Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الرها تشارك في المهرجان الدولي للفنون الشعبية الثاني في الرقة / تل أبيض

27/03/2007

زوعا اورغ/كميل شمعون/
لم يكن مساء الثالث عشر من آذار 2007 في مدينة تل أبيض / الرقة ككل المساءات ، فقد تعرضت هذه المدينة لغزو ثقافي ، وفتحت أسوارها التي لم تصمد طويلاً أمام بسمات أميرات وأغاني فرسان قدموا من الرها . للمشاركة في فعاليات اليوم السابع والأخير للمهرجان الدولي للفنون الشعبية الثاني ، الذي أقيم في مدينة تل ابيض التابعة لمحافظة الرقة السورية .

هذا وقد كان في استقبال موكب الرها عدد من الشخصيات البارزة في المنطقة . واستقبل الوفد بكل حفاوة من قبل الأهالي والقائمين على هذا المهرجان ، ومردود ذلك ربما يعود إلى العروض الفلكلورية الممتعة التي قدموها في المهرجان الأول وبقي إيقاعها يرن في ذاكرة أبناء تل أبيض ولم يفارقهم ، أو إلى طبيعة الموكب نفسه والنوعية التي كان يضمها بين صفوفه من إعلاميين ، وفنانين تشكيليين ، وقنوات فضائية ( سورويو TV ) ، ووفد من أسرة نصيبين الاجتماعية ، ترأسه الأستاذ داوود غرزاني رئيس الأسرة الذي أكد في كلمة ألقاها خلال هذا الحدث على أن هذا المهرجان هو انجاز ضخم يعبر عن رقي صانعيه ثقافياً واجتماعياً ويزيد من اللحمة الوطنية ، هذا بالإضافة إلى الفرسان والأميرات الذين أصبحوا سفراء ثقافتنا وهويتنا أينما حلوا.

وتعتبر تل أبيض من المدن القديمة في سوريا ، إذ كان يسكنها الأكاديون منذ الألف الرابع قبل الميلاد ، على نهر البليخ ويتوسطها سهل منبسط يدعى سهل حران وهو على امتداد 40 كم من الحدود السورية التركية ، وتبعد عنها مدينة الرها التاريخية 35 كم شمالاً داخل الحدود التركية .

وانطلقت فكرة أقامة هذا المهرجان من المركز الثقافي في تل أبيض متمثلاً بشخص رئيسه السيد توفيق الحاج أمام ، بالتنسيق مع الفعاليات الاجتماعية ، ودعم السيد محافظ الرقة لإقامة هذا المهرجان . وقد كان المهرجان الأول في العام المنصرم 2006 وكانت الفرق المشاركة فيه :

- فرقة شوركاف التركية

- فرقة الرقة للأغنية الشعبية

- فرقة الرها السريانية من القامشلي

- فرقة خوشابا الآشورية من تل تمر

- فرقة السلام الكوردية

- فرقة الحسكة للفنون الشعبية

- فرقة جيرو الأرمينية

ووجهت دعوات للمشاركة في فعاليات المهرجان الثاني بتاريخ 7 / 3 / 2007 ولغاية 13 / 3 / 2007 ، إلى العديد من الفرق المحلية والدولية كان من بينها فرقة شوركاف التركية ، وفرقة من مصر ، وفرقة توتول من مدينة الثورة في الرقة التي قدمت في اليوم الأول للمهرجان بعض ملامح الفلكلور الشعبي في الرقة من خلال لوحات الرحى وصهيل الخيل و( توتول ) هو الاسم السرياني القديم لمدينة الرقة، وفي اليوم الثاني قدمت جوقة الزيتون من أدلب عرض شعبي ولوحة الحصاد ، في اليوم الثالث قدمت فرقة أوغاريت من اللاذقية لوحتان من فلكلور الجبل والساحل ، وقدمت فرقة شبيبة حلب لوحات من فلكلور الشهباء مع القدود الحلبية ، في اليوم الرابع قدمت فرقة الفرات للفنون الشعبية والأغنية التراثية عدة لوحات من فلكلور محافظة دير الزور مع غناء تراثي فراتي ، في اليوم الخامس قدمت فرقة جيرو الأرمينية من حلب لوحة أيام شامية وبانوراما الورد ، وفي اليوم السادس قدمت فرقة روشن الكوردية عدة لوحات من التراث الكوردي مع فقرات غنائية .

