وهاهي حقيقة إرهاب تفجير الكنائس ومن يقف ورائها تتكشف!
7 شباط 2011كان للخبر وقع الصاعقة علي: "إحالة وزير الداخلية المصري السابق إلى نيابة أمن الدولة بتهمة التورط في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية!" وتأتي إحالة حبيب العادلي إلى النيابة بعد أن قدم المحامى ممدوح رمزي بلاغا للنائب العام يتهم العادلي بالتورط، والتسبب فى التفجير الذي أدى لمقتل 23 شخصا وإصابة 97 آخرين، وكاد يتسبب في فتنة طائفية في مصر. (1)
ويذكر هذا الحادث فوراً بحادثة كنيسة سيدة النجاة في العراق، والتي سنعود إليها، لكن لننظر في تفاصيل الخبر المصري أولاً..
التحرك المصري جاء كرد فعل (إجباري على ما يبدو) على فضيحة كان كشفها صدفة تعدّ من افضال الثورة المصرية علينا جميعاً، حيث أدى هرب سجينين من سجون الداخلية المصرية إلى إفتضاح قضية في غاية الخطورة.
وبدأت الفضيحة من الخبر الذي جاء أولاً من المخابرات البريطانية، تحت عنوان: "المخابرات البريطانية: الداخلية المصرية فجرت الكنيسة"، وجاء فيه أن دبلوماسي بريطاني كشف أمام الحكومة الفرنسية عن "سبب إصرار إنكلترا على المطالبة برحيل الرئيس المصري وفريقه، خصوصاً أجهزة وزارة الداخلية التي كان يديرها الوزير حبيب العدلي، والسبب هو أن المخابرات البريطانية تأكدت، ومن المستندات الرسمية المصرية الصوتية والورقية، أن وزير الداخلية المصري المقال حبيب العدلي كان قد شكل منذ ست سنوات جهازاً خاصاً يديره 22 ضابطاً، وعداده من بعض أفراد الجماعات الإسلامية التي قضت سنوات في سجون الداخلية، وعدد من تجار المخدرات وفرق الشركات الأمنية، وأعداد من المسجلين خطراً من أصحاب السوابق، الذين قُسموا إلى مجموعات حسب المناطق الجغرافية والانتماء السياسي، وهذا الجهاز قادر على أن يكون جهاز تخريب شامل في جميع أنحاء مصر في حال تعرض النظام لأي اهتزاز.."
وبين الخبر أن الرائد فتحي عبد الواحد المقرب من الوزير السابق حبيب العدلي، قام بتحضير المدعو أحمد محمد خالد، الذي قضى أحد عشر عاماً في سجون الداخلية المصرية، ليقوم بالاتصال بمجموعة متطرفة مصرية، لدفعها إلى ضرب كنيسة القديسيْن في الإسكندرية، وقام أحمد خالد بالاتصال بـ (جند الله)، وأبلغها أنه يملك معدات حصل عليها من غزة يمكن أن تفجر الكنيسة لـ"تأديب الأقباط"، فأعجب محمد عبد الهادي (قائد جند الله) بالفكرة، وجنّد لها عنصراً اسمه عبد الرحمن أحمد علي، قيل له إنك ستضع السيارة وهي ستنفجر لوحدها فيما بعد، لكن الرائد فتحي عبد الواحد كان هو بنفسه من فجر السيارة عن بعد، بواسطة جهاز لاسلكي، وقبل أن ينزل الضحية عبد الرحمن أحمد علي من السيارة.
تم توجه الرائد نفسه فوراً إلى المدعو أحمد خالد، وطلب منه استدعاء رئيس جماعة (جند الله)؛ محمد عبد الهادي، إلى أحد الشقق في الإسكندرية، لمناقشته بالنتائج، وفور لقاء الاثنين في شقة في شارع الشهيد عبد المنعم رياض بالإسكندرية، بادر الرائد فتحي إلى اعتقال الاثنين ونقلهما فوراً إلى القاهرة بواسطة سيارة إسعاف حديثة جداً، واستطاع الوصول بساعتين ونصف إلى مبنى خاص في منطقة الجيزة بالقاهرة تابع للداخلية المصرية، حيث حجز الاثنين لغاية حدوث الانتفاضة يوم الجمعة الماضي، وبعد أن تمكنا من الهرب لجآ إلى السفارة البريطانية في القاهرة حفاظاً على سلامتهما، وقال الدبلوماسي البريطاني، إن القرار في تفجير الكنيسة جاء من قبل النظام المصري لعدة الأسباب أهمها:
1ـ الضغط الذي يمارَس على النظام من قبل الداخل المصري والخارج العربي والإسلامي لمواصلته محاصرة مدينة غزة، لذا فإن اتهام (جيش الإسلام) الغزاوي بالقيام بالعملية يشكل نوعاً من دعوة المصريين لاتهام "المسلحين" في غزة بتخريب مصر لكسب نوع من الوحدة الوطنية حول النظام القائم، وإيهام العالم الخارجي بأنه يحمي المسيحيين.
