Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم

يتناسب حجم التدخلات الخارجية في الشأن العراقي طرديا مع اشتداد أزمة تشكيل الحكومة. فكلما تعمقت الأزمة واستعصت كلما اتسع التدخل وتصاعدت وتيرته. والجديد في هذا التدخل، هو هرولة المتنفذين عندنا نحو عواصم ابعد من الجوار المباشر. وليست مصر هي الوحيدة التي ترددت عليها وفود المتنفذين، وإنما هناك البحرين وقطر مثلا. بل ولم تبقَ دولة من دول الإقليم لم تصل إليها وفودنا المخضرمة للتفاوض حول تشكيل الحكومة، ربما باستثناء موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر!.



والجديد الثاني هو مفارقة تحويل الشأن العراقي على يد البعض إلى قضية تدار من قبل المخابرات المصرية، كما يحصل للقضية الفلسطينية التي أصبحت مجرد لقاءات للفصائل الفلسطينية تعقد في شرم الشيخ المصرية مع عمر سليمان مدير جهاز المخابرات المصري. وهناك جديد آخر هو طلب البعض من الأمريكان التدخل بطريقة (الاحتلال الدبلوماسي)، التي تختلف عما شهدنا من أشكال تدخل طوال الفترات الماضية، مثل عرض المكافأة، ومنح الهدية، والتلويح بالمقاطعة، وتنفيذ التهديد، وغير ذلك من وسائل الضغط المعروفة. لكن الجديد هنا هو طلب احدهم بان يرعى الطرف الأمريكي مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة - التي يفترض انها تجري بين طرفين عراقيين - وان يتوسط بينهما ويسهل تفاوضهما ويشهد على تفاهماتهما، ويكون طرفا ثالثا .. مؤديا دورا شبيها بالدور الأمريكي في المفاوضات المتعثرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونتيناهو! ويريدون من الطرف الأمريكي قبل هذا ان يحدد مفاهيم التفاوض بين العراقيين. فهذا يطلب منه "توضيح" مفهوم المشاركة في تشكيل حكومة تضمن مساهمة الجميع، وذاك يطلب " تطمينات " من وليم بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، بشأن إمكانية الانضمام الى اتفاق مدعوم من الولايات المتحدة، لتقاسم السلطة.



ان ما تقدم لا يشير الى التفريط بالكرامة الوطنية فقط، بل يؤشر أيضا أجواء عدم الثقة بين القوى السياسية المتنفذة. وهي التي تدعي العمل على تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، يفترض ان يكون من بين مقوماتها الحرص على العمل المشترك وعلى الثقة المتبادلة، فضلا عن عوامل أخرى. ومن المؤكد ان التوجس من الآخر، وهو الشعور السائد اليوم بين هذه القوى، لا يمكن ان ينقلب بين ليلة وضحاها الى إيمان بالعمل المشترك، ولا يمكن ان يؤسس لمشاركة وطنية تضم جميع الأطراف، وتعمل على إخراج العراق من أزماته المستفحلة.



ان من غير الممكن تصور ان الدول الإقليمية والأجنبية تنطلق، وهي تتدخل في الوضع العراقي الداخلي، من مصلحة الشعب العراقي. ذلك ان مصلحتها تكمن في إبقاء العراق مقسَّماً،بحيث يسهل اقتسام منافعه مثل فريسة تنهشها الكواسر. تلك هي الدول التي لم يكن بمستطاعها إيجاد موطئ قدم لها في المباحثات بين القوى العراقية المتنفذة، لولا لهاث هذه الأخيرة نحوها، موفرة الشرط الضروري لتدخلها من اجل اتفاق مدعوم مع شريك مزعوم .
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الخيانة والغدر.. ليسوا مرضاً مستعصياً ! قد لا يختلف اثنان من العقلاء في اعتبار هذا الزمان اسوأ زمن تمر به الحياة البشرية في منطقتنا العربية حيث اصبح الغاء الآخر واجتثاثه او قتله واجب يجب تنفيذه من قبل بعض البشر حيث يعتمدونه باعتباره عدل وجهاد ودفاع عن النف اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الثاني تعقد اجتماعها الختامي في اربيل شبكة أخبار نركال/NNN/ عقدت اللجنة التحضيرية المكلفة بالاعداد والتحضير للمؤتمر الشعبي الثاني جلستها الختامية في القس سعد سيروب .. ضحية الاعلام اللامسؤول كوني اعمل في مجال الصحافة الكلدواشورية ، فقد كنت من الاوائل الذين وصلهم نبأ اختطاف القس سعد سيروب وهو ثاني قس في بغداد يتعرض الى الاختطاف خلال مدة قصيرة ، والمعروف عن القس الشاب انه بعيد عن السياسة واهتمامه الاكبر هو تعليم الشباب خاصة الشباب الجامعي ، لذ مسلحون يغتالون إعلاميا في الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/ قال مصدر في شرطة نينوى ان مسلحين مجهولين اغتالوا اعلاميا في مدينة الموصل وأوضح المصدر لموقعنا
Side Adv1 Side Adv2