Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كثرة العطل الرسمية.. إرهاب من نوع آخر



يتحدث التاريخ عن الكثير من الحضارات التي شيدت سفرا خالدا من البناء والأعمار والهندسة والعلوم الأساسية في جميع المجالات، ومما لاشك فيه أن تلك الأمم لم تكن تحظى بكثير من الإمكانيات ولا وسائل الراحة المتوفرة في الوقت الحاضر.
ولكن مع جميع الفوارق والاختلافات لازالت الاكتشافات يوما بعد آخر تتحدث عن تلك القدرات الكبيرة في سن القوانين وصنع العمارة المكونة لإمبراطوريات دقيقة في نظم الحكم والقيادة.
فكم كانت أيام الأعياد والعطل الرسمية لتلك الأمم في ذلك الوقت ؟
وكم هي ساعات العمل التي شيدت بها البلاد وخدمت من خلالها العباد؟
بلا شك أن الجواب سيكون من البديهيات، هو أقصى درجات استغلال الوقت، وأما العطل والمناسبات فهي لا تعدوا عما وصلنا منهم ولسائر الإنسانية جمعاء، هي عطلة نهاية الأسبوع أو بعض المناسبات المتفرقة البسيطة التي لا تعدوا كونها احتفالات دينية وطقوس قد تنتهي بمنتصف يوم.
ولنعد الآن إلى حال بلدنا ونرى ما فعل به الإرهاب الأعمى والتخريب والذي طال كل شيء من الحرث والنسل والبنى التحتية للبلاد، ولم يقتصر على مساحة محددة ولا طائفة معينة كما روج له، الى أن وصلنا الى رفع شعار (الإرهاب لا دين له لا وطن له).
قد تترجم أعمال الإرهاب بالعسكرية أو التفجيرات أو الفساد الإداري والمالي وحتى السياسي، ولكن نوع آخر من الإرهاب بدا يظهر في الساحة سواء بقصد أو بغير ذلك، فالعطل الرسمية وغير الرسمية أصبحت تهديد حقيقي لمستقبل البلاد وأعمارها، إضافة إلى وضعه المنهك أصلا، فلو حسبنا مقدار عطلة نهاية ألأسبوع وهي يومين وعلى مدار السنة ستكون 96 يوما تلحقها كما ذكرنا العطل الرسمية وغير الرسمية فستكون وبأقل تقدير 120 يوما هذا عدا المناسبات الخاصة لبعض الأديان والقوميات في العراق، أي ما يقدر بأربعة أشهر من التوقف عن العمل في طول البلاد وعرضها، ناهيك عن ساعات العمل الحقيقية في بعض الدوائر والتي قد لا تعدو الثلاث ساعات إجمالا، ولك أن تتصور الحالة.
ولعطلة نهاية الأسبوع حاله أخرى، فبعض المحافظات عطلتها يومي الخميس والجمعة، وبعضها يومي الجمعة والسبت، وهذا ما يربك عمل الدوائر بشكل كبير بين المحافظات.
إن علماء النفس والاجتماع كان لهم التفسير المنطقي لإعطاء النفس والجسم راحة خلال فترة العمل، ومازالت القوانين القديمة والحديثة تحث على الالتزام بإعطاء العامل حقه الطبيعي من فترة الراحة والتغيير النفسي، كي يكون حافزا كبيرا في العطاء العملي والإبداع.
لكن ما نلمسه الآن في وضعنا الحالي بان العطل بنوعيها قد تحولت الى آفة كبيرة جدا تهدد مستقبل العراق بأسره، وإلا ماذا سنتوقع من حال لدولة لا تكاد تخرج من عطلة رسمية لتقع في أخرى وهكذا دواليك، وحتى العطل الرسمية والتي عهدناها لا تتجاوز الأربع أو الثلاث أيام ، فهي أصبحت الآن بأسبوع أو أكثر نتيجة حسابات خاصة، تاركين حساب حالات حظر التجوال والحالات الاستثنائية على جانب.
لقد أصبحت حالة العطل بجميع أنواعها (إرهاب من نوع آخر) وليس فسحة للراحة والتغيير، وأي إرهاب اكبر من تخدير البلاد والحكومة فترات كبيرة وهي بحاجة الى الدقائق إن لم نكن مبالغين، فالدول المتقدمة والأغلب يعلم بأنها لم تحصل ما عليه الآن إلا باحترام الوقت، باعتبار ان احترام الوقت ثابت من ثوابت النهضة ومن الشروط الاساسية للتقدم، ومن هنا نستنتج قاعدة أكيدة وهي (إن لم نحترم دقائق الوقت وليس ساعاته فلن يكون هنالك أعمار أو تقدم أو أي خدمات أخرى).
وهذه المهمة ليست مختصة بجهة حكومية أو رسمية بقدر ما هي ثقافة عامة يجب أن يلتزم بها و يتبعها حتى البائع البسيط في محل عمله أو السائق والموظف وتكون الحكومة ودوائرها نموذجا للآخرين وسباقة في هذا المجال، وإلا (فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك).
* مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث
http://shrsc.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
تخرج دورة الصدمات الكهربائية في مستشفى ابن سينا ببغداد شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد/ افادت القوات المتعددة الجنسيات، بتخرج اربع عشر طبيب و ممرض بتاريخ مـــوال وأغنـــية 2 مع فائق حبي وأخلاصي للوطن الجريح أكتب هذه الكلمات أوف ينادي حبيبي ويگولي مجروح ويصيح كل جسمي مخَدّر ومُصاب بقروح أريد أكتب للعراق أريد أكتب ومابقى لا شجرة ولا لوح اريد أپچي للعراق دروس مستقاة من الرسالة الرعوية للبطريرك مار دنخا الرابع نتيجة متابعتي ولعدة مناسبات الخطابات والتصريحات والرسائل التي القاها غبطة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية كنت قد وصلت رئيس الجمهورية يهنئ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة العيد الوطني لبلاده شبكة اخبار نركال/NNN/ بعث فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني برقية تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة العيد الوطني للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، و في ما يلي نص البرقية:
Side Adv1 Side Adv2