ياجعفري : العراق اولاً والبقيه تأتي تباعاً
الأمن والأمان من اولى اولويات مهام حكومة الجعفري بعد ان فوزه بمنصب رئيس الوزراء وستكون مهمته صعبه وثقيله, وعليه ستكون العيون مفتوحه والأضواء مُسلطه وستُحسب كل تحركاته بل وانفاسه ولن تُترك شارده ولاوارده إلا ويُحصوها عليه, وسيَسمع الهمز واللمز والذم والمديح والعتاب والكلام القاسي والكذب والإفتراء وسيرى مايشيب له الرأس ومايُفقِد الإتزان, ولكن إن كان ايمانه بالله ورسوله اكبر من كل ذلك فلا يهمه شيئ وليمضي في طريقه وليكن العراق أولاً والبقيه تأتي تباعاً.ان تم حل مشكله الامن والامان فإن كل المشاكل العالقه ممكن حلها بالطرق السلميه سواء بالتوافق او بالتراضي او حتى بالتنازل او باي عمليه اخرى يكون من شأنها احقاق الحق وعلى ان لاتمس وحدة العراق, حيث ان مشكلة كركوك مثلاً لايجب ان تُحل على حساب العرب والتركمان او على حساب العراق بضمها الى الإقليم الكردي, إذ لايجب التجاوز على التأريخ الحق لصالح التأريخ المزيف لترضية الكرد هذا بالإضافه الى مواضيع سياديه اخرى مهمه مثل موضوع توزيع الثروات الذي اقترحه الكرد والذي يمس وبشكل مباشر سيادة العراق وامنه الوطني حيث لايوجد مثل هذا الاقتراح الهجين في العالم سوى عند الاخوه الأكراد.
كما ان هناك مطالبه في فتح مكاتب ممثليه للكرد في السفارات العراقيه في الخارج دون إعطاء مبرر مقنع, فإن كان الكرد عراقيون والسفاره العراقيه من ستمثلهم وتعنى بشؤونهم, فلماذا هذا الكلام الفارغ في وقت سيدفع العراق كل مصاريف هؤلاء من رواتب وبنايات وحمايات والعراق في امس الحاجه الى كل دينار, وهذا مايدعوا الى التذكير بميزانية الحمايه الخاصه لكل الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء العامون والمسؤولون في الدوله سواء في بغداد او في ادارة سليمانيه او اربيل, وفي حال سيكون للجنوب اقليم ايضاً فسيكون هناك نفس العدد من الوزراء وشاكلتهم وحماياتهم وطبعاً مكاتب ممثليه في الخارج ايضاً وسيتم ربما استحداث اقليم آخر وسيحتاج الى نفس احتياجات الأقاليم الأخرى لتكون نتيجه مصاريف كل هؤلاء مرعبه وهائله في ارقامها الفلكيه لاتتحملها اي ميزانيه في العالم, في وقت يمكن الإستعاضه عن ذلك بحكومه بسيطه تدير شؤون البلاد وتنهض به من مستنقع الديون والدمار الى الإستقرار والخير والرفاهيه.
اما موضوع مليشيات البيشمركه ومليشيات بدر وغيرها من المليشيات فلابد من حلها او ايجاد مخرج لهذه المعضله حيث لايمكن لبلد ان تكون فيه سلطة المليشيات فوق سلطة القانون وتأتمر بأوامر احزابها, ناهيك عن تواجد احزاب كرديه معارضه قادمه من تركيا وايران وسوريا تتلقى الدعم من اكراد الحزبين مما يضر بإقتصاد البلاد خصوصاً اذا ماعلمنا عن الدعم الذي تقدمه الإدارتين الكرديتين لطلبة اكراد تركيا وسوريا وايران للدراسه في الجامعات الكرديه على نفقة اكراد الحزبين حتى ارتفع صراخ طلبة اكراد تركيا لصعوبة التأقلم مع المناهج الدراسيه في شمال العراق لأن بعضها لازال بالحروف العربيه ولابد من تغييرها لتتماشى مع رغبة وقدرة اكراد تركيا في التعليم, هذا بالإضافه الى وجود الكثير من العوائل الكرديه الغير عراقيه في شمال العراق مع تلقيهم الدعم المادي من الإدارتين الكرديتين, ناهيك عن تواجد الآلاف من حزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق حيث لاإعتراف لهم لابسلطة بغداد ولا بإدارة مسعود ولا جلال وهم يرفعون اعلامهم الخاصه مع صور اوجلان القابع في السجن والذي اعترف بتركيته رغم خلفيته الكرديه ولازال اتباعه يؤلهونه رغم الهوان الذي مارسه على نفسه.
