يا أحزابنا ومؤسساتنا الم يحن الوقت لتتحدوا ؟؟
إن تعدد الأحزاب والمؤسسات والمنظمات السياسية والاجتماعية والخيرية، في أي مجتمع أو بلد، هي ظاهرة حضارية وليس عليها أي ذرة تراب أو رأي مختلف، كما وان أي نشاط توعوي أو خيري أو أي شيء من شانه إن يساهم في البناء الحضاري والفكري والاجتماعي والثقافي لدى المجتمع، يعد ظاهرة أيضا حضارية بالنهاية تخدم أبناء الوطن والمجتمع شريطة إن تكون هذه المؤسسات والأحزاب والمنظمات سواء الوطنية أو القومية، محترمة لقانون حقوق الإنسان واحترام الرأي والرأي الأخر ولا اعتقد وهذا رأي الشخصي، وجود رأي مخالف لهذا الكلام أو التعريف إذا صح التعبير.وما نراه ونسمعه داخل وطننا الحبيب العراق اليوم، من سياسات وممارسات بعض هذه المؤسسات(دون إن اسميها) الخاطئة والمشوهة لوجه الحقيقة، هي التي شوهت نظرة المجتمع وإيمانه بمصداقية هذا الحزب أو ذاك، وهذه هي الطامة الكبرى التي أحبطت من عزيمة المواطن العراقي وتضامنه مع هذه الأحزاب التي أملتنا بالفكر الواعد والزاهر والمستقبل الثقافي الرنان.
ولتسليط الضوء أكثر على هذه الظاهرة والطامة الكبرى نتوقف على بعض النقاط الأساسية لهذه الظاهرة:
1- ما هي الأسباب التي جعلت المواطن ينفر من الأحزاب والمؤسسات وسياساتها؟
برأي الشخصي كإعلامي: هي عدة عوامل وأسباب منها:
- فشل بعض هذه الأحزاب والمؤسسات بنقل الوعي السياسي للشريحة التي وعلى حسب قولهم أنهم أتوا من اجلها، بصورة صحيحة وخالصة وخالية من المصالح الحزبية والمؤسساتية الضيقة .
- المشاحنات الأزلية لهذه الأحزاب والمؤسسات في ما بينها منذ عشرات السنين مما أدى إلى انتهاز البعض لهذه الفرصة للتدخل في وعي وثقافة أبناء المجتمع.
2- إلية عمل هذه الأحزاب والمنظمات والمؤسسات على الساحة العراقية:
إن مشكلة هذه الأحزاب الأساسية هي آلية العمل اللا مشترك بين بعضهم البعض وخلق المشاكل المستمرة بينهم جعلهم عرضة لمسائلة المجتمع بمختلف طوائفه وقومياته ومذاهبه، مما أدى إلى هبوط هذه المصداقية إلى ما دون الصفر مع الأسف.
3- القرارات التي تتخذ خارج الوطن وتعارضها من قبل البعض كان لها أيضا دور في تسييس هذه القرارات داخل وخارج الوطن ولمصالح شخصية بحتة.
وبين هذه الحروف وتلك النقاط ضاع أبناء هذا الوطن فكريا وثقافيا واجتماعيا ولم يبقوا يعلموا لمن ينتموا ولمن يصفقوا ومِن مَن يأخذوا ويعطوا، لقد عان أبناء هذا الشعب بما يكفي لان يكتب ويقرأ عن معاناتهم من سياسة البعث البائد، والشكر لله إنه قد ولا ألان، فما لذي يمنع بان تتصافى القلوب وتصحا الضمائر لدى مسيري هذه الأحزاب والمؤسسات والمنظمات، من اجل رفعة وكرامة هذا الشعب العراقي الأبي بمختلف ألوانه وأطيافه، لان خدمة هذا البلد وأبنائه هي أسمى من كل الخلافات والمصالح السياسية الضيقة.
فيا أصحاب الضمائر وأقولها علنا وانأ أيضا سياسي وإعلامي: كفاكم قذف الأخر بما لا تشتهيه أخلاقنا ولا تخدم مصالح الأمة والوطن، واضهار عيوب بعضكم البعض والتي سئم الشعب منها بالإضافة إلى تقبل الأخر واحترام رأيه كبشر أولا عسى وذلك لخدمة مصداقيتكم على الأقل.
كإعلامي ومخالطتي المباشرة مع أبناء مجتمعي، فلقد لاحظت العديد من الثغرات التي أصابت هذا المجتمع وأبنائه فمنهم وعلى خلفية مشاحنات الأحزاب والمنظمات والمؤسسات فيما بينها، اعترف بأنه لا يرغب بالانتماء إلى أي حزب لتشكيكه بمصداقيتهم ومنهم من قال لقد تعودنا على اختلاف الأحزاب فيما بينهم فليس من الضروري إذا إن أكون احد مناصري هذا الحزب أو ذاك، ومنهم من إصر على الابتعاد ورد أي معونة من أي منظمة لأنه لم ينتمي إليها أو لان أصحاب وممولي تلك المنظمات والتي يفترض إن تكون خيرية وإنسانية، قادرة على زرع التفرقة بين مؤيدي هذا الحزب وتلك المؤسسة، مما ولد ثغرة واسعة وسط الجسر الذي كان يربط بين تلك الأحزاب والمؤسسات وبين المجتمع وأبنائه.
ومن هذا المنبر اشد على يد كل من زاد علما ووعي فكري وثقافي لأبناء هذا الوطن دون تفرقة (راجيا والرجاء من لله وحده) إن تتحد هذه الأحزاب لا بالرأي فقط بل وعلى الأقل بوجهات النظر والعمل على تحقيق تلك الأهداف التي تعاهدوا عليها قبل عشرات السنين والتي وللأسف نسوها أو قد تناسوها اليوم، لأنه وبصراحة (وحسب شهادة العديد من أبناء هذا المجتمع) أنهم سئموا هذا التشتت الحاصل اليوم بين أحزابنا القومية والوطنية والتي هم جزء من هذا الوطن والمجتمع، وكفانا التطبيل والتزمير للبعض وكسر أعناق وعزيمة البعض الأخر من ذوي العلاقة أعلاه، ولنعمل سوية على الأقل كلا من موقعه دون المساس بسمعة احد أو شتم جهة أخرى، هذا وائمل إن يلقى لهذا الصدى أذان صاغية ومازالت خالية من الضغينة والحقد والمصالح السياسية الضيقة وليرعاكم الله.