Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تهنئة واستبْيان الى جَيمس وهاميت

 

كاتب عراقي - كندا

alkefaee_canada@hotmail.com

 

 

- أخي القارىء كن صبورا حتى تكمل قراءة المقال فهو لك ومن أجلك -

الذي أسَرَّني حقا وأعادَ علىَّ فرحتي هو سَماعي نبأ تحريرالسيد ( جيمس لوني ) ورفيقه (هاميت سودن ) اللذين سبق لجماعةٍ أرهابيةٍ قد اختطفتهُما في بغداد واحتجزتهُما لدَواع غير إنسانيّة غرضُها إرساء دعائم الخوفِ والقلق والتخريب . الدلائلُ الرسمّية تشيرُ الى أنّهما ذهبا الى بغداد بمهمّةٍ انسانيةٍ عن طريق منظمة كريستشن بيس ميكرتيمزغيرالحكومية ، والتي مازالَ يعملُ فريقها هناك على الرغم من المَخاطرِ التي تحومُ حولهُ في جوٍّ يَستدعي الحذرَ الدؤوبَ والشجاعة الفائقة . لكنّ هناك اصرارٌمن قِبل المنظمةِ للعمل في العراق مِمّا يجعلُ المخاوفَ تتبدَّدُ وتتلاشى عندما ينامُ فريقُ العمل ويَصْحو على دَويّ الأنفجاراتِ في الأماكن العامةِ ، وفي كلِّ مكان . المُحَرَّران الكنديان إتسَمى بالشجاعةِ ، خصوصا التحَمُل والصبرِ وهما يُقاومان مَشاهِدَ الموتِ في جُحْرِهِما المُظلم ، وهذان المَيّزتان من أرفع الصفاتِ عند الأنسان وأندرِها ، كما نراهُما في لقطاتٍ تجعلُنا نقفَ عندَ هذا التـأويل . ولا أعتقدُ أنّ الذي روَّعَهُما ، وَرَوَّع أهلِيَهُما ، وشعبَ كندا هو كائنٌ يمتلكُ الحسَّ أوالمشاعرَ الأنسانية التي تليق بأنسانيتِهِ إن إدَّعاها ، وأضافَ عليها بوسيلةِ الأرهابِ قيما ومبادىءَ ما عرفها المسلمون حتى في مَزابلِهم و في أماكن تغوطِهم ، ناهيك عن الفكرِ والثقافةِ والمذهب .هؤلاء هم ورثوها عن أجلفِ الناس وأكثرِهم خِسّة ، وأكثرِهم غِلظة وتبعيّة . وهم فريقان ما بين وهابيٍّ يدين بمبادىء الحركة الوهابية الماسونية ، جاء الى العراق قادما من بلدان تحكمها سلطاتٌ تنتمي الى الأرهاب وفي طليعتِهاالمملكة السعودية ، التي َتعتبر الوهابية المذهب الرسمي لها ، تدفعُهُ يدُ مباحثِها عَبْرَ سيناريو فتاوى العلماء وتخطيط المخابرات الدولية . وبين مَن ينتمي  لحزب البعث الأشتراكي الذي يقودُه صدامُ التكريتي رئيسُ ثقافة القتل والتخريب. فالفريق الأول هو من صنع وزارة المستعمرات البريطانية أيام الربع الأخير من القرن السابع عشر فكرا وثقافة وسلوك . أما الفريق الثاني فهو من صنع ميشيل عفلق الذي تربى في أحضان الحركة الماسونية العالمية ، وعملَ لأجلها ، وهو مسيحيّ الديانة ، وقد أنكرها دون أن يلتزمَ بها أو يعتبرَها . فهذان الفريقان تحالفا قبل سقوط  نظام صدام حسين لمواجهة تداعيات غزو العراق من قبل  جيش التحالف بقيادة القوات الأمريكية . هذا التحالف لو أمعنّا في تفاصيلِه وخباياه على أن نكون في مستوى الفهم والتحليل سنجد أنه لا يستهدفُ جيوشَ الأحتلال مثلما يستهدفُ تدميرَ العراق أرضا وشعبا وثروات ، وسنجده يتحرك وفق معاييرٍ وضوابطِ المخابرات المركزية الأمريكية ، ورعاية ومتابعة مخابرات الدول العالمية الكبرى ( دول الديمقراطية والقانون وحقوق الأنسان ) ، تتبعُها بعضُ دول المنطقة المجاورة الى العراق ، والتي تستمدُ قوتها من تلك الدول ، وتطيع أوامرَها وتنفذها . فعندما نرى خسائرَ في الجيش الأمريكي نتيجة مواجهة ما تسمى بمقاومة وطنية ، أو جهاد ، لا تعني نفي ما نُثبتُهُ من حقيقةٍ وإنما تقوِمُها لأنَّ الوجودَ الأمريكي في العراق بحاجةٍ الى مُبَرِرٍ يَدْعَمُهُ ويُقوِّيه عندما تدَّعي ( القوات ) أنها تعملُ لضربِ الأرهابِ الذي صارَ في ظروف سياسية دولية أنجعُ المعاذير لضربِ دولاً وشعوباً ، وسرقة خيراتِها . لو قرأنا بعين بصيرةٍ تأريخَ العراق السياسي سنجدُ أن هؤلاء الأرهابيين الأحفاد كان لهم أجدادٌ لا يختلفونَ عنهم بالجلافةِ والخِسَّةِ وروح الشر . ففي الربع الأول من القرن الماضي قامَ الأجدادُ الشريرون بهجوم مُباغِتٍ على مدينة كربلاء التي تُعَدُّ من أقدس المُدن الدينية لدى المسلمين ، وكانوا قادمين