أقباط مصر بين حانة ومانة
تزوج رجل بامرأتين احداهما اسمها "حانة" وعمرها لا يتجاوز الـ20 بخلاف الثانية "مانة" التي يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها، فكان كلما دخل حجرة حانة/صغيرة السن/ تنظر الى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء وتقول: يصعب عليّ عندما ارى الشَعْر الشائب – الابيض – يلعب بهذه اللحية الحلوة والجميلة وأنت ما زلت شاباً، وعندما يدخل الرجل الى حجرة "مانة/كبيرة السن/ فتسمك لحيته هي الاخرى وتنزع منها الشعر الاسود وهي تقول له: يُكَدّرني أن ارى شَعراً اسْوَداً بلحيتك وأنتَ رجل كبير السن جليل القدر، وبعد حين نظر الرجل في المرآة يوماً فرأى نقصاً كبيراً في لحيته فمسكها بعنف وقال: بين حانة ومانة ضاعت لحاناً! ومن وقتها صارت مثلاًواليوم نجد سكان مصر الاصليين والاصلاء يعيشون في جو ومحيط هذا الرجل المتزوج امرأتين (حانة ومانة) كانت حادثة كاميليا شحاتة /القبطية التي اختطفت واجبرت على ترك دينها ومن ثم بعد تحريرها خرج المسلمون من السلفيين والاسلام السياسي يدعون ان الاقباط/المسيحيين يسجنون امرأة مسلمة ويطالبون بتحريرها تحت شعار "واسلاماه" فكيف يتجرأ مسيحي ان يحتضن امراة مسيحية دخلت الاسلام مكرهة؟ وهنا نتفوا شعرة واحدة من الشَعرالابيض / وكانت "حانة"
وفي هذه اللحظة يقوم المجرمون بحرق كنيستين في امبابة بعد ان ضربوا طوقاً على احداها وكانت الحجة وجود فتاة مسلمة اصبحت مسيحية بداخل الكنيسة وتم حرق الكنيسة وقتل العشرات ومئات المصابين – طبعا الشرطة والجيش تدخلوا بعد حرق الكنيستين وليس قبلها – وهكذا تم نزع شَعرة سوداء/ وكانت "مانة"
بين حانة ومانة كان انفجار الاسكندرية وعشرات القتلى والجرحى – حرق كنيستين الشهيدين ما جرجس ومار مينا صول – الى احداث شغب المقطم والقلعة والسيدة – مرورا حرق كنيسة اطفيح ورفعوا شعار"حرقنا الكنيسة وحنصلي / الله اكبر" – وتم تطبيق الشريعة الاسلامية بقطع اذن ايمن متري – الحصوية/قنا بحجة تأجير احدى شققه لفتاتين دون محرم!!! وكان شهر اذار المنصرم اكثر دموية خلال هذه السنة، مما ادى الى تضامن كافة القوى المحبة للسلام في داخل مصر وخارجها مع الحق القبطي ضد الباطل من الاسلام السياسي المتعصب المتمثل بالسلفيين ومن يسير في فلكهم! فكان نداء الاقباط في الولايات المتحدة الامريكية وبيان اتحاد المنظمات القبطية في اوربا وبيان الهيئة العالمية للدفاع عن حقوق سكان مابين النهرين الاصليين والاصلاء وتم تخصيص قسم خاص /قسم الاضطهادات/ لاقباط واخبار حقوق الانسان في مصر
نعم ليس كل الاسلام ارهابي لكن كل الارهابيين مسلمين، لذا نجد ان المسلمين يداً بيد مع الاقباط يساعدون في اطفاء حرائق كنيستي امبابة اليوم! عليه يمكن اعتبار اضطهاد الاقباط في مصرهو امتداد لاضطهادات منظمة ضد المسيحيين وما يسمى بالاقليات في الشرق الاوسط، ليس لذنب ارتكبوه سوى كونهم الاصلاء والاصليين في بلدانهم ومسالمين يحملون قيم السلام والمحبة التي يفتقر اليها الجانب الاخر – المُضْطَهِدْ، الذي يعيش عبداً لافكار سوداء مر عليها الزمن، لا يؤمن بالحرية الشخصية وحقوق الانسان مطلقاً، لانها تنزع منه ثوب القداسة الذي يدعيها وتكشف عورته في كبت الحريات باسم الدين، وانه ينسى ويتناسى اننا اليوم نعيش في قرن الانترنيت والاتصالات والتقدم العلمي والتكنلوجي الذي هو من صنع هؤلاء الاصلاء والاصليين، وهنا استوقفني قول زميل مسلم – مثقف – متحرر – مسالم – يؤمن بالتعدد والتعدد ويقبل الاخر بقوله: اتحدى علمائنا وشيوخنا وسادتنا ان يعلنوا حرية الفرد في اختيار دينه! عندها سنجد النتيجة! والا كيف نفسر قتل كل من يترك دين الاسلام؟ اهي قوة ام ضعف؟ فجاوبتُ زميلي المسلم العزيز بقولي: اعتقد ان من لم يؤمن بالحرية الشخصية الذي اعطاها الله لنا كحق طبيعي، ومن لم يطبق الحق الوضعي الذي كفلته قوانين واعلانات حقوق الانسان الذي يعتبرها اعمال وقوانين الكفار! فهو الكافر بنفسه! انها تجارة رابحة باسم الدين فكيف يتركها الدكتاتور المزمن الذي يعيش تحت عباءة المقدس وهو الشيطان بنفسه؟؟؟
لذا عندما يتعامل مع الاخر بدونية او يعتبره من الدرجة الثانية او الرابعة ويتباهى بقوته وقدرته على التدمير والقتل والاضطهاد فتناسى قدرة المحبة اللامتناهية عليه، وينسى انه اقلية في بلدان واوطان اخرى لا يعاملوه بالمثل بل بالعكس يناضلون من اجل العدالة والمساواة وعدم التفرقة في الدين والشكل واللون، لاننا اخوة شئنا ام ابينا، وسنبقى شائوا ام ابوا! واخيراً وليس آخراً نقول لهم: لا ينفع في حقوق الانسان سياسة "ان اردتَ ارنباً خذ ارنباً! وان اردتَ غزالاً خذ ارنباً" فان مكنت عنصريتكم اليوم من انتزاع شعرة بيضاء واخرى سوداء فلا يمكنكم من انتزاع قيمنا واخلاقنا ومحبتنا ومسيحيتنا ابدا
فانتم في وجداننا وضميرنا ايها اقباط مصر النجباء والمضطهدين في كل مكان من العالم
www.icrim1.com