شركاء أميركيون وعراقيون يستكشفون إمكانات تكنولوجيا وسائل الإعلام الجديدة
24/02/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
شركات تشجع استخدام الهواتف الجوالة وشبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات محمولة أخرى...
واشنطن/ حينما زار العراق مسؤولون من شركات تكنولوجيا أميركية شهيرة وكبيرة في نيسان/أبريل 2009 تبينوا أن استخدام شبكة الإنترنت هناك كان محدودا وباهظ الكلفة لكن الهواتف الجوالة كانت منتشرة في كل مكان.
وخلصوا إلى أنه يجب توسيع استخدام الوسائل النقالة وتطبيقاتها لتمكين الناس وتحقيق التواصل بينهم، وانطلاق الشركات التجارية وزيادة التواصل مع الحكومة العراقية وجعلها أكثر شفافية.
وكان الوفد الزائر أحد عناصر شراكة موسعة بين القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة مع العراق لاستكشاف إمكانات استخدام تكنولوجيا المعلومات الجديدة من أجل تنمية البلاد.
وعقب زيارة الوفد شكلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فريق عمل اسمه فريق التكنولوجيا للعراق وهو جزء من مجموعة مبادرات تنضوي تحت ما يعرف بـ "المجتمع الأهلي 2.0" التي تستخدم تكنولوجيات جديدة للإنترنت والاتصالات لتعميق تواصل أميركا مع المجتمع المدني في العراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وحول ذلك، قالت الوزيرة في أثناء حضورها منتدى المستقبل بمراكش، المغرب يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: "هذا المجهود المنظم سيوفر تكنولوجيات جديدة لمنظمات المجتمع المدني وسنوفد خبراء في التكنولوجيا الرقمية والاتصالات للمساعدة في بناء القدرات والطاقات."
وفي الشهر نفسه، التقى إريك شميت، المدير التنفيذي لشركة غوغل للاتصالات العملاقة مع مسؤولين حكوميين وجامعيين عراقيين إضافة إلى طلاب علوم الكومبيوتر. وأعلن عن استحداث مبادرة تكنولوجيا تتعلق بالمتحف الوطني العراقي وموقع يو تيوب.
كما أعلنت كلينتون عن برنامج لتوظيف متدربين عراقيين في شركات تكنولوجيا أميركية حيث يتلقون المهارات الضرورية لتحويل الأفكار إلى مشاريع تجارية واقعية.
وفي كانون الثاني/يناير 2010 حضرت أول مجموعة من ستة متدربين عراقيين لبدء دورات تدريب تدوم 12 أسبوعا لدى شركات تكنولوجيا المعلومات الأميركية.
وعن هذا البرنامج قال صادق شنيشل الذي من المقرر أن يعمل مبرمجا مع شركة إي تي أند تي للاتصالات بسانت لويس: "إن برنامج التدريب هو فرصة هائلة لتعزيز عالم التكنولوجيا في العراق وفتح الأبواب أمام لااستثمارات الخاصة."
تعزيز القدرات باستخدام الأجهزة المتنقلة
وقد لاحظ مؤسس شركة "هاوكاست" ومديرها التنفيذي خلال زيارة الوفد الأميركي للعراق في نيسان/أبريل من العام الماضي: "في العراق وقبل عدة سنوات كانت توجد بالكاد هواتف نقالة والآن يوجد ما لا أيل من 10 ملايين جهاز." ويذكر أن هاوكاست تنتج أفلام فيديو تعليمية تستخدم إلكترونيا ويمكن تبادلها وتوزيعها عبر الأجهزة النقالة.
أما ريتشارد روبنز مدير قسم الابتكارات الاجتماعية في شركة إي تي أند تي فقال في هذا السياق: "بلغنا أن نسبة 5 في المئة فقط من العراقيين تتاح لها فرصة الاتصال بشبكة الإنترنت في منازلها. لكن الهواتف النقالة موجودة في كل مكان تقريبا."
وإلى جانب خبراء شركة إي تي أند تي وخبراء التكنولوجيا من شركة غوغل ضم الوفد الزائر ممثلين عن شركتي تويتر ويوتيوب للتواصل الاجتماعي وأوتوماتيك/ووردبريس للمدونات، و"ميت أب" (منظمة مجتمعية) وبلو ستيت الرقمية (للدفاع عن القضايا على شبكة الإنترنت) ومجلة "وايرد" التي تتناول مقالاتها موضوع التكنولوجيا الرقمية.
وبالرغم من محدودية البنية التحتية العراقية رأى الوفد الزائر أن التكنولوجيات النقالة تبشر بمجالات واعدة للقطاعين العام والخاص العراقيين كي يستكشفاها.
وقال رعنان بار-كوهين من شركة أوتوماتيك/وورد بريس: "منذ عودتي من زيارة العراق أصبحت أكثر قناعة بأن مزيجا من تمكين الأفراد من خلال منابر مثل المدونات وانفتاح عمليات الحكومة سيكون له أثر إيجابي كبير على العراق في نهاية المطاف."
