Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إنه المصران الأعور


هذه هي العملية السياسية، لكن قد يتوهم طبيب جراح إن لافرق بينها وبين العملية الجراحية التي يمكن أن يقوم بها، والعمليات الجراحية تتنوع وتتعدد وتنتج ربحا وفيرا للطبيب ولمساعديه، وحتى للمتخصص بشؤون التخدير. بالطبع فإن الثمن الذي تتكلفه العملية يختلف من إصابة الى أخرى، فعملية البواسير ليست كعملية القلب، وعملية فتح الجمجمة ليست كعملية ( المصران الأعور) ولمن لايعرف المصران الأعور فإنه التسمية الدارجة في العراق لمايسمى زورا ( الزائدة الدودية) عافاكم الله من الزائدة والناقصة وجعلكم في بحبوحة السلامة والعافية التي لاتنقطع برغم إنكم في بلد لانضمن لأحد فيه شيئا من السلامة ولو بمقدرا 1% وربما بنسبة أقل من هذا.

الهوس المجنون بالترشح لإنتخابات مجلس النواب العراقي والمهمة التي يقوم بممارستها آلاف من المواطنين العراقيين الذين يعملون في مهن تتراوح بين مصلح إطارات السيارات، وشيوخ عشائر، وأطباء، ومهندسين، وفلاحين، ورجال دين، وصحفيين، وكتاب، وممثلين، ولاعبي كرة قدم، وحتى بنات ليل، وبنات بيوت، في سبيل الوصول الى مجلس النواب بكل الطرق الممكنة ، مشروعة كانت، أو ممنوعة تدل على هذا الهوس والجنون، حيث أثبتت الوقائع أن لاكرامة لأحد في هذه البلاد مالم يحم نفسه وكرامته بطريقة سلطوية، عدا عن المكاسب غير المسبوقة التي تتوفر للنائب والوزير ومن يحصل على درجة خاصة مرتبطة بالتكتلات السياسية وإستحقاقاتها وفق التوافقات المعمول بها منذ 2003

الطبيب الذي يعالج الناسن وهو عليل بالرغبة التي لاتجد علاجا، يترك مهنته، أو يهملها بعض الشئ طمعا في الترشح الى نعيم مجلس النواب العراقي، ومثل هذا الطبيب العشرات من زملائه في إختصاصات طبية عدة، حتى إن أحدهم وهو خبير لوحده في ميدان إختصاصه ترك كل شئ، ولم يعد يفكر سوى في الطريقة التي تمكنه من الفوز وكسب جولة الصراع، ومثل الطبيب مواطنون بإختصاصات عدة. بالطبع فنحن لسنا ضد الترشح للبرلمان وممارسة السياسة من حيث المبدأ، ولكننا نتساءل عن العلة التي تدفع الى هذا الهوس، ونبحث عن السبب الذي يدفع الناس الذين يعملون في مهن وإختصاصات محترمة ليسارعوا للحاق بقافلة الباحثين عن المجد السياسي؟

السياسة عالم ليس كله ملائما للطبيعة الإنسانية، وربما ترك المشتغل به فضائل وقيما أخلاقية، حيث الإبتزاز والتحايل والتسقيط والتآمر، فماجدوى أن يدخلها شيخ عشيرة محترم مهمته صناعة التماسك الإجتماعي والحفاظ على قيم المجموع ونزعته الى الخير والتلاحم ووأد الفتن؟ وماجدوى أن يسارع طبيب يمتلك القدرات التقنية والموهبة والخبرة والإختصاص ليكون في معمعة لاتعنيه، ولايفهم منها شيئا على الإطلاق، ماجدوى دخول مراسل قناة فضائية ومذيع أخبار، ومقدم برامج، وشاعر، وممثل ولاعب كرة قدم ووووووو.؟ للأسف فإن العديد من هذه التوصيفات إنغمست في فوضى البحث عن المناصب العليا التي تحقق مكاسب مادية أكبر وتمنح صفة الوجاهة والسلطة والنفوذ والحصول على المنافع دون متاعب، بينما الناس العاديين وأصحاب الإختصاصات التي لاتتوفر معها مواكب السيارات والحمايات تهان في الشارع.. يبدو إن الناس تبحث عن الامن في فوضى الخوف.


سدي المواطن العراقي، أنت تستطيع أن تبني بلدك في مجال تخصصك لافي مجال تلصصك.

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
لا يختلف ما يحدث في العراق بحق المرأة عن منهجية القرون الوسطى لا يختلف ما يحدث في العراق بحق المرأة عن منهجية القرون الوسطى كما هو معروف إن الثامن من آذار أو 8 مارس هو يوم المرأة العالمي. إنه يوم ليس لتوزيع الهدايا والورود وكلمات الغزل المعسولة التي لا تنطق الا في هذا اليوم من قبل الرجال الى النساء، واطلاقهم التهاني حكومة السيد المالكي والدور السلبي للشركاء عبد الرحمن أبو عوف مصطفى/ أن فهم الظروف التي رافقت عمر حكومة السيد المالكي هو شرط جوهري للوصول الى تشخبص دقيق ونتائج صحيحة عند تقييم الأداء!. أحبائي لِنَحزِمَ حقائبَنا ... فالرحيلُ غداً إن الأوضاع السياسية والمتأزّمة تؤرق وجودنا وحقيقة مسيرة حياتنا، وتجعلنا نحمل حقائبنا لنرحل اليوم قبل غدٍ، كما إن تقلبات هذه الأوضاع في شرقنا الممزَّق وما تخلّفه من آثار مدمِّرة دفعـــت العديــــد بل الآلاف من مسيحيينـــا إلى الهجـــرة وإلى الرحيــل وهذا ما جعـــل تعايشنــا مع غيرنـــا والمختلف عنا تعايشاً قاسياً وصعباً بعد حُب نص ردن علي فاهم/ بعد انتهاء العرس الانتخابي الذي تمنى كثيراً من العراقيين أن تطول أيامه و لياليه لما آستحصلوه من فوائد جمة من آصحاب الزفة
Side Adv1 Side Adv2