يوم التاسع من نيسان 2003 هل هو يوم تحرير ام لا؟
لقد حكم العراق قبل التا سع من نيسان 2003من اعتى نظام مستبد في العالم ولمدة 35 عام حيث حكم صدام العراق بطريقة الحديد والنار المتمثلة بحزب البعث الشمولي الدكتاتوري الأوحد الذي لا يعرف سوى الانقلابات لاخذ الحكم بقوة السلاح مما يدلل على ايديولو جية الحزب الدموي وأصبح العراق في عهد صدام أكثر الدول تخلفاً من الناحية الثقافية والاقتصادية وكافة الميادين الاخرى,فلم يعرف العراق آنذاك سوى الحروب التي خاضها تارةً مع أيران والاخريات مع الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها والاعتداء على دولة الكويت الشقيقة وغزوها وتدمير اقتصادها.وظل صدام وزمرته يظلمون بالشعب العراقي الى أن اتى اليوم الحاسم على نهاية حكمه القمعي الفاشستي على يد اميركا وحلفاؤها في التاسع من نيسان 2003 وغمرت عيون العراقيين السرور والدموع في آن واحد فالفرح في اعين العراقيين هو التعبير عن الخلاص من الطاغوت الفردي(القائد الضرورة) اما الدموع فهي دلالة على حزن العراقيين في داخلهم على دخول المحتل,واليوم بعد مضي ثلاثة سنوات من هذا الحدث التاريخي الذي شهده العراق في ظل الهيمنة الأمريكية أذ عانى العراق الويلات من الارهاب الدخيل المتنوع ما بين السيا رات المفخخة والاحزمة الناسفة التي حصدت الالاف من المدنيين الابرياء وحتى اللحظة وكذا بالنسبة للوضع الخدماتي المزري من فقدان للطاقة الكهربائية وشحة المياه الصالحة للشرب في الكثير من مدن العراق ناهيك عن زيادة اسعار المحروقات وشحتها وتدني المستوى المعاشي للفردبسبب التضخم الهائل في اقتصاده من استشراء الغلاء في البضائع المستهلكة وارتفاع معدلات البطالة في صفوف شبابه ولدى قطاعات واسعة من كفاءاته هذه الامور مجتمعة حالت دون رضا العراقيين وتذمرهم واستياءهم من القوات الاميركية لعدم تحقيق ما كان يحلم به المواطن العراقي سوى (ديمو قراطية تنفيس) التي خدع بها.
والمفارقة اليوم في العراق بعد استبيان لاراء بعض المواطنين من مختلف المنا طق والطوائف نجد تباين ملحوظ بشأن ذكرى هذا اليوم عما أذ هو يوم تحرير ام احتلال فاغلب الاراء في شمال العراق(كردستان) تعتبر هذا اليوم هو تحرير العراق من النظام الدكتاتوري لما مارسه النظام تجاه الكورد من ممارسات ظلامية وقمع المتمثلة بمجزرة حلبجة والانفال وتعريب مدينة كركوك وتهجير الكورد الفيلية خارج العراق.
اما بالجهة الغربية من العراق فأغلب الاراء تعتبره يوم أحتلال لما ذاقوا الأمرين في تلك الفترة المتسمة بقصف مدنهم وهدم منازلهم وتشريد عوائلهم واعتقال رجالهم وزجهم بالسجون والمعتقلات وتعذيبهم بشتى الوسائل المرعبة التي يندى لها الجبين.
أما جنوب العراق ووسطه فظلت الاراء منقسمة فالبعض يعتبره تحريرللشعب العراقي من ابشع حاكم عرفه العراق الذي قام بقتل علماء الدين في النجف الاشرف وتجفيف الاهوار وقتل العوائل ودفنهم عبر المقابر الجماعية, والبعض الاخر يعتبره يوم أحتلال بالرغم من معاناتهم من ديكتاتورية النظام ودمويته لانهم ينظرون الى صدام صنيعة الاميركان وقد ذهب التلميذ وجاء الأستاذ ولا يتأملوا خيراًمن المحتل كقراءة أولية للاستعمار الاميركي وتجاربه السابقة مع احتلاله لبعض الدول وان المحتل لن يخرج الا بقوة السلاح وليس بالسبل السياسية والدبلوماسية.
وفي النهاية اريد ترك الباب مفتوحاُ اما م الجميع واسأل هل التاسع من نيسان 2003 يوم تحرير ام لا؟