المالكي: الأنبار ستنعم بالأمن ونهضة إعمار كبيرة
08/10/2006الصباح/
حيّا رئيس الوزراء نوري المالكي العشائر التي وقفت ضد ما اسماه محاولة اقصاء محافظة الانبار عن جسد العراق، وتعهد في مؤتمر لزعماء القبائل البارزين من ابناء الرمادي ان محافظة الانبار ستنعم بالامن في مدة لا تتجاوز الشهرين. من جانبهم اكد المؤتمرون مواصلة الجهود الحثيثة لطرد الارهابيين وقالوا في احاديث لـ(الصباح): ان الاهالي عازمون على تنقية المحافظة من أي اثر لهم.
في هذه الاثناء كشفت مصادر عشائرية ان مجلس انقاذ الانبار يجري استعداداته لعقد مؤتمر موسع في الرمادي فيما يحاول شيوخ آخرون عقد مؤتمر ثان في عمان.
وتمثل هذه الفعاليات نشاطا غير مسبوق لتفعيل جهد الحكومة والشعب ضد الارهابيين الذين قال مراسلنا في بابل: انهم بدؤوا يهربون من الرمادي الى اطراف مدينة الحلة حيث بدأت قوات الامن تطاردهم وتقضي عليهم.
كلمة المالكي
وكان حشد كبير من زعماء عشائر الانبار حضروا مؤتمرا في بغداد امس للتباحث في امكانيات ترتيب الخطط اللازمة لاعادة النظام في المحافظة، وحضر المؤتمر رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
ووصف المالكي روح التلاحم التي اتسمت بها عشائر الانبار بانها كانت الدرع الذي وقف ضد محاولات ارهابية بائسة سعت الى فصل المدينة عن العراق، الا ان ابناءها الغيارى أبوا هذا وانتفضوا بكل حماس لطرد المتسللين والخارجين على القانون. المالكي قال: ان محافظة الانبار مقبلة على دور اساسي وحيوي بفضل ابنائها المخلصين.
وتعهد المالكي في كلمة ألقاها في المؤتمر الذي حضره السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد وعدد من المسؤولين واعضاء مجلس النواب بان يستتب الامن في الانبار في غضون شهرين لافتا الى ان ذلك سيترافق مع نهضة سماها (النهضة الانبارية) التي ستشمل الخدمات ومرافق الحياة الاخرى.
وكرر السيد رئيس الوزراء التزام حكومته بالسعي لدعم اهالي الانبار بكل ما من شأنه مساعدة المحافظة على استئناف حياتها بأمن وسلام، كما شدد على شرعية المحافظ واعضاء مجلس المحافظة الذين وصلوا الى مناصبهم بالانتخابات. ويأتي هذا التشديد ضد دعوات شككت بشرعية المؤسسة الحكومية في الانبار كما دعا السيد المالكي جميع العراقيين، واهالي الانبار الشرفاء الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين الى الانخراط بالعملية السياسية او ببناء الوطن، وان يتخلى المغرر بهم عن السلاح ويعودوا الى جادة الصواب.
العشائر
هذا وحضر المؤتمر شيوخ بارزون من عشائر البوعساف والبوخليفة والبو نمر والعنزة والبو محل والبو علوان والزوبع واللهيب والبو عابد والبو عيسى والبو مدلج وعشائر الرطبة وكريدة والبو فهد والبو مرعي والبو هزيم والبو سودة والكرطاني والبو عبيد والكبيسات والكحلي والدلة علي والكرابلة والحلابسة والسادة والبوغازي والهريمات وراوة والبو حاتم والبو حوري والبو ذياب.
واكد زعماء هذه القبائل ضرورة مواصلة الجهود وتعضيدها بأقصى ما يمكن معلنين استعدادهم مع كل جهد خير لاعادة الامن والاستقرار والاعمار، وتعهدوا بالعمل على تهيئة البيئة القانونية والرعاية التامة لمسؤولي الدوائر لممارسة مهامهم بالشكل المطلوب، ودعم مشروع المصالحة ومحاربة كل اشكال الطائفية، واشاعة السلام وتشجيع المترددين للانخراط بالعملية السياسية.
واستثمر زعماء القبائل انعقاد المؤتمر وحضور رئيس الوزراء للمطالبة بتشكيل هيئة تنسيق موسعة من مجلس المحافظة وشيوخ العشائر لتوحيد الرؤى بحسب المهندس مأمون سامي رشيد العلواني محافظ الانبار لـ”الصباح “.