2ـ إعطاء هدية لنظام العبري في تل أبيب، ليواصل حصاره على غزة، والتحضير لعملية كبيرة عليها، وتأتي هذه الهدايا المصرية للكيان الإسرائيلي ليستمر قادة إسرائيل في دعم ترشيح جمال مبارك لرئاسة مصر في كل أنحاء العالم.
3ـ نشر نوع من الغطاء على النظام المصري داخل مصر يخوله الانتقال حينذاك من حمى تزوير الانتخابات إلى اتهام الإسلاميين بالتطرف والاعتداء على المسيحيين، لكي يحصل النظام على شرعية غربية بنتائج الانتخابات المزورة، وحقه في اعتقال خصومه، كما حصل بعد الحادثة، حيث بلغ عدد المعتقلين الإسلاميين أكثر من أربعة آلاف فرد.
وختم الدبلوماسي البريطاني أن نظام مبارك فقد كل مسوغات شرعيته، بل إن عملية "الكنيسة" قد تدفع الكثير من المؤسسات الدولية والأهلية إلى المطالبة بمحاكمة هذا النظام، ناهيك عما فعله بالشعب المصري طوال ثلاثين عاماً، والأهم ما قام به في الأسبوع الأخير. (2)
وكانت جهات إسلامية ومصرية عديدة قد اتهمت الموساد بالموضوع، ومنها مساعد وزير الخارجية السابق عبد الله الأشعل، والمفكر الإسلامي المصري الدكتور محمد سليم العوا الذي ذكر بأن أساس الخلاف وجود امرأة مسيحية اعلنت إسلامها وتعتقلها الكنيسة، لا أكثر بالنسبة للمسلمين. لذا فهو وغيره يؤكدون ضلوع الموساد الذي يستفيد من القضية بهذه الجريمة، إنما دون دليل. والآن وباعتبار العلاقة الشديدة القوة بين الحكومة المصرية وإسرائيل، فأن هذا مؤشر ممتاز أن المخطط لمثل هذه العملية والموجه للقائمين بها هو إسرائيل، خاصة إن تذكرنا أن التهمة وجهت فوراً إلى بعض الفلسطينيين في غزة، يعتقد بعلاقتهم بأسر شاليط! وغزة هي الخصم العنيد والعدو الأول لكل من إسرائيل والحكومة المصرية.
ولم يكن الخبر مستغرباً جداً بالنسبة لي، فلقد رفضت منذ زمن تصديق أن بين المسلمين والمسيحيين أية توترات تصل إلى أن يفجر أحد من أي من الطائفتين نفسه من أجل أن يقتل الطرف الآخر، حتى لو حدثت جرائم قتل بينهما في الماضي، فالإنتحار بالعدو يتطلب حقداً ويأساً لا تتوفر الظروف الموضوعية له إلا بين الفلسطينيين ومحتلي أرضهم والمتسببين في إذلالهم لأكثر من نصف قرن. ليس هناك توتر إجتماعي واسع ومؤسس يكفي لتربية مثل ذلك العنف الشديد، الذي يحتاج سنين طويلة وقاعدة شعبية واسعة. ونفس الأمر ينطبق في رأيي على "الإنتحاريين" (الذين أفضل تسميتهم "الملغومين") الطائفيين حسب قصص الإعلام بين الشيعة والسنة.
وبالفعل فأن العلاقة الطبيعية والجميلة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية في مصر تبينت بوضوح في التلاحم الرائع بينهما في مظاهرات ميدان التحرير، حيث وقفوا يصلون معاً أمام خراطيم مياه الأمن المصري قبل أيام، ووقفوا يؤدون القداس الكنسي والصلاة على روح الغائب معاً، أمس الأحد. إن السؤال الذي يثيره ذلك هو: لماذا لا تحدث مثل تلك العمليات الإرهابية إلا حيث تتواجد سلطة إسرائيلية أو أمريكية؟ لماذا لا يكون هناك أي أثر لتوتر ديني بين ملايين المتظاهرين؟
ويبدو أن التهمة شبه ثابتة على وزير داخلية مبارك السابق حيث قال المحامي الذي قدم البلاغ بأن "كمحامين لا نتقدم ببلاغ إلا إذا كان دليلنا بيميننا"، متوقعاً أن يأخذ الأمر وقتاً طويلاً.
