Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ينبغي وضع حد للجرائم التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل

الأخوات والأخوة المواطنون المسيحيون في الموصل، هذه الطائفة الطيبة والمسالمة والمعتزة بعراقيتها العريقة، ووطنيتها الصادقة تتعرض اليوم من جديد لعمليات القتل والتهديد والتهجير الوحشية البشعة تحت سمع وبصر السلطة الحاكمة في الموصل، وتحت سمع وبصر قوات الجيش والشرطة وجهاز الأمن.
ما أشبه اليوم بالبارحة عندما تعرض أبناء الموصل الوطنيين الشرفاء ما بين عامي 1959 وعام 1963 لعمليات القتل والتهجير الواسعة النطاق على أيدي عصابات الجريمة من العناصر البعثية والرجعية حيث اغتيل في شوارع الموصل ما يزيد على 800 مواطن، واضطرت أكثر من 30 ألف عائلة على الهجرة القسرية من المدينة إلى بغداد ومختلف المدن العراقية الأخرى تحت التهديد بالقتل، وكانت عائلتي من بينهم، وقد نال المسيحيون من تلك الحملة المجرمة الحصة الكبرى جراء مواقفهم الوطنية وإيمانهم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد استشهد عدد كبير منهم في شوارع الموصل تحت سمع وبصر الحكومة والأجهزة الأمنية دون أن يتم إلقاء القبض على القتلة المعروفين بصورة شخصية آنذاك لدى المجتمع الموصلي .
ولا تزال ذاكرتي تحمل أسماء العديد من الأخوة المسيحيين الذين استشهدوا آنذاك كان منهم كل من الشهداء المحامي كامل قزانجي، والرجل الطاعن في السن التاجر قوزي قزازي وولده الشاب حازم قزازي، ونافع برايا وأفراد عائلته الذين وضع المجرمون قنبلة بسيارتهم ، ومتي يعقوب والمحامي عبد الله ليون، والصيدلي زكر عبد النور، وسركيس الأرمني ، وحنا داؤد ، وزكي عزيز توتونجي، وبدري عزيز توتونجي، وطارق نجم حاوة ، المعلم زكي نجم المعمار ومحاسب البلدية موسى السلق ، والتاجر وديع عودة ، وفريد السحار وجورج سائق الكنيسة ، وغيرهم مما لا تسعفني الذاكرة تعداد أسمائهم، واضطرت ألوف العوائل المسيحية ترك مساكنهم وأعمالهم ووظائفهم ومدارس بناتهم وأبنائهم والهجرة إلى بغداد ومختلف المدن العراقية، وخصوصا مدن كردستان، للنجاة بحياتهم .
واليوم تكرر القوى الظلامية والرجعية وحلفائهم الصداميون هذه الأساليب الإجرامية البشعة ضد من تبقى من عوائل الأخوة المسيحيين النجباء، فقد جرى اغتيال أعداد كبيرة منهم منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وحتى اليوم وطالت تلك الاغتيالات رموزهم الدينية ، وجرى تفجير كنائسهم ، وكل هذه الجرائم يجري تنفيذها باسم الإسلام، فأي تشويه للإسلام يجري على أيدي هؤلاء القتلة المجرمين .
لقد تواردت اخبار الموصل عن تهجير أكثر من 150 عائلة مسيحية في الأونة الأخيرة بعد أن تلقت رسائل تهديد بمغادرة المدينة وإلا فالقتل بانتظارهم ، وقد انتقلت هذه العوائل إلى بعض القرى والنواحي المسيحية القريبة من الموصل من بينها القوش والحمدانية وتلكيف وبعشيقة وبحزاني وبرطلة وباطنايا وهم وأطفالهم في حالة يرثى لها .
إن الحكومة العراقية والسلطة في مدينة الموصل تتحمل المسؤولية الكاملة عن حفظ أرواح وممتلكات هذه الطائفة من المواطنين الطييبين المتعلقين بمدينتهم، والذين هم تاريخياً سكان مدينة الموصل الأصليين منذ القدم، والسلطة التي تعجز عن حماية مواطنيها، وعلى وجه الخصوص الأقليات المسيحية والصابئية والأيزيدية فعليها أن تستقيل وتترك الأمر لسلطة قادرة على التعامل مع هذه القوى الإرهابية بأقصى الشدة لقطع دابرهم ودابر من يقف وراءهم دون رحمة حتى يعود الأمن السلام في مدينة أم الربيعين زهرة العراق الأبدية ، هذه المدينة التي عاش فيها المسلمون والمسيحيون والأيزيديون وسائر القوميات الأخرى تسود بينهم المحبة والتآخي كعائلة واحدة على مر الزمن.
أن أبناء الطائفة المسيحية في الموصل بانتظار الإجراءات الفورية للقبض على المجرمين الذين يلقون رسائل التهديد لعوائلهم بترك المدينة، والضرب بيد من حديد لهذه العصابات المجرمة دون رحمة كي يطمئن أبناء الموصل على حياتهم وممتلكاتهم ويمارسوا حياتهم الطبيعية دون خوف أو قلق ، وأنا لمنتظرون

حامد الحمداني
11/10/2008
Opinions