Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إن كان طارق عزيز مجرماً فإن غبطة البطريرك أب!

بعد حرمان طويل من التمتع بممارسة الحرية خصوصاُ حرية الفكر ، حصلنا على هذا الحق وإن كان خجولاً في بعض الأحيان ومعدوماً في أرض عراقنا الحبيب بسبب كثرة الموالاة والتي يصعب حصرها ، فكل ميليشية وكل حزب وكل جمعية وكل مجموع مسلحة لها دولة أو مرجعية تواليها ، وجميعهم يُستخدمون من قبل أوليائهم لوأد أي فسحة حرية قد يتمتع بها عراقي في بلده . وهناك من هم أخف وطأة من هؤلاء وهم من الذين لايمنعون حرية الفرد بقوة السلاح بل بقلمهم والذي قد يكون مأجور أو قد يكون بيد كاتب لديه أسباب شخصية تجعله يقذف بنبال تجرح من يريد أن يشفي غله به أو قد تكون سهام ترمى لغاية في نفس يعقوب . وهناك من يريد بقلمه أن يزيد من سقف الحرية والتي تبني مؤسسة أو مجتمع حتى وإن كانت هذه الحرية تتهم بأنواع الإتهامات كونها في بعض الأحيان يتلقاها من لايفقه معنى الحرية .
المهم أن نفكر ونعبِّر كما نريد نحن وليس كما يُراد منا ، وأن تكون سلطة القلم التي نملكها خاضعة لمقاييس عقلانية كي لا تُسخَّر لأغراض خاصة أو قد يستغلها بعض المتربصين للنَيل من مكانة فئة معينة . إنتهت الرسالة الأولى .
أبٌ يريد أن يغفر لإبنه الخاطيء ويطالب بعفوه تنهال عليه الملائم ، ويريد هذا الأب أن يدمج أبناءه بمجتمع كامل دون الذوبان؛ يقولون عن رغبته هذه خاطئة وغير عادلة . فماذا يريدون من هذا الأب؟ أنْ يسلِّم أبناءه فريسة سهلة بين أنياب المارد أو الماردين ؟
نعم طارق عزيز بعثي ويمكن أجرم ( لايوجد دليل ملموس ) وحتى لو وُجد الدليل ، أفلا يمكن لهذا المجرم أن يتوب؟ عندما يُطالِب ممثلُ المسيح المغفرة لخاطيء يكون قد أخطأ ، أي منطق هذا ؟ وتتكلمون بالتعاليم المقدسة ؟ إذا كنتم قد نسَيتم أو تناسيتم مامكتوب في الإنجيل فلا ضير بتذكيركم ببعض العناوين " الدرهم المفقود ، الخروف الضائع ، الأب الرحيم ، قصة يوسف مع إخوته ، أيوب مع أصحابه الخونة ، قصة الغني ولعازر والتي يفهم منها وجوب التوبة ، ولكي لاأطيل أُتَوِجُها باللص اليمين " . كل هذه العبر والمسامحة المطلقة ( سبعين مرة سبع مرات ) أُهملت لتصل بكم المواصيل إلى التهجُّم على أب الكنيسة الكلدانية لأنه يعلن حبَّه الأبوي لأحد أبنائه ؟
إخوتي الأعزاء ، كل مسيحي يخون وصية من الوصايا هو طارق عزيز ، وكل من يقول لأخيه ياأحمق هو طارق عزيز ، وكل من يساهم ببيع العراق هو طارق عزيز ، فهل سنطالب بإعدام كل من تعثر بحياته المسيحية ؟
ويلام غبطة البطريرك لأنه لم يساهم بتسليم المسيحيين لشريعة الغاب وذلك بعدم تشريعه لإقامة حكم ذاتي لهم .
أي حكم ذاتي وتحت أي ولاية وأي وصاية ؟ بالرغم من كوني ضد الحكم الذاتي للأكراد إلا أنهم أوفر حظاً منا لتحقيق ذلك . فالأكراد لهم مرجعيتين كبيرتين وتظم غالبية الشعب الكردي ، ولهم قائدين يسمَعون لهم ، يوحدونهم متى ماأرادوا ويجعلومه يتذابحوا متى ماشاءوا . وعددهم أكثر منا بكثير . فكيف لنا نحن المنقسمين إلى قطع صغيرة لايفيد معها الترقيع أن نتوحد بحكومة تجمعنا ، وماذا ستكون الحكومة ؟ هل من الأحزاب المسيحية المتناحرة ، أم من الذين يشجعون على تسميات الآشورين الكلدان السريان ؟ أقولها بصراحة ودون أي إكتراث لردود الفعل " المسيحيون بتسمياتهم الثلاث غير المتصافية ، وبأحزابها الكثيرة المتشنجة فيما بعضها ، وبقياداتها السياسية المتخاصمة ، غير مؤهلين لقيادة مخيم كشفي وليس منطقة حكم ذاتي ، أو بتسمية وهمية أخرى ( منطقة آمنة للمسيحيين ) أو سهل نينوى " .
هل تغضبون من غبطة الكاردينال كونه بحكمة نحن بحاجة لها إختلف عن منهجكم ؟
هل مسيحيتكم جعلتكم تضعون الحواجز أمام المغفرة والتوبة وحماية شعبنا من الهلاك الأكيد والذي يسعى له البعض دون أن يعلم ؟
لو خيَّروني بين إعدامين لإخترت إعدام فكرة حكم ذاتي للمسيحيين وإطلاق سراح طارق عزيز ، أقلها في حرية الثاني نحصل على أخ مفقود إذا تاب ، إنما بحرية الأولى فإننا نوقع على حكم إعدام شعب كامل مع وقف التنفيذ إلى حين .
فشكراً أبانا البطريرك على مواقفك النبيلة هذه ، ولطالما كانت أمنيتنا أن نلتف حول شخص يكترث لمصيرنا وها أنت تفعل . Opinions