من أرضِهم الجزيرةِ العربيةِ التي تُسمى اليوم بالسعودية . لقد قتلوا الناسَ الآمنين باطفالهم ونسائهم وشيوخهم بطريقة الذبح إما بالسيف أو السكين ، ونهبوا أموالهُم ، وحرقوا المراقدَ المُقدسة ، ونهبوا أنفسَ ما فيها من تُراثٍ . كان هذا الحدث قد خطط له الأستعمارُ البريطاني ونفذه الملك الأب آنذاك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود تحت سقفِ فتاوى وعّاظهِ . منذ ذلك الحدث قلنا نحن الشيعة قولتنا بحق هؤلاء الشلة الضالة من المسلمين ، ونعتناهُم بصفةِ الأرهابِ ، بينما بريطانيا وأمريكا تدافعُ عنهم ، وتُنميهم ، وتعلمهم الأسلامَ المُنحرف ماقبل  ذلك الحدث والى اليوم . لقد تورط المستعمرون ببناء عقول الملايين من الناس بثقافةِ الأرهابِ ، كان غرضُها تزييفَ الأسلام ، وطمسَه ، وتفكيكَ المجتمعاتِ الأسلاميةِ ، وتحويلها الى بُئرِ صراع فيما بينِها ، وبالتالي يعمُ الخيرُ والأستقرارُ على الجزء الآخَرِ من هذه الأرض . كانَ اللهُ بالمِرصادِ للماكرين فجعل صنيعتهُم عليهم مصدرَ قلق وانزعاج . نسمعُ الجديدَ من التدابير التي تتحصنُ بها أمريكا بإلغاء ، أوتصحيح المناهجَ الثقافية والفكرية في دول الخليج العربي مثلا . فأرهابُ اليوم هو نَتاجُ عمل وجهدٍ متواصِليْن لأكثر من قرن ، إشتركا في صناعتِه المُستعْمِرُ والمُسْتَعْمَرُ  ( الحُكام ) . المسلمون الشيعة في العراق يواجهون حالة الأحتلال بشيىء من الصبر والتعقل والحكمة و المسؤولية كما تتطلبه المصلحة الوطنية العليا ، وهذا ما يغيظ دوائر المخابرات في أمريكا وغيرها من دول الأستكبار كونَهُ يصبُ في رافد الأستقرار للبلاد والمنطقة ويضعُ مبررَ وجود الجيوش الأجنبية في حرج . فمن أروع صور المواقف التي تتمنى أن تراها أمريكا وبريطانيا هي أن ينتفض الشيعة ضدهم حتى يجدوا مبررا لسحقِهم ، وجَعْل حكومة البلاد وقوانينَها في عهدتِهم كما هم يحلمون . والصورة الأخرى التي أضرَّت بأماني هؤلاء ، هي صبرُ الشيعة بعدم الرد على مصادر العنف والأرهاب الوهابي الصدّامي ، التي يتعرضون لها ، وتتعرض له مقدساتِهم . هذا الموقفُ مرَّة يُزعجُ أمريكا بالعَلن ، ومَرَّة تصبرُ على آلامِهِ ، وأخرى تحومُ على وزاراتِ الدولة فتثيرُعليها شكوكا وتُهَما بحِسٍّ يُأجِّجُ حالة الفوضى والطائفية ، ثم تفشل وتنهزم أمام حكمة وصبر المرجعية الشيعية ، وصلابة رموزنا الوطنية لتغطيها بمبررات أسخف من إبتساماتِها الصفراء كما يُظهرُها جورج بوش عبرَ إعلامِه . بهذا الفهْم ، وهذه الدِرايةِ تلقيتُ نبأ اختطاف الكنديَين بشيىء من الجزع والمرارة كونهما صارا ضحية سيناريوهات المخابرات الدولية في صراع يدورُ ما بين نفاق وتلفيق . لقد بادرتُ الى نشرِ أكثرَ من دعوةٍ ونداء أستغيث لنجدتهما وتحريرهما . ( في هذا النمطِ من الصراع  صارمصير بعض - الهوم لسْ -  من الجنود الأمريكيين الذين أعادوهم الى بلادهم جثثا هامدة ) . فالذي أعاد علىّ فرحتي بسماع نبأ تحريرهما ، هو تطابق مشاعري وأحاسيسي مع مشاعرِهم وأحاسيسِهم كوني سبق وإن تعرضتُ الى أكثر من عمليةِ قتل واختطاف ( ننتظر تشكيلَ حكومتِنا الوطنية واستتباب الأمن لنكشف كلَّ التفاصيل بدِقةٍ ومسؤولية ) . فالذي يجري في العراق من قتل واختطاف وفوضى هو عملٌ مُبرْمَجٌ ومخطَّطٌ له ، كما هو حالُ اختطاف الكنديَيْن وطريقة تحريرهِما بادعاء أن المُختطِفين لم يتواجدوا مع الرهينتين في ذلك اليوم . أو طريقة إطلاق سراح الصحفية الأمريكية كارول مؤخرا وكيف أن الرفيق طارق الهاشمي رئيسَ الحزب الأسلامي العراقي ، وعميدَ الأرهاب في العراق  قد فتحَ لها بابَ المَقر دونَ أن يعلمَ بقدومِها الى المكتب سوى أنه بذلَ الجهودَ المُضنِية لأجلها ( واعراقاه من هكذا خنازير) . من هنا فأنا أجَدِّدُ مَحبتي وسعادتي لضَحِيَتيْ الأرهابِ والمخابرات المُحرَّرتيْن لوني ورفيقِة هاميت . الحقائقُ أكبرُ وأخطرُ، سنحاولُ أن نخوضَ الحديثَ عنها في وقتٍ لاحِق .

 

Opinions