Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

يوم الكرامة, يوم الإصرار على مطالب الشعب المشروعة

قدمت مظاهرات 25 شباك/فبراير 2011, التي تميزت بالحيوية والرغبة الصادقة في الحفاظ على مستوى حضاري في التظاهر السلمي والديمقراطي والمطالبة بالحقوق العادلة والمشروعة التي طال انتظار تنفيذها دون فائدة, دروساً ثمينةً للمتظاهرين وللحكومة في آن واحد. فالحكومة المصابة بالبارنويا والنظرة الفوقية إزاء الشعب ومطالبه, يفترض إنها قد أدركت الآن بأن الشعب المطالب بحقوقه لا يمت إلى حزب البعث العفلقي أو بقاياه من أتباع عزت الدوري ولا لتنظيم القاعدة المجرم بصلة, بل إنها مطالب فئات الشعب التي ترفض المحاصصة الطائفية الجارية والفساد السائد والتمييز بين المواطنين على أساس الهوية الدينية والمذهبية وسيطرة الحزبيين على أجهزة الدولة والوظائف العامة والنقص البالغ في الخدمات والبطالة الموجعة والفقر المدقع لفئات واسعة من بنات وأبناء الشعب العراقي. كما إن على الحكومة أن تتعلم بأن استخدام الأساليب القهرية في مواجهة المتظاهرين واعتقال وتعذيب وإهانة الصحفيين والمثقفين لن تنفع بل تزيد سعير النار المشتعلة في صدور الناس, كما لا ينفع قتل المتظاهرين في المحافظات من جانب أجهزة المحافظات والقوات المسلحة, إذ إنها تعطي ردود فعل معاكسة لما تريده الحكومة من قمع وقهر للمتظاهرين.

إن الشعارات التي سترفع يوم الجمعة غداً ستكون ذاتها التي رفعت في يوم الجمعة المنصرم وسيضاف إليها طلب اعتذار رسمي من رئيس الحكومة على ما قاله وفعله ضد المتظاهرين من جهة, وإبداء الإجلال للشهداء الذين سقطوا برصاص الحكومة, وضرورة إبعاد رئيس مجلس محافظة بغداد الذي تسبب بأفعاله المريبة الإساءة الكبيرة للحريات المدنية والعامة.

وسوف تفشل أي محاولة من محاولات السلطة أو القوى المشاركة في الحكومة لتغيير وجهة المتظاهرين المطلبية أو محاولة ركوب الموجة الشبابية والشعبية والسيطرة عليها.

لقد صرح رئيس الوزراء مراراً وتكراراً بعد يوم الغضب إلى إن هذه المظاهرات تختلف عن مظاهرات الدول العربية. ونقول بصراحة تامة, إنها تختلف من جهة, وتلتقي من جهة أخرى مع تلك المظاهرات, فهي كلها تجسد غضب الشعوب من السياسات الحكومية الجارية في الدول العربية وفي العراق, وإنها تطالب إما بالتغيير الكامل للنظم كما في تونس ومصر وليبيا واليمن, وإما بإصلاحات جذرية فعلية كما في البحرين والجزائر والمغرب والعراق. ولكن حين لا يحصل التغيير أو الإصلاح المطلوب يمكن وفي كل لحظة أن تتحول المظاهرات ويرتفع سقف المطالب الشبابية والشعبية العادل, وعلى السيد المالكي أن لا يطمئن لقوله بإنها تختلف عن بقية المظاهرات, بل عليه أن يسارع إلى تنفيذ تلك المطالب قبل أن تستفحل الأمور وتنتهي إلى ما يخشاه.

والدروس التي قدمتها المظاهرات الناجحة للمتظاهرين كثيرة ومهمة جداً وبشكل خاص لحمتها وتشكيل قيادتها الفعلية المشتركة وتوحيد شعاراتها المطلبية وضمان مسيرتها السلمية والديمقراطية وإبعاد كل من يحاول تغيير وجهتها دفاعاً عن الحكومة أو إدخال العنف إليها.

لتكن مظاهرة غد واحدة من اهم المظاهرات وأكثرها شبابية وشعبية وأكثرها تاثيراً في الشارع العراقي وإقناعاً للحكومة بضرورة الإصلاح الواسع النطاق وإطلاق فعلي للحريات الديمقراطية والحياة المدنية. لتكن مظاهرة غد جزءاً من سلسلة مظاهرات مماثلة ومتسعة القاعدة في سائر أنحاء العراق إلى أن تتحقق للشعب مطالبه العادلة والمشروعة.

3/3م2011
كاظم حبيب

Opinions