صور من اكيتو
الصورة الاولى..في دهوك.. وعلى تراب الاجداد..سارت الجموع، بنبض قومي يلهب الصدور، للاحتفال برأس السنة البابلية الاشورية .. استكمالا لمسيرة انطلقت شرارتها منذ 17 عاما وتحديدا في العام 1992، حيث شهدت ارضنا اولى الاحتفالات القومية الخاصة بنا في تاريخنا المعاصر ، كشعب يدافع عنه البعض الامين، وينتهز ظروفه المعاشية البعض الاخر..
سالم سيفو، جورج همي، وضاح القوشايا، وهومي لازار.. سطرتم اسماءكم بأحرف من ذهب، فأنتم من شاركتم ابناء شعبكم في احتفالاته دون مقابل.. وفضلتم قدسية الفن على منح الاخرين السخية.. وضعتم لبنة اخرى في بناء شامخ، كما فعل من قبلكم الكبار اشور بيت سركيس، ولتر عزيز، عمانوئيل بيت يونان، نينوس ديفيد، نغم ادور موسى، رامز بيت شموئيل، وكثيرون ممن لا تسعفني الذاكرة لذكر اسماءهم.. انكم بحق فنانو شعبنا، فقد تحملتم مشقة السفر، للالتقاء بشعبكم المستقل، الذي لا يقبل الرضوخ..مثلكم.. انكم بحق مفخرة للامة، وكبار في فنكم.. وستبقون في ذاكرة الامة كمناضلين وفنانين لم يبيعوا فنهم..
الصورة الثانية..
بدا الشوق يسري في دماء البعض الى دروس الاحصاء والحساب في المدرسة الابتدائية، ولا يزال هذا البعض يستعين بالتفاحات والبرتقالات للعد، فتختلط عليه الامور، فلا هو يستطيع عد البرتقالات، ولا هو يستطيع ذكر كمية التفاح..فسلته مثقوبة.. وقلمه مكسور..وليس لعقله ان يقوم بعمليات حسابية دقيقة.. والعتب على الجزر !!
"هناك إحصائيات تشير إلى أن المعدل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب وفي أمريكا إلى أحد عشر كتابا وفي انجلترا سبعة كتب أما في العالم العربي فرُبع صفحة للفرد .. ايضا فأن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنويا يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية الاثنتين والعشرين لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا."
http://www.annabaa.org/nbanews/70/154.htm
هذه دروس "عميقة" في نطريات الاحصاء، قد لا يفقها البعض ممن ينطرون الى شاشة بأربعة عيون، والى اخرى بعين واحدة، وهي الاخرى تكون شبه مغمضة..
يبقى ان نقول لهؤلاء، "عودوا كالاطفال" لتبرأ عيونكم..
الصورة الثالثة..
اختلفت الصور المنشورة في مواقعنا العزيزة عن احتفالات شعبنا بأعياد اكيتو، واختلفت بإختلاف دوافع اقامة الاحتفال، وجغرافيته، فبينما كان اطفالنا في دهوك يحملون اعلام الامة، ولون البنفسج الزاهي، الذي حذفه البعض حتى من الوان الطيف.. وبينما كانوا يسيرون بفخر على تربتهم، ويرسمون مستقبلا زاهيا لامتهم.. رأينا صورا اخرى لاعزاءنا في دول المهجر، يحتفلون بأكيتو "رأس السنة القومية" على نكهة معسل "الاركيلة"، والبعض الاخر يتلحف الزي العربي "بالدشداشة والعقال"!! غريب ان تتحول مناسباتنا القومية الى حانات وجايخانات.. وملتقى لاجود انواع المعسل البحريني!!
الصورة الرابعة
اختلفت الشعارات المرفوعة في احتفالي شعبنا في الوطن، فبينما دعت الحركة الديمقراطية الاشورية "زوعا"، الى مطلب واقعي بضرورة مساواة شعبنا ببقية مكونات الوطن، واحقاق جزء من حقوقه، كشعب اصيل، بضرورة اعلان اعياد اكيتو عطلة رسمية، اسوة ببقية الاعياد، وضرورة اعتبار لغتنا السريانية لغة رسمية في البلاد، كانت بعض الشعارات الاخرى لا تعرف لارض الواقع موطئا.. فالمؤسسة التي تطلقها، احتارت هي الاخرى في ايجاد مخرج لها ولشعبنا جراء تخبطاتها وتسرعها في اطلاق شعاراتها التي طالما تكون غير صحيحة. فقد غير المجلس الشعبي لغة شعاراته "البراقة" كما تغير بعض الزواحف جلدها.. فبالامس كان شعاره
"الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية" ثم
"الحكم الذاتي في مناطق تواجد ابناء شعبنا" ثم
"الحكم الذاتي في سهل نينوى" ثم وبالامس في احتفالات اكيتو :
"الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية التي يتواجد فيها ابناء شعبنا في الوقت الحاضر" !!!
وللقارئ ان يستنتج مدى ضبابية الفكرة والمقترح، لدى مهندسيه والمطالبين به..
الصورة الخامسة
الاستاذ يونادم كنا، السياسي العراقي ، سيكون على موعد مع سهام ستصوب ضده ممن لا يعجبهم العجب.. فهو سيكون ضحية للتأويلات كمطراننا الموقر لويس ساكو، وغيره كثيرون، ممن يأبون السكوت عن الخطأ.. فالاستاذ يونادم طالب بما لا يستطيع منافسوه حتى التفكير به في قرارة انفسهم..طالب بحق الشعب بكل شبر يستحقه.. هل لمنافسيه ومحاموا دفاعهم ان يلتقطوا لانفسهم صورة اكثر وضوحا، وفي وضع غير وضع ( لعبة الختيلان) ويطالبوا ولو بسنتمتر واحد من اراضي شعبهم؟؟ وهم الذين ملأوا فضاء شعبنا بشعاراتهم البراقة، انها صورة تعودنا على رؤيتها في البوم صور شعبنا.. لكنها صورة مسخ لا تستحق سوى التمزيق بعد كل مرة "تحمض" فيها..
سيبقى البوم صور شعبنا زاهيا بألوان دماء شهدائه ممن لم يبيعوا الامة، ولا قضيتها.. سيبقى البوم صورنا مشرقا، بأناس رفضوا تنكيل الرؤوس.. بقادة حقيقين، سياسيين وكنسيين، بفنانين، ادباء وشعراء..كتاب وموسيقيين، نحاتين ولغويين، مقاتلين وحراس، اباء وامهات، شباب وشابات لا يقبلون بغير الحق قضية لهم..
سيزار هوزايا
نيسن 2009
ملبورن – استراليا
sizarhozaya@hotmail.com