واضاف ان المؤتمرين طالبوا بمشاركة شيوخ العشائر في جميع اللجان التي تنبثق عن المؤتمر، وكانت ست لجان تم الاتفاق على تشكيلها أمنية واقتصادية وعشائرية وعلاقات عامة وتربوية ومؤسسات مجتمع مدني ولجنة للمرأة.وقال المحافظ: ان رئيس الوزراء وعد بتنفيذ جميع طلبات العشائر وتم على الفور اقرار واحدة من الطلبات وهي تشكيل مديرية حماية للمرور السريع.
وخلصت المطالب الاخرى الى جملة من الاجراءات والمطالب المالية التي من شأنها دعم المحافظة ودعم المتضررين وتعويض اصحاب الابنية المهدمة.
مؤتمران آخران
الى ذلك يجري مجلس انقاذ الانبار استعداداته لعقد مؤتمر موسع لشيوخ قبائل الانبار في مدينة الرمادي خلال الفترة القليلة المقبلة. وقال مصدر مطلع لـ”الصباح“:
ان رئيس مجلس انقاذ الانبار الشيخ ستار بزيع ابو ريشة يجري اتصالاته مع زعماء قبائل وعشائر المنطقة الغربية لتأمين مشاركتهم في هذا المؤتمر الموسع.
واضاف ان المؤتمر سيناقش تأمين الاوضاع الامنية في المحافظة وتحقيق الاستقرار والبدء باعادة الاعمار والبناء.
واشار الى ان دعوات رسمية ستوجه لجبهة التوافق العراقية وعدد من الشخصيات الرسمية في الدولة للمشاركة في هذا الاجتماع المهم الذي سيحضره زعماء عشائريون مقيمون في الاردن وسوريا من اجل الاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها لانقاذ الانبار من الاوضـاع التي تعـشها.
على الصعيد نفسه كشف احد شيوخ محافظة الانبار عن مؤتمر سيعقد في عمان خلال الاسبوع المقبل للاتفاق بشأن النقاط التي ستطرح في مؤتمر الانبار الذي سيعقد قريبا.
وقال شيخ طلب عدم ذكر اسمه لـ”الصباح “ : ان قرابة(20) شخصية عشائرية موجودة في الخارج ستجتمع في عمان.وأضاف ان الاجتماع سيناقش تطورات الوضع في الانبار ونتائج لقاءات بعض الشيوخ بالحكومة والمؤتمرات التي من المزمع ان تعقد قريبا في المحافظة او في بغداد.
وتابع ان هنالك تفاهماً كبيراً وتشابها في وجهات النظر والطروحات بين ما تم طرحه من الحكومة وشيوخ عشائر هذه المناطق مما يبشر بوجود اتفاق تام وانهاء المظاهر المسلحة في المحافظة.
بابل تتصدى للارهابيين
من ناحية اخرى اعلنت الاجهزة الامنية في محافظة بابل حالة الاستنفار القصوى استعداداً للتصدي للجماعات الارهابية التي تؤكد المعلومات الاستخبارية نزوحها من محافظة الرمادي الى مناطق شمالي بابل.
وقال سالم المسلماوي محافظ بابل على هامش مؤتمر امني موسع عقد في ديوان المحافظة: ان مجاميع من المسلحين العرب تنتشر حاليا في مناطق متفرقة من شمالي بابل مشيرا الى ان الاجهزة الامنية عاكفة على اعداد خطة جديدة للسيطرة على الموقف في المحافظة وبالذات في المناطق المتاخمة لمحافظة الانبار.
من جانبه اكد اللواء قيس المعموري مدير شرطة بابل لـ”الصباح“ ان المعلومات الاستخبارية تؤكد نزوح العشرات من المجاميع الارهابية المسلحة من مناطق الانبار باتجاه منطقتي اللطيفية والعويسات وذلك بعد الضغط الذي تعرضت له هذه المجاميع بسبب العمليات المسلحة التي تقودها قوات الجيش والشرطة بالتعاون مع عشائر الرمادي.
واوضح ان هناك الكثير من المناطق في شمالي المحافظة تسمى بالعرف العسكري بالنهايات السائبة التي تعاني من نقص في القوات الامنية ما يتيح للجماعات المسلحة التحرك فيها غير ان الجانب الاميركي وبالتنسيق مع الفرقة الثامنة للجيش العراقي وعد بنشر نقاط تفتيش في اغلب هذه المناطق وبالذات على الطريق بين الفلوجة ومحافظة بابل.