Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وهم وفخ

قد يكون العنوان غريبا عما أكتب بشأنه خصوصا عندما يتعلق الأمر بالشأن القومي لشعب السورايى "الكلداني السرياني الآشوري" الذي يبحث عن خارطة للطريق الذي يوصله إلى أهدافه وتحقق له حقه شأنه شأن أهل العراق الآخرين.

ومن الغريب عندما يكون الحديث عن الحكم الذاتي لشب السورايى أن يصبح هذا الحديث لدى البعض وهما وفخا، وأنه سيسبب أو يأتي لشعبنا المشاكل التي ربما حسب رأي البعض لا آخر لها!!!

أليس هذا هو العجب العجاب بحد ذاته؟

أليس نيل المطالب لا يكون بالتمني؟ إنما تؤخذ الدنيا غلابا!!!

كما حلا للشاعر أن يرتب كلماته هذه، وهنا أود أن أوضح أن المطالبة بالحقوق لم ولن تكون مضيعة للوقت أو أنها تجلب مشكلة ما اليوم، فإن الغد لناضره لقريب، وسيكون نضِرا وواضحا وستصطع شمس الحرية لينعم بها المطالبون والمشككون معا.

وأن من يدّعي هذا ربما تنبع دعوته أيضا من حرصه على حقن دماء شعبه ويحاول مخلصا تجنيبه المشاكل والمآسي، لكن هذا يجب أن لا يكون سببا لكي نبقى خانعين ذليلين نتلقى الضربات دون أن يكون لنا الجرأة لكي ننطق بالحق في وجه الظالم، أليس لدينا الشجاعة مثل يسوع الذي في خضم مسلسل تعذيبه وهو في طريقه إلى جلجلته عندما لطمه أحد الجند استفسر مستفهما عن السبب، ونحن اليوم نستكثر على شعبنا حتى المطالبة بنيل الحقوق.

وهذه مأساة سيجني ثمارها شعبنا بل هو اليوم يجنيها بالهجرة والتشتت وإن كانت جدلا المقولة صحيحة بأن ما حدث لأهلنا في الموصل كان بسبب المطالبة بالحكم الذاتي، فهل يستطيع أصحاب هذا الرأي أن يجيبوا عن سبب تشريد شعبنا من الدورة وحي العامل والبياع وغيرها من مناطق بغداد؟ أو انحسار عديدهم من البصرة أو غيرها من المدن؟ أليست المأساة مستمرة وانطلقت قبل حتى مؤتمر عينكاوا الذي حدد المطلب بالحكم الذاتي!!!

كما أن الادارة الذاتية أليست متحققة فعلا اليوم؟ فلماذا نطالب بها؟ أليس قائمقام تلكيف مسيحيا ومدير ناحية ألقوش وغيرها مسيحيون ومن السورايى بالذات؟ وهناك مسؤولون كثيرون في المدارس والادارات المدنية هنا وهناك من أبناء شعبنا، أم فقط لأن المجلس الشعبي هو من نادى بالحكم الذاتي فيجب أن تُعلق المشاكل بسبب هذا ويصبح الشماعة التي نعلق عليها كل أخطاء الساسة منذ حدوث التغيير في العراق عام 2003.

ألم يكن في العراق سياسيون وأحزاب لشعبنا منذ ذلك التاريخ وحتى عام 2007؟

ألم ينعقد مؤتمر قومي في بغداد؟ فماذا كانت النتائج؟

ثم هل يحق للعلماني أن يتدخل في الشأن الديني ويعطي رأيا قاطعا؟ ألا يقف بوجهه أولا رجال الدين بكل قوة لمنعه بحجة صيانة المعتقد؟ وبحكم كونه غير مختصا بذلك، وربما ينطقون بالحرم على من تجرأ وأعطى رأيه، وهل يصحّ لرجال الدين التدخل في الشأن السياسي؟ وهو حلال عليهم وحرام على الآخرين في غيره.

نريد للجميع أن يعطي رأيا ويخدم المسيرة التي تدفع بالأمة إلى أمام لتحقيق آمالها وتوقف نزيف الهجرة ويستقر الشعب في أرضه ويعيش كريما حاله حال الآخرين ويبدأ باستثمار طاقاته في خدمة العراق أولا والأمة ثانية لأن الإنسان لا يكون مكرما إلا في بيته ووطنه أم أن المقولة التي تقول أنه مرذول أولا من أهل بيته هي التي تنطبق علينا؟

إنها المأساة المضحكة المبكية على حال شعبنا وأحوال أبنائه الذي يتطلع للغد المشرق ولكي يكون صنوا للآخرين ليعمل الجميع يدا بيد: العربي مع الكردي، السورايى مع الآخرين وهكذا لكي نعلي عاليا اسم العراق ويعيش جميع أبنائه متساوون في الحقوق والواجبات والمثل يقول أعطِ الخبز لخبازه لكي نأكل الخبز وهو مستويا جيدا لأنه لو أصبح بيد غيره ربما يكون نيا أو محروقا وبذلك يصبح العلماني رجل دين ورجل دين سياسيا والقصاب تربويا والفلاح أستاذا للجامعة!!! فهل يعقل هذا؟

نترك الجواب لمن يقرأ هذا المقال.

عبدالله النوفلي

25 آذار 2008






Opinions