Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المجلس القومي الكلداني ... شلاما

بهذه الكلمة المباركة التي بشرت بها الملائكة الرعاة بعد ولادة المخلص، أفتتح بها خطابي لكم أيها الأحبة وأنتم تجتمعون في أرض ما بين النهرين .. أرض الخير والعطاء، ومعكم الخيرين من السورايىْ الذين يعقدون عليكم الأمل لكي تضعون جميع الأمور بمسارها الصحيح على أمل أن نتعلم جميعا الدرس مما خلفته لنا التجارب السابقة من ظلم وقهر وسلب للإرادة وتهجير وتهميش، لأننا كنا نعمل فرادى في الحقل القومي لهذا الشعب وننتظر العون المادي من الخارج؛ من أخوتنا في المهجر حتى ننطلق بعملنا على أرض آبائنا وأجدادنا، ولم يكن هذا العون دائما من أجل العمل، وإنما أحيانا من أجل تنفيذ أرادات أصحاب الدعم وأجنداتهم الأمر الذي كان في الغالب يقود إلى نتائج مخيبة للآمال ولا نحصد شيئا، وعانى شعبنا ومجلسكم الموقر من ذلك خلال السنوات الماضية حتى وصل إلى نقطة الاستقرار أخيرا وأصبح له فروع ومقرات في القرى والبلدات التي تعود لشعبنا واستبشرنا خيرا بعد أن انضوى أو تفاهم مجلسكم مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري بأجندة محددة مختصرها هو توحيد الخطاب وتأييد المطلب بالحكم الذاتي وبأننا شعب واحد وإن اختلفت تسمياتنا.

واليوم وصلتم إلى نقطة مهمة علينا استثمارها لكي ننطلق نحو الأمام بثبات ونرفع من أزر بعضنا البعض ونضع أيدينا بأيدي باقي أخوتنا لكي نكون معا أقوى حتى لو كنا ككلدان الأكثر كثافة سكانية بين أخوتنا الآخرين !!! لكن يجب أن ننظر إلى الجميع بذات النظرة ونرفض تهميش بعض القوى السياسية لنا وبنفس الوقت علينا ان لا نرد الأساءة بالإساءة ونقوم نحن بتهميش الآثوريين أو السريان لكي تتمثل بنا مباديء المسيح ونكون الشعب الأكثر ثقافة وإيماننا بمباديء الديمقراطية ونختار طريق الحوار مع الآخر ولا نكون سببا في القطيعة أبدا لأن الأخ الأكبر عليه أن يجمع أخوته ويرعاهم ويأخذ بيدهم، وعندما يقوم بذلك الأخ الكبير قإن أخوه الأصغر سيحترمه حتما ولا محالة وسنفرح معا ونبتهج لأننا مسكنا رأس الخيط الصحيح الذي قد يجمع حتى كنائس المسيح العاملة في ما بين هذا الشعب، فنحن العلمانيين لدينا رسالة مهمة جدا، وإن عرفنا كيفية أيصالها فإن الشعب ينتظر منا الكثير وهو بحاجة للقيادة، وهذه القيادة متمثلة فيكم أيها الأحبة المجتمعون لأن لكم عقولا كبيرة ولديكم من الحكمة ما يجعلنا عاجزين عن وصفها ونرجوا منكم الكثير لخدمة هذه الأمة.

أيها الأعزاء: إن الحكمة ليست بالابتعاد عن أخوتنا وترسيخ الكلدان كقومية مستقلة لا علاقة لها بالآثوريين أو السريان، لأن هؤلاء الثلاثة هم كالأقانيم في جسد شعبنا شعب (السورايىْ) لأن كل منا يقول: آنا سورايا كلدايا، أو سورايا آثورايا أو سورايا سوريايا، إذا نحن نجتمع بكلمة (سورايا) المشتقة من لغة (السورث)التي نتكلم بها جميعنا ولا أحد يحاول تغييب الكلدان أزاء الآثوريين أو السريان وهكذا وسنقف بشدة ضد من يحاول هذا، لكن بنفس الوقت لا نريد منكم اليوم أن تقوموا بترسيخ التباعد بين أبناء الشعب الواحد، فهل نجد فاصلا بين ألقوش والشرفية؟ هاتين المدينتين التي أحداهما كلدانية والأخرى آثورية، إنه واقع حال ما علينا سوى أن نربط اللحمة بالأخرى كي تظهر شمس الوحدة ونمجد الله جميعنا ويذكركم التاريخ بأحرف من نور، نريدكم أن تنطلقوا من حيث توقف مؤتمر عينكاوا 2007 وتجربة المجلس الشعبي فيما بعده لأن ذلك هو الطريق الأسلم ولا تتركوا مجالا للمتلون أن يدخل فيما بينكم الذي يميل حيث تميل الريح ويبحث ربما عن الصيد الثمين أو المنصب أو الجاه، فعملكم بحاجة إلى نكران ذات وإلى تضحية.

ونحن كنا نتمنى لو كنا معكم، نشارككم الرأي ونُغني النقاشات بالدفع إلى أمام نحو طريق الخير والسلام والوحدة، لكن عزاؤنا أنكم أحبة لنا وموجودون ولا تنقصكم الحكمة، فقط أذكركم بأن شعبكم ينتظر منكم الفرح ونحن معه نصلي إلى الله أن يسدد خطاكم ويُنجح مساعيكم لما فيه الخير والسؤدد.

محبكم

عبدالله النوفلي

24 نيسان 2009

عيد مار كوركيس الشهيد


Opinions