Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

امريكا طبخت وايران أكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟

habeebtomi@yahoo.no
يتعين على المراقب ان يعتبر ايران لاعب سياسي محنك ، وهذه الحنكة السياسية يمكن تشخيصها بمواقف كثيرة في العصر الراهن وفي التاريخ البعيد فأيران امة عريقة كان لها حضور دائم على الساحة الأقليمية منذ عهود قديمة . وقد اشتهرت ايران بالمناورات السياسية وباغتنام الفرص المناسبة لتحقيق مصالحها وشواهد على ذلك كثيرة ومنها ما هو ماثل في ذاكرتنا القريبة ، وكمثل غير حصري توقيع معاهدة الجزائر عام 1975 للالتفاف على الأكراد وإجهاض ثورتهم بعد ان وقفت ايران الى جانبهم ردحاً من الزمن ، وبمنأى عن المبادئ الأخلاقية وتحقيقاً لمكاسب على الأرض انقلبت على الأكراد .

كان الحكم الأيراني على تناقض مع حكم طالبان ، وحينما اقدمت امريكا على غزو افغانستان وإسقاط حكم طالبان ، طلبت ايران من امريكا مغادرة هذه الدولة ، وهي تبدي ارتياحها من القضاء على طالبان لكنها ترى ان على القوات الأمريكية ان تغادرها وتتركها للجيران . وهذا ما حدث للعراق ، ففي عام 1980 نشبت الحرب بين العراق وايران ، ولسنا في صدد تحديد من بدأ الحرب . لكن هدف ايران الأول كان إسقاط حكم صدام حسين ، ولم تفلح في اسقاطه رغم الحرب التي دامت ثمانية اعوام ، لكن امريكا تمكنت من إسقاطه بظرف عشرين يوماً ، ورحبت ايران بهذا الأنجاز لكن ايران تطلب من امريكا مغادرة العراق في اليوم التالي لاسقاط صدام .

ويمكن تصنيف محاولة ذكية اخرى في هذا السياق فحسب الرواية التي اوردها الكاتب المعروف عبدالرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في كيفية اعتقال المطلوب عبد الملك الريغي زعيم جماعة جند الله البلوشية الأيرانية ، ففيها كثير من الذكاء السياسي او المخابراتي ، فيقول الكاتب :

(أن فريقا استخباراتيا إيرانيا رصد ريغي مبكرا واقتفى أثره في رحلته من كابل الأفغانية إلى دبي، حيث توقف في مطارها لساعتين ترانزيت. واستقل من دبي طائرة قيرغيزستانية مجدولة إلى بلدها. وكان هناك رجال أمن إيرانيون سريون، قدر عددهم بثلاثة، أيضا قد حجزوا معه مقاعد على الرحلة نفسها. وفي الجو، وفي نقطة محددة، ادعى أحد الركاب المرض فأعلن قائد الطائرة للركاب يطلب إن كان بينهم طبيب أن يعرّف نفسه ويساعد على علاج المريض. وبعد أن عاين الطبيب الراكب، المريض الراكب الآخر، أبلغ قائد الطائرة بأن حالة الرجل خطرة وأنه يمر بأزمة قلبية ولا بد من هبوط عاجل لإنقاذ حياته. ووفقا للقواعد المرعية سارع قائد الطائرة طالبا الإذن من السلطات الإيرانية بالهبوط في مطار بندر عباس وهو الأقرب. وعلى المدرج كانت القوات الأمنية تحيط بالطائرة وتعتقل ريغي. طبعا لم يكن المريض والطبيب إلا من أفراد المخابرات الإيرانية الذين صعدوا إلى الطائرة الذين أدوا مسرحية باهرة، وغرروا بطاقم الطائرة) .

إن ما يهمنا من هذه الطبخة التي نفذتها امريكا هو نهوض العراق من الكبوة التي حلت به بعد نيسان 2003 وكانت للدول المجاورة اليد الطولى فيما حصل بعد ذلك من إراقة الدماء على ارض العراق ، وعن دور ايران في العراق منذ ذلك التاريخ كان حاسماً ولكنه لم يكن يوماً يستهدف الى بناء الملاعب والمدارس والمستشفيات وتبليط الطرق وتوفير الكهرباء ، إنها كانت تنادي منذ اليوم الأول برحيل القوات الأمريكية بعد ان نفذت واجبها في اسقاط صدام ، وان تترك الساحة لايران لتقوم بواجبها ، فتكون لها الكلمة الأولى في ترتيب البيت العراقي .