اما موضوع الدين فإن ليس للجعفري وحكومته التهاون فيه حيث لايمكن بأي شكل من الأشكال مس الإسلام بسوء ولو بالإشاره وليس عليه ان يكون مثل إدارتي اربيل والسليمانيه واللتين سمحتا للكثير من كتب الإلحاد والكفر ان تنتشر في مكتباتها وآخرها كتاب مؤلفه يُدعى مريوان حلبجه يي يتناوله الناس في الشمال تحت مرأى ومسمع الإدارتين دون ان يمنع احد نشر وطبع الكتاب بالرغم من مايحمله من كلام يُسيئ للرسول محمد (ص) لا يُقارَن بما رسمته الصحيفه الدنماركيه, حيث يمكن نشر مايُسيئ للإسلام ولايمكن نشر ماينتقد اكراد الحزبين مثل ماحصل مع كمال سيد قادر, وقد خرجت المظاهرات من بعض المسلمين الكرد تندد بالكتاب دون ان تقوم جهه كرديه واحده بذكر تلك المظاهره ناهيك عن آخر حادثه حدثت في مساجد السليمانيه حين وجد امام مسجد ان احدهم قد القى مصحفين شريفين في دورة المياه واحتجوا على ذلك دون ان يكون للإداره هناك رد فعل ايجابي تجاه ذلك, وما نسمع عنه من تحييد الحزب الإسلامي الكردستاني ونعته بالحزب الإرهابي او الحزب الذي باع آمال الكرد ليس سوى هجمه من الداخل على الإسلام اخطر بكثير من الهجمه الخارجيه عليه, ومايتردد في شمال العراق من احاديث الكفر والإلحاد والإبتعاد عن الإسلام والتي تُشجع عليها الاحزاب الكرديه والتي يقابلها بعض الكرد المسلمون بالتنديد والإستنكار والذين يجاهدون بشده في سبيل الحفاظ على دينهم وهم في ذلك كمؤمن آل فرعون, وليس على حكومة الجعفري سوى الإنتباه الى الخطر المحدق بشمال العراق والعمل بجديه على تجنب هذا الخطر بشتى الوسائل الممكنه.
وعلى حكومة الجعفري العمل على قطع دابر النفوذ الإيراني وتدخلات ايران في العراق وتأثيرها على بعض العراقيين, والحد من تجاوز الاحزاب واصحاب الاحزاب على مرافق الدوله وضمها الى املاك الحزب او الى املاك صاحب الحزب الشخصيه, كما ان القضاء على المحسوبيات والفساد الإداري من شأنه ان يرتقي بعمل الوزارات والمؤسسات الى مستوى افضل, حيث ان لذلك تأثيراً بالغاً في تحسين الخدمات من تنظيف الشوارع الى توفير الماء الصالح للشرب الى تحسين عمل الطاقه الكهربائيه وتوفير الوقود, كما ان هناك الكثير من المشاكل العالقه على هذه الحكومه مجابهتها بشجاعه وقوه مثل المشاكل الإقتصاديه و التلوث البيئي والتصحر وحتى اعادة تأهيل الفرد العراقي من جميع النواحي واعادة الثقه بنفسه ليعمل وينتج وهذه من اهم المشاكل.
كما ان القضاء على الفكر التكفيري وفكر إلغاء الآخرين هي من مهمات حكومة الجعفري حيث التسامح وروح الموده والأخاء افضل من فكر الإنتقام والدم, ولن تنتهي طائفه او قوميه بذبح بضعة اعداد وستستمر الحياة بالنسبه للجميع سواء بالذبح او بدونه, فلماذا الإستمرار بهذه العله التي ليس مردها سوى الى الدمار والنار.
وهكذا فإن المسؤوليه التي ستحملها حكومة الجعفري إنما مسؤوليه تأريخيه عظيمه لابد ان تتولاها بكل امانه وإخلاص ولتنسى الحكومه جبر الخواطر على حساب كسر خواطر آخرين ولتعمل بهمه وجد لتنهض بالعراق والعراقيين الذين هم امانه في عنق الجعفري وحكومته وليكن العراق اولاً والبقيه تأتي تباعاً.