وكان ختام فعاليات هذا المهرجان في اليوم السابع مع فرق الرها الفنية السريانية ، القادمة من القامشلي حاملة في جعبها التراثية وديعة آبائها وأسلافها، أرث الماضي بكل إشراقاته . والحاضر بكل آماله .

وقد أستهل يوم الرها بترحيب مقدم المهرجان بموكب الرها ، وأسرة نصيبين الاجتماعية ، وفضائية سورويو ، وألقى مدير المهرجان كلمة شكر فيها الفرق المشاركة والحضور وكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان . وتم تكريم الرها بدرع المهرجان وشهادة تقدير تسلمهما الفنان جورج قرياقس ممثلاً الرها ، وقد تحدث قرياقس بعد التكريم عن أبناء تل أبيض وكرمهم الطائي وقلوبهم البيضاء كما أسم المدينة والتلة البيضاء التي مر من أمامها ، وحيا وسائل الإعلام التي رافقت حملته كجريدة بهرا ، وموقع زهريرا نت ، وفضائية سورويو ، وأسرة نصيبين ، وأوضح إن التراث السرياني عمره ستة آلاف عام ، وانه وريث حضارة آشور وأكاد ، وهو تراث سوري أصيل .

وقدمت الرها في هذا المهرجان باقة من أجمل عروضها الفلكلورية من لوحات وسكيتشات ومن بينها ما قدم لأول مرة ، بالإضافة للجلسة التراثية ، التي قدموا فيها أجمل ما في التراث السرياني من أغاني مع موسيقى الآلات الوترية والشرقية الأخرى . ولاقت أعمالهم هذه رضى واستحسان الجمهور الغفير ، الذي أرتاد صالة المركز الثقافي بشكل لم يشهد له مثيل ، وقد زادت هذه المشاركة من تألق الرها فنياً وانتشارها سورياً وعالمياً . بدون أن تتخلى عن أصالة وهوية الفن الذي تقدمه ، وهذا هو الانطباع العام الذي خلص إليه كل الحضور من أبناء الرقة ، وكان من بينهم الفنان التشكيلي خليل حنوش الذي كان لنا معه وقفة قصيرة قال فيها : ( إن الكلمات لا تكفي لهذه الفرقة ، ولكن أقول أنها كانت مهرجاناً بحد ذاته . وما ميز عمل الرها هو الثبات في الأداء من أول العمل حتى النهاية ، ولم يخرجوا عن تراثهم الأصيل عكس ما قدم في تقدم في عروض المهرجان )

ستبقى تل أبيض محطة مهمة في مسيرة الرها الفنية ، وستبقى الرها نجمة منيرة في ذاكرة تل أبيض الثقافية وأهلها .

فكثيرة هي المدن التي تشتهر بفضل موقعها الجغرافي أو العوامل الاقتصادية ، لكنها قليلة هي المدن التي تكون الثقافة حامل انتشارها . وتل أبيض من المدن القليلة التي لعبت الثقافة دوراً كبيراً في تعريفها للآخرين . من خلال مهرجاناتها الفكرية والثقافية والفنية التي استضافت بها كبار المفكرين والأدباء والفرق الفنية . وكل هذا لا يمكن أن يستمر وينجح إلا بفضل وقوف المجتمع المحلي معها . وقد استطاعت تل أبيض بفضل محبيها ودعمهم للثقافة أن تترك الأثر الإيجابي لدى كل الضيوف . Opinions