يا إبنتي ... يا ست الصبايا
يا إبنتي يا ست الصبايا ، قصيدة خارجة على نمطية الإيقاع ورتابةالقافية ، تخاطب الروح بنفس ميلودرامي ، بعيدا عن صخب القصيدة
التقليدية .
فالكلمة فيها ليست مادة ترف ، بل هي بناء يتأسس هيكلها على
على الصورة التركيبية ، في كلمات لاتموت ، تجمعها ألفة شديدة ،
حيث تغدوا كل الأشياء ، مسالمة أليفة ، تنثر إيحاءاتها لتقدم
صورة تسودها البساطة وألسكينة .
أيتها الذكرى
يا بنفسجة خواطرنا المكدودة
يا ذات الصوت الأبيض
لنواصل رحلتنا المجهولة ، الى الحافة الواضحة للبحر
المليئة بألنسيان والغفران .
والآن تجيئين على ظهور خيولك المتعبة
تطلين على شرفات نوافذنا
يا أيتها النوافذ المفتوحة من غير ضعف
خذيني إلى باحة الماضي المطل على الملاذ اللذيذ
خذيني إليها ، ثم عد بي أيها الطريق الحنون
وأنا أصغي إلى الزمن الذي نحيا به ونموت ..
خذيني بعيدا عبر الطريق الذي لا ينتهي خلال المطر
إلى ممرات الحياة وألبهجة
أيتها الذكرى
كياني كله يتوسل إليك
ينتظر إكتشاف الكلمة التي تشبه البراءة
مثل براءة كل صلاة أولى
إذ توقظ رؤانا خارج الأحلام الغريبة
فيا أيتها الكلمات ، إحترقي بالنار التي أشعلها
لترد عن غربتنا إشارات الخوف
فأين أين الإلتحام الحميم بين المطر والتراب
ولكن حين أفتح عيني ،يكون كل شيء قد إرتحل
تزيح السماء شكوك الضباب
وآخر القلائد عن أعناق الشجر
فحين لا تكون في الأفق شمس
لا يكون فجر ولا مغيب
ولا ظلمة يثير مقدمها الدمع والخوف .
يا إبنتي يا ست الصبايا
.....
بإسمك تنشق الظلمة عن أقمار
فوق مدارات الليل وأصقاع الغربة
تبارك فيض رؤاك ، ملائكة الرب
فبين الريح وألأمطار خيط واحد وعطر الذكرى
فسلاما .. سلاما أحرق غصن ذاكرتي
فوق تشابك الرؤيا ...
إذ تنفجر بالالوان في باحاتها
وتذوب تذوب تذوب تذوب
ونعانق أفق الشجون
نغني له أغنيات الوداع
فتلتقي موجتان
وتختلف موجتان
إنها خيل الحياة ...
فتصير جروحنا وردة
تحايلت يوما
لتترك في الأفق نجما
فيا مرحبا بإنتهاء المواسم
ويا مرحبا بإبتداء المواسم
تشاطرني رجفة القلب
لتطفأ في الأفق نجما
وتورق خلف الغيوم نجوما
فمن ذا يوارب شباك الأمل
ـــ يا إله السماء ــ
يبحر كالبرق بين الضلوع
بطرس حلبي السويد