إننا نرى أن كشف حقائق تفجير الكنيسة القبطية وفضيحة إدارته بهذه الطريقة من قبل حكومة تضع نفسها كدرع في مواجهة "الإرهاب الإسلامي"، حكومة هي أقرب الأصدقاء لأميركا وإسرائيل، وأشد الأعداء للإسلاميين يجب أن لا يمر مرور الكرام وأن يدافع المسلمون عن أنفسهم وقد كشفت الحقائق أمامهم. فالمنظمات المتطرفة المنفذة أو المشاركة في التنفيذ، موجودة في كل دولة، ومن الواضح من الخبر أنها كانت عاجزة عن القيام بالعملية وحدها وأنها لم تكن تمتلك حتى الأسلحة والمتفجرات اللازمة، وكل ما استطاعت تقديمه هو سائق سيارة، لم يكن يدري أنه سيتم تفجيره عن بعد، وهي الطريقة التي نعتقد أن معظم ما يسمى بالأعمال "الإرهابية" قد تم بواسطتها، وأن "الإنتحاريين" ليسوا إنتحاريين على الإطلاق، وأن كل القصص التي حاولت إشاعة الأكاذيب عن الكره بين الأديان وبين المذاهب الإسلامية والذي بلغ أن يفجر إنسان نفسه لمجرد قتل الآخر، قصص مشكوك في أمرها في أفضل الأحوال. إن هذا يستدعي مراجعة كل مواقفنا من كل التفجيرات الإرهابية في كل مكان وخاصة في العراق!
وكان كاتب هذه السطور قد اكتشف قصة ملفقة لرواية جريمة كنيسة سيدة النجاة في بغداد كتبها الصحفي فراس الغضبان الحمداني، وكانت مكتوبة بطريقة تخدم الإرهاب، وتحاول تصوير الحادث على أنه من عمل "المجموعات الإرهابية الإسلامية المتوحشة" التي تقتل بالسيف، دون أن يكون هناك أي أساس لتلك الرواية، بل بينت شهادات الشهود أنها كانت ملفقة تماماً. ورفض الغضبان أن يفصح عن مصدر قصته رغم الحاحي عليه، ورد بدل من ذلك بتهديدي، حتى عشائريا.
لقد كانت هناك مؤشرات عديدة أخرى بأن ما حدث في الكنيسة يلفه الغموض وأن المجرمين لم يكونوا يهدفون إلى ما ادعوا انه هدفهم من الحصول على الرهائن من أجل إطلاق سراح المحتجزين في الكنيسة القبطية المصرية، فقد تصرفوا بعكس ذلك تماماً. كذلك فأن هناك شبهات قوية بأنهم لم يفجروا أنفسهم. كما كان واضحاً من تحليل تصرفاتهم أنهم لم يكونوا يقصدوا الإنتقام ولا قتل أكبر عدد ممكن من المسيحيين، وإنما الحصول على أكبر عدد ممكن من المرعوبين الذين ينتظر منهم أن ينشروا قصة الرعب بين المسيحيين الآخرين وكذلك لإيصال صورة إرهابية عن المسلمين وعداءهم الجنوني للمسيحيين ، وهو ما اتجهت قصة الغضبان الملفقة تماماً إلى دعمه، مما كان مؤشراً بالنسبة لي بأن مصدر تلك القصة قد يكون له علاقة بمنفذي الجريمة أو مخططيها، وأن المجرمين ربما يكونوا قد تمكنوا من الخروج من الكنيسة مع الضحايا وبترتيب مع بعض من كان في الخارج. إلا أن احداً لم يحقق في أي من هذه النقاط حسب علمي، بل لم يطالب أحداً بذلك، رغم كل اللغو الكثير عن الحرص على الأمن وعلى سلامة المكون العراقي المسيحي، ولم يطالب بها لا المسلمون المتهمون دائماً بالإرهاب، دفاعاً عن براءة أبناء دينهم منه ، ولاحتى المسيحييون اصحاب الضحايا انفسهم!
وليست هذه هي المرة الأولى التي يكاد الإرهاب فيها يفضح نفسه وينكشف ويتم الإمساك به متلبساً، دون أن تتخذ الإجراءات اللازمة المناسبة.
ففي عام 2006 تم القاء القبض على جنديين بريطانيين متنكرين بزي رجال دين شيعة في سيارة قرب حسينية في البصرة، وهم يوشكون على تنفيذ عملية تفجير في الحسينية، وأمسك بحوزتهم أجهزة تفجير عن بعد، تذكر المرء بعملية التفجير عن بعد التي قام بها الرائد فتحي عبد الواحد لـ "الإنتحاري" والكنيسة. وفي البصرة تم طمطمة الأمر بشكل غريب. وليست هذه إلا الحادثة الأكثر وضوحاً في تاريخ العمليات الإرهابية التي تشير إلى أن من يديرها هي قوات الإحتلال وتوابعها، وتم إهمال ذلك تماماً.
