Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وماذا بعد يا رابي عوديشو ملكو..؟

في الفترة الماضية كنا نكتب مقالاتنا التي كانت تنقد حالة معينة ، كنا نكتبها بالعموميات دون التطرق الى اسم معين ، وحينها كان الكثير من الاخوة يزعلون علينا لكونهم باعتقادهم هم المعنيين بذلك، علما بانهم بعيدون كل البعد عن ذلك المقال او غيره ، بل انهم بريئون من تلك المقالات براءة الذئب من دم يوسف ، ان الذي يحز بالنفس هو انه كلما حصل تقارب لترسيخ اسس الوحدة بين صفوف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، ياتي احدهم ويضع اسفينا في عجلة الوحدة لغاية في نفس يعقوب ،لذا فنحن هنا واعتبارا من هذا المقال سنكتب ونذكر الاسماء صراحة دون خوف من او ذاك ،ولن نسكت بعد اليوم على المخطئين والمتسببين بتفرقة هذا الشعب المسكين ، والذي حصل هو انه قبل ايام قلائل استذكر ابناء شعبنا عموما يوما اليما وهو يوم الشهيد ، ذلك اليوم الذي اريقت فيه قبل 76 سنة دماء طاهرة لألاف من ابناء شعبنا البريء في سميل الغالية ، وكان من بين المحتفلين ابناء مدينتنا الحبيبة تللسقف ، حيث اقامت مشكورة محلية تللسقف لحزب بيت نهرين الديمقراطي حفلا خاصا بالمناسبة حضره عدد كبير من ابناء البلدة والبلدات المجاورة اضافة الى بعض من الضيوف الافاضل من مناطق تواجد ابناء شعبنا ، لقد كان الحفل حقا ناجحا بكل المقاييس سواء كان على مستوى التنظيم ام التقديم ام الفقرات التي قدمت فيه ، وهنا لست في موضع تقييم الحفل ، بل ان الذي حصل من بعض اخوتنا الذين يدعون بانهم وحدويون ليثير العجب فعلا ، فبعد ان انهى الاستاذ روميو هكاري كلمته القيمة ، ارتقى المنبر الاستاذ عوديشو ملكو كي يلقي كلمة رابطة الادباء والكتاب الاشوريين .. من هنا بدأت الانفعالات والارهاصات اللامنطقية لدى بعضنا ، فاول كلمة بدأ بها خطابه قال ( ساتكلم بلسان اثوري صافي ولا اتكلم بلسان الغرباء) ، وهنا تستوقفنا هذه العبارة لنقول ونسأل الاستاذ عوديشو .. من هم هؤلاء الغرباء .. هل هم ابناء تللسقف الكلدان مثلا..؟ هل كان هناك غيرهم جالس في القاعة يا استاذنا الفاضل ، كان الاجدر بك على الاقل ان تحترم شعور هؤلاء الناس الذين لبوا دعوة حضور الحفل .. وللعلم فان جميع الاحزاب السياسية العاملة في المنطقة كانت حاضرة بغض النظر عن مواقفها السياسية ، الا انها قد برهنت بحضورها على انها راغبة بوحدة الصف والمصير ، ولكن تلك الكلمات التي بدأت بها خطابك قد ولدت استياء كبيرا لدى ابناء البلدة وقد ظهر ذلك جليا حين لم ينتبه احد الى الخطاب بل راح الجميع منهمكين بتناول العصير .. يا سيدي الفاضل ، ان جميعنا يسعى نحو الوحدة ولست وحدك فقط .. فان كانت الوحدة هي الهدف ، لماذا اذن كل هذا التزمت بالاثورية .. ثم هل تعتقد بان لغتك التي تتكلم بها حاليا هي اللغة الاشورية.. الظاهر يا استاذنا الفاضل انك لم تقرا التاريخ مطلقا.. يا سيدي ان اللغة التي ننطق بها في الوقت الحاضر ليست الاثورية بل هي اللغة الارامية . لأن اللغة الاثورية اندثرت منذ سقوط نينوى ولم يبق لها أي وجود .. ، فلغتنا الحالية هي الارامية التي استحوذت على كل اللغات الشرقية في حينها واصبحت اللغة الرسمية في جميع بلدان العالم القديم .. هذا من جهة ، ومن جهة اخرى يا سيدي ان الذي يرغب بالوحدة لا يمكن ان يترك اتحاده ( اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق والمؤسس من اوائل السبعينات من القرن الماضي ) ويؤسس له رابطة مضادة للإتحاد ومن ثم يقول نحن شعب واحد.. كيف هذا .. اليس ذلك تناقضا يا استاذنا الفاضل . فحين نتكلم بشيء يجب ان نكون واثقين باننا نتكلم بجدية كي تثق بنا الناس .. نحن هنا يا سيدي لا نعتب على احد ، لأن الكل حر برايه ، فكما تعتز انت باثوريتك وهذا شرف عظيم لك ، كذلك نحن نعتز بكلدانيتنا وهذا شرف عظيم ما بعده شرف لنا .. وهذه ليست حالة انفرادية .. بل على العكس هي حالة وحدوية لأننا باعترافنا باننا شعب واحد مكون من ثلاث فروع ، فذلك هو مصدر قوتنا ، ولهذا يجب علينا جميع دون استثناء ان نحترم مشاعر بعضنا على الاقل وان لا نثير امورا قد عفى عليها الزمن .. ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، شعب متماسك لا يمكن لعاتيات الزمن او زوبعة الفنجان التي تثار من هنا وهناك عليه ان تهد من قواه ..لذا يا سيدي الفاضل ان كنا اثوريين او كلدان اوسريان فهذا شرف لنا جميعا ، وليس الكلمات العابرة المسمومة التي تذكر في مناسبة وغير مناسبة لغرض احداث شرخ بين صفوف امتنا .. يا سيدي ليس عيب من ان نخطيء .. بل العيب وكل العيب هو استمرارنا على الخطأ وعدم الاعتراف به ، لذا فان الذي يخطيء بحق ابناء شعبنا عليه ان يراجع نفسه بجدية وان يعمل على اصلاح الدرء الذي حصل .. وهنا لا بد ان تكون هناك اذان صاغية لتسمع القول .. ويحضرني بهذه المناسبة ان ادون نصيحة قيلت بلسان احد الشعراء الكبار وهي:
لسانك لا تذكر به عورة امرء فكلك عورات وللناس السن

تحياتي
Opinions