المؤتمر الثالث لرابطة الأنصار الشيوعيين نجاح أم فشل............؟
سجلت اغلب ملاحظات المندوبين من النصيرات والأنصار وكذلك الضيوف الذين حضروا المؤتمر أو الذين شاركوا بطريقة أو بأخرى بتلك الفعالية عامة ,ذلك حين التقيت بهم على انفراد ووجهت لهم الأسئلة بشكل مباشر,وان اختلفت طرق التعبير والإجابة فان الجميع أكدوا أن المؤتمر ناحج وبكل المقاييس. ومن ابرز الضيوف الذين التقيتهم الشاعر العراقي المعروف عريان السيد خضر الذين وصف اللقاء بلقاء المناضلين الأبطال الذين شرفوا تاريخ الحزب وتمنى متفائلا أن يكون الاجتماع القادم في بغداد التي نحبها ونعشقها كما قال.وكان لي لقاء خاص وطويل مع الرفيق كمال شاكر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني والذي وصف اللقاء بالعرس الأنصاري واظهر مشاعر الارتياح والفرح لهذا التجمع المهم ,وحين سألته عن مشاعره بأن هؤلاء من الأنصار العرب قال لقد تخرجنا جميعا من مدرسة الحزب الشيوعي العراقي وتعلمنا فيها كيف نكون امميون .
كما تحدث عن التاريخ النضالي والبطولي للأنصار خاصة العرب منهم
الذين تركوا الغالي والثمين والتحقوا بقافلة المقاتلين بجبال كردستان واعتبر هذا اللقاء نجاحا آخر يضاف إلى نشاط وحيوية هذه الفئة الوطنية المثقفة.
فأين يكمن نجاح المؤتمر وأين يكمن فشله........ ؟
وعلي هنا أن أكون موضوعيا ومحايدا قدر الامكان وسأسرد ما رأيت وما سمعت دون أن اجعل من وجهة نظري بهذا الحدث هي السائدة أو هي التي أريد أن اكتب.
فعندما أخذت مكاني في قاعة المؤتمر وهي عبارة عن غرفة كبيرة في بناية مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي الكردستاني في اربيل , و بالصدفة اخترت أن اجلس في إحدى زواياه أجلت بنظري في أركان القاعة فلفتت انتباهي صورة كبيرة للفيلسوف كارل ماركس معلقة أمامي في أعلى الجدار وعلى يمينها من الأسفل كانت هناك صورة للرفيق فهد وتحت الصورتين كانت منصة رئاسة المؤتمر التي لفت بالقماش الأحمر وبرز منها وأمام أنظار المؤتمرين شعار منجل وجاكوج والذي آثار انتباهي هو أن قاعة المؤتمر قد خلت من أي إشارة له فلا لافتة ولاشعار ولاصور لشهداء ولااهداف أو طموح ولاشئ يمكن أن اذكره وقبل أن تبدأ أعمال المؤتمر طالبت بشئ يدل عليه ولكن المسؤوليين عن الإدارة الفنية اعتبروا ذلك أمرا شكليا فلم يسمعوا ما قلت وأنا الآخر تجاوزت ذلك لكي أتجنب الصغائر
التفاصيل والجزئيان كثيرة لكني لااريد الخوض فيها جميعا بالرغم من أهميتها وسأركز على ماهو أهم وأجدى
قبل انعقاد المؤتمر بيوم واحد فقط وزع على المندوبين التقرير الانجازي للجنة التنفيذية مابين مؤتمرين وكذلك ورقة العمل المقترحة التي ستطرح للمناقشة ضمن جدول أعمال المؤتمر الثالث ومن خلال ما سمعته من المندوبين بان هذا التقرير وهذه الورقة المقترحة لم تصل إلى الأنصار ولم تتم دراستها من قبل فروع الرابطة ولم تعقد كونفرنسات أو اجتماعات لمناقشتها وتطويرها كما تعودنا قبل ان تطرح في المؤتمر
جاء في ورقة العمل المقترحة جملة من الافكار والمقترحات كان ابرزها هي انها اقترحت مناقشة كون رابطة الانصار منظمة مجتمع مدني ام لا وبذلك اعادت النقاش الى المربع الاول فبعض المبادئ الاساسية للرابطة يفترض انتهى الجدال بصددها منذ المؤتمر الثاني من حيث انها منظمة مستقلة واحدى منظمات المجتمع المدني ولم نعرف ماهو الهدف من طرح هذا الموضوع للمناقشة من جديد ولم تقوم اللجنة التنفيذية السابقة بتفسير مقترحها
جاء ايضا في ورقة العمل اقتراح هو ان تناط قيادة الرابطة الى اعضائها في الداخل والغريب ان اول من اعترض على هذا الاقتراح هم الذين قدموه أي اعضاء اللجنة التنفيذية السابقة وقد اثار ذلك بعض ردود الافعال باعتبار التوصيف فيما يتعلق بالداخل والخارج سيترك لنا مشكلة يصعب تخطيها مستقبلا علما بان مندوبين الداخل الى المؤتمر لم يقدموا تقريرا عن نشاط منظمتهم لا في المجال السياسي ولا في المجال الاجتماعي والاعلامي ,ولم يتحدثوا عن أي انجاز ,حتى ان احدهم قال بانهم لم يتمكنوا ولامرة واحدة من الالتئام في اجتماع موسع واحد, وقد اظهر مندوبون الداخل شعورا بالخوف لم اعرف مصدره واسبابه وعارضوا ان تكون الرابطة مستقلة او ان تكون احدى منظمات المجتمع المدني.
غابت في قاعة المؤتمر الافكار المتنوعة واختفت حالة الصراع والجدل الايجابي الذي من شأنه أن يؤدي الى تطوير عمل الرابطة وتفعيل دورها في العملية السياسية والاجتماعية الجارية في العراق,على الرغم من ان شعار المؤتمر يحمل نفس المعنى , وكانت اجواء النقاش في المؤتمر الثاني افضل بكثير وعلى العموم فان جميع الاراء التي طرحت كانت فقيرة المحتوى وضعيفة الارادة ولا احد يعتقد بانها ذات جدوى.
والقضية الاخيرة التي يجب ان نتناولها هي مسألة اختيار المندوبين ,
وللاسف الشديد فان العديد منهم والذين التقيت بهم وهم من الاصدقاء
قد بينوا لي بانهم ليس لهم علاقة برابطة الانصار ولم يحضروا أي اجتماع من اجتماعاتها وانهم بعيدون جدا عن هذه الاجواء انما جاؤوا لانجاز معاملات لهم في اربيل .
ولم تعقد اجتماعات موسعة للانصار ولا كونفرنسات لفروع الرابطة في الخارج وعددها اثنا عشر فرعا وبالتالي لم يتم اختيار المندوبين بطريقة صحيحة, اضافة الى ذلك فان اغلب المندوبين لم يحملوا معهم افكار واراء ومقترحات من الذين انتدبوهم وكانوا صامتين في قاعة المؤتمر.