Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وهل تلد الأفاعي غير الأفاعي؟!!

ثلاثة يستحقون العبادة الله ووطن يتساوى فيه الجميع(وهيهات). وأم صالحة تُضحي في سبيل أسرتها

ثبتَ عبرَ التاريخ أنَّ الأفاعي لا تلدُ غير الأفاعي ، كما تورثُ لصغارها وأحفادها جميع الصفات البيولوجية والوظيفية،ونحن ُ نعلم أن سمها قاتل...
كما ثبت بالتاريخ البيولوجي أن الخراف والحمام الوديعة لا يمكن إلا أن تورث وداعتها ...والمنطق السليم يقول من مقدمات سليمة نخرج أو نحصل على نتائج سليمة.وغير ذلك فإن المنطق السياسي فيه الكثير من المغالطات وهو سبب شقاء الشعوب والأمم.
والسؤال أو المعادلة هنا...كيف للخراف والحمام أن تعيش وسط الأفاعي....؟!!
ومنذُ أن وجدت الشرائع البشرية والنصوص الدينية حاولت أن تنقل الإنسان من حالته الحيوانية إلى حالته أكثر تقدماً في مراتب الروح.وكي تروض فيه الجانب الوحشي.وتعده كتحريض وتعزيزٍ أن هناك ثواب وعقاب عما يقوم به.ولكن ثبت أيضاً بأن السياسة تُضغي على هذه التعاليم أو أن في حد ذات تلك التعاليم ما يجعل وتيرة تصاعد العنف والقتل يكون أكثر شراسة مما هو الحال لدى الإنسان الذي لا يمتلك تلك الأفكار الدينية.وخير دليل هناك ديانات سماوية والبوذية لا تدعوا إلى القتل ...نعودُ للقول بأنه ثبت ونحن في القرن الحادي والعشرين أن الأفاعي لازالت غير مروضة وهدفها وفاعلية سمومها مستمرة رغم أنها تدعي أنها تجاوزت مرحلة الوحشية والبربرية فيها.
الظلمة لا يمكن أن تكون نوراً رغم آلاف لا بل ملايين النجوم والكواكب التي تشع في الليل.
ونرى أن معالجة مشاكل الأقليات العرقية والدينية في دول العالم الثالث مهمة إنسانية ووجودية وحقوقية على مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان أن تتدارس هذه المشكلة بجدية وبالسرعة القصوى.ونحن مع تهجير ٍ منظم وبالاتفاق فهو أفضل من التهجير الغوغائي وغير الإنساني لمَ تتعرض له تلك الأقليات العرقية والدينية في أوطانها.
وأنَّ أي تستر ٍ وراء مفهوم ( الأمن والسيادة القطرية). وأن خرائط الأوطان منزلة فهذا هراء أمام ما يدفعه الإنسان من صنوف التعذيب والقهر والقتل والسلب والتصفية ليضيع من بقي في بلاد العالم).
ونحن نرى في مشاكل الأقليات تلك قنابل موقوتةٍ ستنفجر في أي لحظة ٍ كانت وستكلف مجلس الأمن والأمم المتحدة أكثر مما لو وضعت خطط وبرامج لعزل تلك الأقليات في مناطق كدولٍ أو فدراليات بمستوياتها المتعددة.
وأيّ ادعاءٍ يصدر من أحزاب ٍ أممية أو ليبرالية أو دينية فهو بمثابة حجر عثرة في تحقيق الاستقرار والسلام والعدل والحرية الحقيقية وليست المصادرة من خلال قوانين موجودة على الورق ولا يُنفذ منها إلا أهزلها....
إنَّ إعادة صياغة منطقة الشرق الأقصى والأدنى من خلال خرائطها الحالية هو مشروع إنساني ويعبر عن منطق الحضارة الإنسانية.وهو يوفر الويلات والمآسي والتهجير والقتل والضياع للمكونات العرقية والدينية ويُحافظ على وجودها على أرض أجدادها...وأن أية مساعدة من قبل الأمم المتحدة عبر منظماتها في هجرة هؤلاء هي بمثابة التآمر على وجودهم لإرسالهم إلى المنافي للضياع.
من هنا نجد أن إيجاد حلول موضوعية وحقوقية وإنسانية كمبدأ الحكم الذاتي أو الفدراليات هو معالجة سليمة وواقعية لتلك الأقليات العرقية والدينية.
وأن أي تمسك بالوضع الراهن والمستقبلي الذي تبدو عناوينه المظلمة لهو تكلفة بشرية وحرق للحقوق ومنع للتطور والإنماء الاقتصاد وترك للمسألة في غياهب المجهول.
حتى أنّ مبدأ المواطنة لم يعد برنامجاً مجدياً..وذلك من خلال النسبة والعدد.فهذه الأقليات لا يمكن أن تحقق إنسانيتها وحريتها ووجودها في ظل نسبة في أحسن أحوالها 8%.
فأيّ مواطنة هذه وأية حقوق وأيّ مهزلة تاريخية.
إن الشعوب المتقدمة والمتحضرة عندما تمارس فيها المواطنة فهناك القانون الذي فعلاً يحمي حقوق الإنسان.لمجرد تعرض أي أقلية ولأي مضايقة حتى نفسية فإننا نجد قيام الدنيا ولا تقعد إلا باعتذار ٍ وتصويب حالة شاذة في القانون.والأمثلة عديدة في أوروبا وخلال خمس سنوات.فلا يُطالعنا أحدهم بأن ما نطرحه خروج وتمادٍ عن القوانين هناك في بلادٍ أشبه ما تكون غابات وحوش ٍ ..وهنا نقول إن إعطاء حقوق الأقليات العرقية والدينية والسياسية والنظر إلى دساتير تلك الدول هو بمثابة قدرة على إثبات ـ أنّ قادة وشعوب تلك الدول عبر مجالسها ونوابها وحكوماتها ـ بأنها عادلة وديمقراطية وتريد أن تُعالج مشاكل شعوبها على مختلف مشاربهم القومية الدينية والمذهبية.
***
ألمانيا
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam1541@hotmail.com


Opinions