Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا نبحث عن الوحدة ؟؟؟

سؤال منطقي يجب على كل مثقف مهما كان أنتماؤه أن يسأل نفسه أولاً ، وأن يبحث عن الإجابة في فكره وعقله ،فإن لم يعثر عليها، عليه أن يبحث عنها في بطون أمهات الكتب ، او أن يسأل الذين خبروا النضال وسلكوا دروبه عن الإجابة الصحيحة لهذا التساؤل .
قد لا تجدها أحي السائل عند مَنْ اتقن فن الكتابة ، أو من تعلم فن رسم الكلمات ، او عند مزوري التاريخ من ذوي الأسماء الطنانة والألقاب الرنانة ، او من يتخفى وراء أسم شهير لعشيرته التي لمع أسمها في يوم ما في ظل غياب الزمن وسيطرة السطوة والظلم والقوة على مجريات الحياة زورا وبهتانا ، وهؤلاء نسبههم بمن يتخذ من دماء الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة تربة المبادئ التي آمنوا بها ، ويتخذ من تلك التضحية عَلَماً ورايةً يرفعها وقتما يشاء ، او عندما تنوبه النائبة .
لماذا نبحث عن الوحدة ؟ لا زلنا نسأل أنفسنا هذا السؤال ، وهل نحن بحاجة لها لكي نبحث عنها ؟
مَنْ هو الأصلح للإجابة على هذا السؤال ؟ هل يمكن أن يجيب عليه مَنْ يعيش حالة من القلق في حياته اليومية ؟ أو مَنْ هو في حالة أنهيار تام ؟ أو مَنْ يعيش حالة أزدواج الشخصية ؟أو مَنْ يعيش حالة عدم الإيمان بما يجاهر به ( أقلام مأجورة مدفوعٌ ثمنها مقدماً ) ، أو مَنْ يعيش حالة متناقضة ، كأن يكتب شيئاً هو أصلاً غير مؤمن به ؟
كيف نبدأ بالإجابة على السؤال ؟
علينا قبل كل شئ أن نستكمل الجوانب المهمة في الإجابة .مثلاً هذا التساؤل يجرّنا إلى عدة تساؤلات فرعية منها : مع مَنْ نريد أن نتحد ؟
وهل نحن منفصلين حتى نتوحد ؟
ما هو شكل هذه الوحدة التي نحن بصدد البحث عنها ؟يعني توضيح أكثر ، هل هي وحدة أديان ؟أم وحدة مذاهب ؟
هل هي وحدة أوطان ؟ أم وحدة قبائل ؟
هل هي وحدة تسمية أم وحدة شعوب ؟
هل هي وحدة وقتية أم وحدة مصيرية ؟
هل هي وحدة نفسية داخلية ؟
الوحدة بمعناها اللغوي هي أنفراد بالنفس ، وبمعنى بقي مفرداً كما في وَحّد الله ، أي أقر وآمن به .
والشئ جعله واحاً .
أما كلمة أتحد : أي بمعنى أن الأشياء صارت واحداً .
أما في النظام السياسي فتعنب كلمة أتحاد : أتحاد أمتين أو أكثر في الرياسة والسياسة والجيش والأقتصاد .
بدءاً ذي بدء ، لا يمكن لأي شخص مهما كانت مرتبته ودرجته العلمية وثقافته أن ينشد الوحدة مع الغير إذا لم يكن مستقراً في قرارة نفسه .أي متوحد الرأي ( الفكر مع التصرف ) .
حينها يتمكن من متابعة ومفاتحة القريب الأول ومن ثم أهل البيت والمقربين إليه ، ويظهر ذلك في تصرفاتهم وقراراتهم وأفكارهم وفي النهاية أفعالهم .فإذا كانوا في البيت الواحد منقلبين على أنفسهم ، كيف يمكنهم من إيجاد ما أفتقدوه في بيتهم عند الآخرين ؟ وهل يصح هذا ؟
قبل أن نبدأ في البحث عن الوحدة ، يجب أن يؤمن الباحث بأن هناك بالمقابل من يريد أن يتوحد معه ، اي أن العملية هي بين قطبين أو أكثر وقبلها بين القطب نفسه ،
أما إذا كان الباحث عن الوحدة لا يعترف إلا بنظرية القطب الواحد ويريد تغيير الكون وتسييره ضمن هذه النظرية ، فكل كلام عن الوحدة هو فاشل ، لا بل يكون في خبر كان .
وإذا كان القطب قد غيّب الأقطاب الأخرى فكيف يمكن أن يجرى حديث عن الشعب الواحد والأمة الواحدة والكنيسة الواحدة وووو الخ .
أيها الإحوة : ما زال بعض المتطرفين والمتطفلين يتكلمون عن الكلدان والكلدانية بما لا يليق ، لذا نريد أن نلقم هؤلاء حجراً ونقول لهم ، إذهبوا إلى بيتكم الممزق الأركان والمشتت الجدران والخالي إلى كل ما يمت بصلة للإنسان ، وناقشوا بينكم وبين أنفسكم كيف تريدون لبيتكم أن يكون ثم توجهوا إلى الكلدان وأعطوهم المشورة وأنصحوهم من خلال ما توصلتم إليه بتجاربكم المريرة وصدق من قال
" أخذ الشور من گرن الثور "
في الوقت الحاضر كل حديث عن الوحدة سابق لأوانه بسبب كون بيوتنا الكلدانية والسريانية والآثورية ممزقة بشكل هزلي ومضحك ، ولو أن الكلدان ومن خلال المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني أظهروا بوادر جادة وحقيقية نحو بناء بيت كلداني قوي الأساس متين البيان رص الجدران أسسه ثابتة راسخة بادية للعيان ، حيث ألبقت أعمدة البيت الكلداني وعاهدت نفسها قبل أن تعاهد إخوتها وجماهيرها على إعادة اللُحمة ورتق ما كان ممزقاً وتقوية ما كان مخلخلاً .
لقد أفرحنا ذلك التناسق الجميل الذي حدث بين المجلس القومي الكلداني وحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني ، فإن دل على شئ فإنما يدل على الشفافية والمحبة والأخوة التي تسود بين الطرفين ، نتمنى من إخوتنا في المنبر الديمقراطي الكلداني ودار الثقافة الكلدانية غيرهم من منظمات المجتمع الكلداني وأحزاب شعبنا أن يضعوا يدهم بيد إخوتهم ، فأجدادنا لم يقولوا الأمثال خطأ
أنا وأخي على ابن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب .
لنبني الوحدة مع إخوتنا على اسس صخرية ، ومن ثم نتوجه نحو الدائرة الثانية والثالثة وهكذا .
ما زال السؤال بحاجة إلى إجابة وافية :
لماذا نبحث عن الوحدة ؟؟؟؟؟؟؟
‏06‏/05‏/2009
Opinions