وكان من أولى الإنجازات الملموسة لزيارة الوفد الأميركي للعراق إقناع رئيس وزراء إقليم كردستان برهم صالح بالانضمام إلى "تويتر" حيث درج منذ ذلك الحين على تزويد الموقع بأحداث يومية. وقال المؤسس المشارك لتويتر جاك دورسي عن صالح، "إن الأخير يضفي على الحكومة جانبا أكثر إنسانية وقربا." (يمكن مطالعة ما ينشره برهم صالح )
وأثناء زيارته للعراق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قال رئيس شركة غوغل، إريك شميدت، لمستمعيه إنه حينما يتواصل الأفراد مع مؤسسة مثل جامعة حضرية تضم آلافا من الطلاب والصفوف الدراسية والمقاهي فإنهم يؤسسون "حلقة افتراضية " ذات ديمومة ذاتية. ويمكن لهذه الحلقة أن تبدأ حينما يؤسس فرد عملا تجاريا مستخدما أدوات الإنترنت المتاحة في الحال وتصبح دائمة حينما ينضم إلى ذلك العمل آخرون بعد أن تتضح منافعه.
الشبكات الاجتماعية
ونفس النمط ينطبق على الشبكات التي تتشكل حول مصالح مشتركة في مجتمعات وثقافات وقضايا اجتماعية أو سياسة.
والاستخدام الفعال لوسائل الإعلام الجديدة يمكن أن يتمثل في سهولة تصفح موقع فيسبوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي عبر موقع أو بلد أو اهتمام مشترك. ويبدأ الناس عندها دعوة بعضهم البعض للانضمام إلى جماعات على الإنترنت ويستخدمون الدردشة المباشرة أو يتبادلون إلكترونيا أشرطة فيديو ومعلومات.
وقد بدأ موقعا فيسبوك وتويتر كموقعين للتفاعل الاجتماعي والشخصي. أما في يومنا هذا فإن هذه الشبكات، سواء كانت مواقع إلكترونية تفاعلية أو مدونات على شبكة الإنترنت أو إرسال رسائل نصية عبر الهواتف الجوالة، إنما تسهم في تمكين الشباب وجميع المواطنين من حول العالم بطرق غير متوقعة وفذة.
على سبيل المثال، موقع هاوكاست Howcast.com يقدم أفلام فيديو قصيرة تتناول مواضيع مثل ترتيب الزهور، وتحضير عجة البيض، أو أداء رقصة السير على القمر. لكن بمقدور المتصفحين تعلم استخدام وسائل جديدة لتنظيم مجموعة أهلية على الإنترنت أو عقد اجتماع جماهيري افتراضي لجمع التبرعات من أجل قضية معينة عن طريق الهاتف النقال وشبكة الإنترنت.
وهناك مثالان فذان على أثر التكنولوجيا النقالة وشبكات التواصل الاجتماعي وهما الاحتجاجات الأخيرة في طهران وجمهورية مولدوفا وهي تظاهرات نظمت ونسقت من خلال استخدام أدوات بسيطة مثل الهواتف الجوالة وموقعي فيسبوك وتويتر.
وبإمكان وسائل المعلومات الجديدة أن تساهم بصورة أقل دراماتيكية كذلك. وفي مدونته الخاصة قال بار كوهين إن لدى العراق آلاف طلاب الكومبيوتر ذوي ثقافة عالية لكن مع وجود فرص عمل محدودة، وإن كثيرين منهم ينتظرون وينشدون الحصول على وظائف حكومية.
وأشار بار كوهين، إلى أن بمقدور هؤلاء أن يعملوا من خلال تطبيقات الإنترنت المفتوحة، وأن يشاركوا في المدونات ويصنعوا لأنفسهم اسما. ثم يتقدمون للوظائف التي تعلن عنها آلاف المشاريع إلكترونيا والتي تبحث عمن يتعاقدون معها من أي مكان في العالم.
المتاحف ويوتيوب
وفي العراق أعلن شميت عن إطلاق مشروع لشركة غوغل لوضع صور رقمية أو الكترونية لأكثر من 14 ألف قطعة أثرية من المتحف الوطني في بغداد. وستكون ثمرة ذلك وجود دليل أو كتالوج إلكتروني يمكن مشاهدته على شاشة الكومبيوتر لقطع أثرية من مجموعات لا مثيل لها من حضارة ما بين النهرين ملتقطة من زوايا مختلفة وبدرجات وضوح متباينة.
كما شاركت غوغل الحكومة العراقية في إطلاق أول قناة يوتيوب عراقية تستهدف وجود انفتاح أكبر والمساعدة في ربط الناس بحكوماتهم. وقال شميت في رسالة على الموقع: "ما سنكشف النقاب عنه بدرجة أكبر سيكون عن أروع ما في العراق، هذا البلد الجديد الذي يجري بناؤه، وانبعاث مجتمع جديد.
أما ليبمان من شركة هاوكاست فهو يرى مجال فرص هائلة للعراق، شأن سواه من بلدان نامية، في استخدام تكنولوجيات نقالة لنشاطات مثل تدريس بعض المناهج الدراسية، والمصارف، ودفع الرواتب إلكترونيا بهدف القضاء على الفساد.
وتابع قائلا: "العراق حتما بلد يتعطش للمعلومات وتبادلها – والوسائل الجوالة ستكون الأساس للعديد من الأمور التي يرغب الشعب العراقي القيام بها."
للمزيد راجع المواقع التالية:
يوتيوب
تويتر
مشروع متحف بغداد
شركة غوغل
فيسبوك ومدونة فيسبوك
إي تي أند تي اللاسلكية
......................
شباط/فبراير 2010
من هوارد سينكوتا، المراسل الخاص لموقع أميركا دوت غوف
مؤتمر صحفي في السفارة الأميركية في بغداد عقده وفد المسؤولين من شركات التكنولوجيا الأميركية الذين زاروا العراق في نيسان/إبريل، 2009
عن: المركز الصحفي - بغداد.