عذراً يا حكامنا فلقد أهنتم أبناء شعبنا المسيحي؟!!
منذ مئات السنين وأبناء شعبنا المسيحي مضطهدين في عقر دارهم ومنبعهم، والأدلة سبقت كل البراهين، أهمها افتداء ربنا يسوع المسيح لروحه من اجلنا، وتلتها ويلات المجازر بحق من تبعه، مرورا باستشهاد القديسين في القرون الأولى بعد الميلاد، ووصولا إلى بداية القرن العشرين حيث مجزرة الأرمن ومذبحة سميل وصوريا ناهيك عن تهجير الآلاف من أبناء جلدتي المسيحية.. والى يومنا هذا، فاستشهاد عدد كبير من أبناءنا داخل العراق وعلى رأسهم نيافة المطران الكلي الطوبى، فرج رحو والآباء رغيد وعبودي وغيرهم من الأبرار، لهو سيد البراهين والأدلة على اضطهاد أبناء الديانة المسيحية في العراق مهد الحضارات التاريخية.وبالأمس وكل معتاد، اتهم أبناء شعبنا الواحد(سموهم ما شئتم)، بأنهم لا يحق لهم بيع أو شراء الأراضي داخل مدينة كركوك، وهذا الاتهام آتى في حينها على لسان ملا بختيار القيادي البارز في صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني، وكذلك اتهام ونعت رئيس الوزراء نوري المالكي لأبناء شعبنا المسيحي صاحبي الأرض ، بأنهم جالية؟؟!! واليوم حيث كانت الطامة الكبرى بإلغاء المادة 50 من قانون الانتخابات لمجالس المحافظات والتي أدت بعدها بعدة أسابيع فقط إلى تهجير أكثر من 2800 عائلة مسيحية مسالمة هددوا واجبروا على ترك منازلهم في مدينة نينوى ونزوحهم ولجوئهم إلى إخوتهم في قصبات وقرى سهل نينوى ودهوك واربيل وغيرها من الأماكن الآمنة، بسبب الضربات المتتالية بعد سقوط الصنم والى اليوم.. فهل أزيد أم اكتفي بهذا القدر؟؟
واليوم وتحديدا بتاريخ 17/10/2008، مرة أخرى يتهم أبناء شعبنا ولكن هذه المرة على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع العراقية محمد العسكري عند عقد مؤتمره الطارئ بسبب الأحداث الأخيرة والتي نقلتها قناة فضائية الموصلية وبثها في الموصل، مع مجموعة من أبناء الموصل، مشككا بالإحصائية التي أقرت من قبل المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية والإغاثة، وقوله بان عدد الإحصائية الحقيقية لم يتجاوز الـ 1450 عائلة نازحة من الموصل، وفوق معانات هؤلاء المهجرين قسرا، زاد من بلة الطين حين اتهم اغلب هؤلاء المهجرين والوافدين إلى الأماكن الآمنة، بأنهم نزحوا إلى تلك المناطق غير مجبرين ولم يتعرضوا لظلم سوى أنهم أرادوا الاستفادة من المعونات التي قدمتها تلك القصبات والقرى للمتضررين الأساسيين واستغلال الضمير الإنساني لتلك الجهات التي قدمت المعونات للمهجرين قسرا!!!! وان عدد كبير من أبناء الديانة المسيحية لم يهددوا بل أنهم سمعوا وتناقلوا إخبار بعض الأهالي التي قامت قوى الشر والضلال بتهديدهم، وان نسب وإحصائيات المهجرين مبالغ بها جدا؟!!!!!.
من هنا تجول الأسئلة والاستفسارات في أذهاننا وعلى ألسنتنا حول ما جاء أعلاه من على السنة هؤلاء القادة واللذين هم المسئولين المباشرين على حماية وامن أبناء العراق كافة دون تمييز، هكذا تعاملون أبناء العراق الأصليين؟؟ باتهامكم لهم مرة بأنهم جالية ومرة أخرى بأنهم استجدوا المعونات في فوضى الإحداث الأخيرة؟ أوى ليس من حق كل إنسان العيش على أرضه وهو مرفوع الرأس، ولا يتقبل الاهانة وهو صاحب الأرض الأصلي؟ أوى ليس من حق كل إنسان الدفاع عن نفسه وعن عائلته إذا اقتضى الأمر؟ أوى ليس من المعقول والمنطق تهريب رب الأسرة عائلته خارج المكان الغير امن إلى مكان اامن لحمايتهم، بعد إن يفقد الأمل بحماية الدولة وجاره المسلم له ولعائلته؟ هل صار المسيحي اليوم حجر عثرة أمام كل من سولت نفسه لاضطهاده دون وجه حق؟ أوى لم يهددوا المسيحيين بشكل خاص قبل وبعد كل الأحداث داخل العراق من اجل دينهم وقوميتهم وتراثهم؟ هل يستحق كل هذا العناء والحرمان وهرب الأهالي بأطفالهم وعوائلهم إلى هنا وهناك منتصف الليالي من اجل كما اتهمتموهم، بعض المساعدات والمعونات الإنسانية؟ وهل برأي كل مشكك ومستفيد من هذه الأزمة والإحداث إن ما تتعرض له ومازال العوائل المسيحية من ظلم واضطهاد وقتل وتهجير, والذي صار قوتهم اليومي وتروه بأنفسكم ومن على شاشات الفضائيات من تقارير وريبورتاجات وصور،بعد الواقع المرير على الساحة العراقية، مسالة اعتيادية؟ هل أصبحت الأرقام بالآلاف اليوم أمامكم مئات؟وهل وهل وو الخ؟؟؟!!!
ما الذي تبقى لأبناء شعبنا المسيحي المضطهد؟ وهم يطردون بالأمس واليوم والله اعلم إلى متى، وهم داخل وطنهم؟ فلا عتب على اللذين هجروا وطنهم وهربوا إلى الدول الأخرى لطلب الحماية إذا طردوا أو اضطهدوا هناك!!.. وبعد كل ما سمعتموه وتلمستموه،بات العديد من أبناء شعبنا يؤمنون بالمقولة العظيمة:( قلبي على جاري في وطني.. وقلب جاري ووطني عليا من حجر)؟؟!!!!!!!!!!!!
بقلم / ماجد إيليا – مدير تحرير مجلة عشتار الالكترونية