Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تسونامي الانظمة المتعفنة!

مع نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي هبت عاصفة كاسحة جارفة شملت معظم دول اوربا الشرقية ذات الحزب الواحد والانظمة الشمولية وما رافقها من احزاب للزينة وقوانين متحجرة ادت الى الغاء الكثير من حقوق الانسان وتكميم الاصوات وتزايد حلقات المفسدين والفاسدين، حيث اجتاحت الانتفاضات معظم هذه البلدان واحدثت تغييرا جوهريا في نمط السلوك السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولم يك سقوط جدار برلين عبارة عن اسقاط كتل حجرية او كونكريتية بقدر ما كان تحطيم وتمزيق لحاجز الخوف والانطلاق الى عالم وفضاء آخر بعيدا عن الاسلاك الشائكة والعبودية المؤدلجة؟



لقد استغرقت تلك العاصفة الوردية في رحلتها من اوربا الشرقية اكثر من عشرين عاما حتى ادركت سواحل البحر المتوسط الشمالية، ولامست حاجز الخوف والرعب من القائد العظيم والرئيس الاوحد وزعيم الامة وملك الملوك ووووالخ من توصيفات هؤلاء الذين كشفت بدايات العاصفة عوراتهم ومخازيهم التي كانوا يغطونها بتلك الشعارات الرنانة والتافهة التي خدرت هذه الشعوب دهورا وحولتها الى قطعان من المستكينين الذين ينتظرون وجبات الاكل وعطايا ومكارم القائد وخطاباته النرجسية العمياء.



لقد احرقت نيران محمد البو عزيزي التونسي يوم 17 ديسمبر 2010م حاجز الخوف الرهيب وحطمت تلك السياط المتكلسة في النفس البشرية واطلقت العنان لجموع الجياع والعبيد لكسر قيود العبودية والتحرر من الخوف الازلي، وما هي الا ايام قلائل وصبر مخضب بالدماء حتى بانت عورات ومخازي تلك النمور الورقية التي كانت تحكم البلاد والعباد من خلال شاشات التلفزة والاذاعة ومئات الاناشيد والاغاني الملتهبة والبهلوانيات النرجسية والشعارات العنترية الساذجة مع مجاميع متسرطنة بالتخلف والغرائزية من سقط المتاع اتباع النظام من رجال امنهم الخاص وحرسهم الجمهوري، ما أن اختفوا من الساحات حتى انهارت تلك الانظمة الكارتونية وهوت هالاتهم البالونية التي اذلوا وارعبوا بها شعوبهم طيلة عقود من الزمان.



من كان يرى دكتاتور العراق قبل نيسان 2003م واثناء الايام الاولى للحرب يظن انه امام فيلد ماريشال من قادة الحروب العالمية متباهيا برتبته المضحكة وشعاراته الطنانة، حتى رأيناه حينما انكشفت عورة نظامه واكاذيب اعلامه ورجال حكمه في تلك الحفرة المخزية، وكذا كان دكتاتور تونس الذي هرب دون ان يتذكر ملايينه من اليورو والدولار والاحجار الكريمة والذهب في دواليب غرفة نومه، ونجحت ملايين ساحة التحرير المصرية بتنحية الرئيس المصري وانهيار نظامه امام روعة الثورة المصرية، بينما بدأت تسونامي* تضرب شواطئ جماهيرية ( اللغوة والثرثرة والبدائية ) بانت عورات هذا الرئيس الدميم بشكله وفكره وسلوكه، وظهر للعيان مدى جرائمية وبربرية من كان يحكم ليبيا وشعبها الذي تم تجهيله وتسطيحه طيلة اكثر من اربعين عاما!؟



انه طوفان الشعوب الناهضة وزمن الانعتاق وتسونامي سياسية تتجه بسرعة فائقة لتكتسح سواحل الانظمة المتعفنة في المتوسط شمالا، حتى شواطئ المغرب، وشرقا حتى اللاذقية وبانياس مرورا بالشام المغلولة، للوصول الى اليمن الجريح في صنعائه وعدنه الذي يأن منذ دهور، حتى تجرف وتزيح في طريقها كل ادران وعذابات تلك الانظمة المتكلسة ورموزها المكروهة في شرقنا الاوسط الذي يفقد قيوده واسلاكه الشائكة!؟.

kmkinfo@gmail.com

Opinions