نحن في العراق لا نبغي ان يرتب بيتنا من قبل الجيران او الأصدقاء إن كانوا عرباً او امريكيين او ايرانيين ، إن ما يحتاج العراق هو ان يكون على سواعد العراقيين يتوقف بناء هذا البيت ومن يريد الخير للعراق عليه ان يساعد هذا البيت ليختار طريقه في الحياة السياسية والأجتماعية والثقافية وعلى الأسس العلمانية والديمقراطية بعيداً عن حكم الأحزاب القومية او الدينية حيث ان هذه الأحزاب ثبت بالدليل القاطع انها ادخلت العراق في طريق مظلم امتد على طوله انهاراً من الدماء إن كان في الحروب الخاجية او الداخلية او الصراع الطائفي .

لعل الأنتخابات الجديدة يوم 7 آذار الحالي كان خير معبر لصوت الشعب العراقي الذي قال :

لا للحكم الطائفي الديني او القومي .

لا لتدخل الجيران .

نعم للعلمانية الديمقراطية ، نعم للهوية العراقية .

من الأنصاف ان نعتبر هذه الأنتخابات بأنها واحدة من الأنجازات الحكومية ، هذا الواقع ينبغي ان نعترف به ، ونقطة اخرى تقوي العزيمة وتبعث الأمل والتفاؤل في إمكانية خروج العراق من عنق الزجاجة بعد ان اظهر المواطن العراقي إدراكه الواعي ، في نبذه وتنافره من الفكر الطائفي والزعامات الطائفية ، وهذا ما أرغم زعماء الفكر الطائفي بالنأي بأنفسهم عن التوجهات والشعارات الطائفية والرضوخ لنبض الشارع الذي بات ينفر من تلك الشعارات التي اغرقت العراق في بحيرات من الدماء .

وبعد هذه الأعوام العجاف : هل نقول ان سفينة العراق قد رست في مرفأ عراقي أصيل ؟

هل تتعمق التجربة الديمقراطية في العراق ؟ هل ان الطبخة الأمريكية سيأكل منها العراقي ؟

ام انه سيبقى خارجاً من المولد بلا حمص ؟ إن الأنتخابات الأخيرة رغم عدم الأعلان عن النتائج النهائية لكن خطوطها العريضة باتت واضحة بأن ابن العراق بات يدرك ان البيت العراقي يشيده العراقيون وحينئذ سيثبت العراقيون انهم احفاد اولئك الذين بنوا الحضارت العراقية من السومريين والكلدانيين البابليين والآشوريين والعرب والأكراد وغيرهم من الشعوب الأصيلة في هذه الديار .

حبيب تومي / اوسلو في 12 / 03 / 2010


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
المجلس الاعلى يستنكر سفك الدماء الطاهرة وازهاق الارواح البريئة في شهر الرحمة والغفران شبكة اخبار نركال/NNN/ بيان استنكار صادر عن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي حول العمليات الارهابية التي وقعت مؤخرا في العاصمة بغداد وفي محافظتي بابل ونينوي وقضاء المحمودية ومناطق اخرى، وفيما يلي نصه: غربال الذاكرة : سيغموند فرويد في كل مرة ازور فيها فيينا تقودني قدماي إلى بعض شوارعها ، التي عايشتها قبل عشرات السنين – أيام الدراسة - فأتفقد المعالم واسترجع بعض ما حفظته الذاكرة عن هذه المدينة الثرية حضاريا ! ومن أول ما اذهب إليه هو شارع الاسباني الأسود ( شفارتس شبانير ) حيث مقهانا ا اطلاق سراح 12 من السجناء في كركوك بمناسبة عيد الفطر المبارك نركال كيت/كركوك/احلام راضي/ بدعوة من السيد رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك و بمناسبة عيد الفطر المبارك، قامت الأجهزة الأمنية في السليمانية بإطلاق صراح السجناء المسجونين في سجون السمنت الشمالية تحقق أرباح بقيمة 30 مليار دينار وبإنتاج يتجاوز المليون طن شبكة أخبار نركال/NNN/الموصل/ حققت الشركة العامة للسمنت الشمالية أرباحا مقدارها 30 مليار دينار عراقي وبإنتاج تجاوز
Side Adv1 Side Adv2