Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المقايضة و التجمعات في المغترب !!

 

"مصيبة إن تدرس بلا تفكير ومصيبة اكبر إن تفكر بلا دراسة"

استلمت من صديق عن طريق البريد الالكتروني تصوير بالفيديو لجلسة تجمع نخبة من ابناء الجالية العراقية في احدى مدن الانتشار العراقي، وهذه الجلسة كانت عبارة عن دعوة لتأسيس تجمع جديد ينطوي تحت مظلته ممثلين عن تجمعات المجتمع المدني في المدينة ليكون صوتا واحد في هذه المدينة .

تابعت ألمتحدثين كان كلامهم كما يقال كلام في كلام وسمعنا مثله في الكثير من المناسبات في بداية تأسيس اي تجمع جديد " وما اكثرها" ولكن النتائج بعد عدة سنوات لا "طابوكة" سوى امسية شعرية او استضافة "شخصية" لا يحضرها اكثر من 40 " نفرا " او اقامة حفلة راقصة، وكل متحدث يستمع الى "نفسه" فقط لان الاخرين مشغولون بترشيح انفسهم لرئاسة " التجمع الجديد" بالرغم من ان البعض منهم يرأس"تجمعات اخرى" وليس له من الوقت ان يقرا جريدة!.

وكما كتبنا سابقا بان كل جمعية تلد اخرى وكل منتدى يلد اخر وكل نادي يلد اخر، ومن هؤلاء المتحدثين كانت سيدة "عراقية" كررت الاستماع اليها ثلاثة مرات واستغربني بان احد لم يعلق على ما قالته .

هذه السيدة استفسرت من الحاضرين عن عدد العراقيين في المدينة، اختلفت الردود ولكن اخذت الرقم 70 الف "المعدل بتواضع" لتقول:

ان 70 الف عراقي يستطيع ان يتفاوض مع اي مرشح نيابي لمنحه هذه الاصوات مقابل زيادة عدد اللاجئين العراقيين في محطات الانتظار لمنحهم حق اللجوء والهجرة القانونية للاستقرار في هذا البلد الآمن.

هنالك عدد من الاسئلة نوجهها الى السيدة :

متى اتفق عشرة اشخاص من الجالية العراقية على رأى ثابت بدون ان يتغير بين عشية وضحاها ؟. 

تأسيس تجمع جديد لماذا؟! 

ماذا قدمت تلك المؤسسات"القديمة" منذ الهجرة الجماعية في 1992 والى الان، سوى: 

حفلة راقصة – امسية ثقافية بدون معايير ثقافية - مقابلة مع احد موظفي الهجرة "وطك" الصور معه ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي والادعاء بأنهم استطاعوا ان يضاعفوا عدد"المقبولين"، على السيدة ان تقوم بأعداد دراسة ميدانية عن هذه التجمعات وتلخيص ما قدم كل تجمع منذ تأسيسه الى الان، و"اللبيب تكفيه الاشارة"!!

في كل الانتخابات سواء على مستوى البلدية او مستوى الولاية، الفيدرالية، يرشح اكثر من واحد من ابناء الجالية من اجل الفوز، ولم يتنازل احدهما للأخر وينقسم ابناء الجالية على انفسهم، والكثير منهم لا يعطي صوته "لابن" الجالية وفي مدينتي ترشح اكثر من خمسة ولكن النتيجة .. 

فاز المرشح "التركي" لان مرشحهم كان واحد وصوتهم كان واحد. 

وان بعض ابناء الجالية كانوا يقفون قرب الباب الرئيسي للمركز الانتخابي ويدعون الى انتخاب المرشح"التركي"!!

في استراليا حزبان رئيسيان يخوضان المعارك الانتخابية في كل دورة انتخابية وهما حزب الاحرار وحزب العمال، والمغتربين العراقيين حالهم حال الاستراليين ينقسمون في ألاختيار فكيف يتم توحيدهما من اجل التفاوض مع مرشح !!

بدلا من المطالبة بالمقايضة، على السيدة ان توحد الصوت العراقي في مدينتها، وأننا نجزم انها لا تستطيع ان تجمع سوى بعض الاقرباء على طاولة واحدة ولفترة زمنية قصيرة فقط، وهناك البعض اذا لم يرأس الجلسة لا يحضرها! وعندما تنتهي فترة رئاسته، يقاطع "التجمع" لان من"العيب" ان يكون عضوا عاديا!!

قال احد المتحدثين بان رغبة مماثلة جمعت قبل سنوات، ثلاثة تجمعات ولكن فشل الاجتماع بامتياز ونعتقد بسبب المحاصصة في المناصب.

علينا بان نبتعد عن الازدواجية في طروحاتنا وخطبنا واحاديثنا من اجل السلام في وطننا الذي تنهشه انياب الارهاب والطائفية والمذهبية. وتبادل الاتهامات احدنا للأخر وممارسة اسس الديمقراطية وقبول الرأي والرأي الآخـر لكي نرتقي نحو الافضل .

سؤالنا الاخير:

اذا كانت جميع الاحزاب والتجمعات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية في الوطن والمغتربات تطالب بعدم الهجرة، فكيف نطالب بالهجرة "بالمقايضة" وترك الوطن، اليس هذا"عجيب امور .. غريب قضية"

 

Opinions