا،حبيب، ربقة،ريجينة) ، كانت تعد أكبر المسنين في قرية الداودية وفي عشيرة الباز، حياتها اتسمت بالحيوية والعمل الفاضل واحترام الاخرين ومشاركتهم أفراحهم واحزانهم ، ولأمانتها ونزاهتها أختيرت لتكون أمينة صندوق بيت الحداد ، كما ان حبها الشديد لزوجها وآل بيته واقربائه ، جعل أهل قرية الداودية يطلق على الثنائي (زريفة وعبو) روميو وجوليت لكثرة حبهما وتعلقهما ببعضهما . وبالرغم من وفاة زوجها في الثمانينات وتعلقها به المتزايد استطاعت ان تشق درب الحياة عن طريق منح حبها وعطائها الى اولادها وبناتها الذين بادلوها تلك المحبة المتواصلة حتى في ايام شيخوختها ، فقد استمرت حيوية عقلها وذاكرتها وطيبة قلبها معها الى آخر أيامها ، فقد كانت تقص لهم تجارب الحباة وسنين الشقاء التي مر بها الكلدان الاشوريين وتجربتها الشخصية في مراحل مختلفة من الزمن ، خاصة انها شهدت ظروف وأوضاع مختلفة حلت ببلدنا وبشعبنا ، كما شهدت حياة أحفاد أحفادها .
ويقول السيد جورج أحد ابنائها وهو مهندس والذي أبى ان يهاجر دون ان تكون معه ، انها كانت مثال المرأة الفاضلة التي علمتنا كيف ان نعيش في محبة الاخرين وأن نحب ابناء امتنا وشعبنا وبلدنا حبا صادقا بغض النظر عن الانتماءات العشائرية والمذهبية ، وقد ترجمت ذلك لنا بالملموس في حياتها ، كما أضاف انها لم تكن تعاني طوال حياتها من أي مرض ، وانها كانت تحرص على نظام الحمية في طعامها ، اذ كانت دائما تؤكد بأن طول حياة الانسان تتطلب الحرص على تناول الطعام المتوازن . واختتم حديثه قائلا ان تقرير الاطباء اشار الى ان سبب وفاتها هو الشيخوخة ، وجلطة دماغية تعرضت لها قبل اربعة أيام من وفاتها . Opinions