أن وجود اتصال بين الداخلية المصرية و "منظمة" قد لا تكون أكثر من حفنة من المعتوهين الذين لا يخلو منهم أي شعب، ويرتبط إسمهم بالإسلام المتطرف، وكذلك تحضير القائمين بالأعمال الإرهابية في السجون، يذكرنا بالقصص المشابهة في العراق، حيث كانت هناك سجون أمريكية نشرت عنها أخبار عديدة عن تحضير إرهابيين، وإمساك إرهابيين كانوا قد "أطلق سراحهم" من تلك السجون قبل فترة قصيرة من قيامهم بالعمل الإجرامي.
لقد تسببت خيبات الأمل العديدة التي أصابتني في كل مرة تفتضح فيها حقيقة جديدة دون أن يكون هناك رد فعل من الحكومة أو المؤسسات والمنظمات العراقية أن كتبت مقالة قبل عامين ونصف بعنوان: "أما حان الوقت لننظر بشجاعة إلى الإرهاب في عينيه؟ " (7)، كتبت فيها مراجعة لحوادث إرهابية عديدة في العراق، ومما جاء فيها:
"قبل 40 يوماً أعلن الرئيس اليمني أنه أمسك خلية أرهابية مرتبطة بإسرائيل في اليمن، (*)
هل تذكرون ذلك؟ هل يذكر أحد ذلك؟ هل تساءلت صحيفة عن الحقيقة، هل تابع صحفي، ولو ممن يبحثون عن الشهرة، الموضوع؟ هل كتب احد في الإنترنيت عن الموضوع؟ لو كان المجرم مجهولاً ألم تكن ستسطر له عشرات المقالات في تهم جاهزة عن "الطائفية" و "المتطرفين" و"الإسلاميين" دون ألحاجة لأي دليل أو حتى مؤشر، فلماذا الصمت حتى عندما تكون هناك أدلة أو مؤشرات قوية على الأمريكان والإسرائيليين والبريطانيين؟ (**)
قبل نصف سنة، بالتحديد في 14-3-2008 قدمت قناة "ألعربية" برنامجاً بعنوان " صناعة الموت: مَن يحكم السجون الأمريكية في العراق؟" (***) وتحدث فيه "عماد الجبوري" وهو معتقل سابق تعرض لإعتداء في سجن بوكا، عن أمور في غاية الخطورة إن صحت فهي تثبت أن ما يجري في تلك السجون هو تدريب فرق الموت التي تقتل الناس بوحشية لم يعرفها مجرموا العراق سابقاً. الا يستحق هذا التحقيق؟ "
هذا السؤال الكبير المتمثل في عنوان المقالة مازال في مكانه للأسف، واليوم يأتي هذا الخبر ليثبت الشبهات التي أشرت إليها حول قصة كنيسة سيدة النجاة وتجدونها في روابط مقالاتي عن الموضوع أدناه، وهنا أدعو الحكومة من جديد، وبإصرار هذه المرة، إلى التحقيق في الموضوع، وأدعو ذوي الضحايا وكل الشرفاء إلى الضغط على الحكومة لتقوم بتحقيق ذو مصداقية، لقصة الأجهزة المزيفة لكشف المتفجرات والإرهاب الإسلامي وكل خرافات القاعدة والزرقاوي وغيرها، ونقول كفى ضحكاً علينا وتجاهل الدماء، فرائحة قصة "الإنتحاريين الإسلاميين" فاحت وأزكمت الأنوف، والفضيحة بلغت حداً من الوضوح صار السكوت عنها فضيحة أكبر من الفضيحة نفسها!!
(1) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/24764930-5733-42DA-A0A8-00586C105984.htm?GoogleStatID=9
(2) http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/egypte-pb-679657980.htm
(3) مجزرة "سيدة النجاة": نقاط مريبة !
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=20785
(4) يا فراس الغضبان الحمداني: نريد أن نعرف من اين لك القصة الملفقة عن قطع الرؤوس؟
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=20899
(5) متى يكون الذبح مختلفاً عن القتل بالرصاص؟
http://www.saotaliassar.org/Writer/Saaieb%20Kalil/KirchenTerror03.htm
(6) رسالة إلى آدم الذي فاتنا أن نعلمه الخوف
http://almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=40500
(7) http://igfd.net/?p=2309
(*) http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7655000/7655957.stm
(**) أرهاب بريء من الطائفية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=87126
(***) http://www.alarabiya.net/programs/2008/03/16/47014.html